خبران في مطلع هذا الأسبوع نزلاً علي المصريين كالصاعقة. الأول انخفاض احتياطي النقد الأجنبي في مصر إلي 6.13 مليار دولار والثاني بيان وزارة الزراعة يوم الخميس الماضي السابع من فبراير الحالي الذي يقول إن مصر تستورد 70% من غذائها!! لا سبب أراه لهذا الانحدار الرهيب إلا استمرار الكسل. وضعف الهمة. ووهن العزيمة. بين المصريين كدولة وأحزاب وأسر وأفراد. والاتكال للأسف علي الغير. ننتظر من سيقرضنا قرضاً. أو يدع عندنا وديعة. أو سيمنحنا منحة. وفي كل هذه الحالات لا خير فينا. فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال: اليد العليا خير من اليد السفلي - إلي أن قال: ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله" فالعليا هي المنفقة التي تعطي والسفلي هي السائلة التي تأخذ. هل يعقل في بلد النيل ذات التربة الخصبة أن نستورد 70 في المائة من غذائها؟. وهل وصلت بنا الحال إلي أن ننتظر من دول شقيقة وأخري صديقة أراضيها صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء أن تمد لنا يد العون والمساعدة. تعطينا لنأكل وتمنحنا لتلبس. العيب فينا لا في بلدنا. واقرأوا معي الدليل في قول الله تعالي في سورة البقرة يصف موقفاً بين سيدنا موسي وقومه: "وإذ قلتم يا موسي لن نصبر علي طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو أدني بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم" البقرة آية رقم .61 فمصر فيها كل ما تشتهي الأنفس. نعم العيب فينا لا في بلدنا. فبلدنا بها خزائن الأرض من الطعام. وإليكم الدليل في موقف جلي بين سيدنا يوسف وملك مصر عندما قال له الملك: إنك اليوم لدينا مكين أمين. قال له يوسف: اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم. ويقول القرآن: "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء" سورة يوسف. الآيات من 54 إلي .56 والأرض في الحالتين مصر. هكذا كانت مصر عندما كان حكامها يسندون المناصب القيادية إلي الأمناء أهل الخبرة. لا إلي الخونة الجاهلين أو المنافقين السارقين. المصريون اليوم هانوا أفراداً وهانوا جماعات. ضعفت فيهم أواصر الأخوة. ووهنت بينهم حبال المودة. استحكمت فيهم الأنانيات. واستبد بهم حب الذات. فوقعت كل هذه الآفات. ومحقت كل هذه البركات. لن تقوم لنا قائمة إلا بالعمل. فبالعمل وحده نستعفف ومن يستعفف يعفه الله. وبه وحده نستغني ومن يستغن يغنه الله. علي الدولة بمؤسساتها أن تتيح الفرص لهذا الشعب. وعلي الأحزاب والحركات السياسية التي فرقت الشعب وزرعت العداوة والبغضاء بين الأخ وأخيه والابن وأبيه أن تنصرف لبناء مشاريع تنموية إن كان لازال يهمها مصر حقاً. فوالله إن هذه الأحزاب المصرية لا استثني منها حزباً فاقت الاستعمار بكل أشكاله وألوانه في التمكين لسياسة فرق تسد. أقول لأبناء هذا الشعب المصري العظيم انفضوا من حول هؤلاء السياسيين المحرضين إلي شئون حياتكم. ابتغوا من فضل الله. فالله تعالي يقول عن يوم الجمعة: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" سورة الجمعة آية 10. ولم يقل فإذا قضيت الصلاة فاحتشدوا في التحرير أو الميادين وضايقوا خلق الله. هؤلاء الذين يظهرون في الفضائيات يتباكون علي مصر ويحرضون شبابها البائس علي البلطجة وتدمير أصول الدولة أموالهم التي نهبوها من أقواتكم وسرقوها من أرزاقكم مكدسة في بنوك أوروبا وقصورهم المشيدة تفوق الخيال في منتجعات ومتنزهات أوروبا. ولو نزلت بمصر نازلة كبري. لا قدر الله سترونهم أول من يأخذون أولادهم وأحفادهم هاربين إلي تلك البلاد حيث أموالهم وقصورهم تنتظرهم. يا فخامة الرئيس مرسي عامل الوقت ليس في صالحك. والفرصة لا تزال قائمة وفي استطاعتك أن تفعل الكثير لهذا الشعب الذي ظن بك الخير فما جزاء الإحسان إلا الإحسان والله يهدي إلي سواء السبيل.