شهد موكب الصوفية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا العام حشدا كثيفا غير مسبوق كنوع من مشايخهم وقادتهم لإظهار قوتهم وكثرة عددهم في الشارع المصري حتي لا يستهان بهم خاصة في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد وتسعي كل فئة لإبراز دورها وحقوقها في المجتمع. فلأول مرة يشهد الموكب الذي ينطلق عادة عقب أداء صلاة العصر من مسجد سيدي صالح الجعفري بالدراسة في اتجاه مسجد سيدنا الحسين وينتهي بقراءة الفاتحة من كل شيخ وأتباعه أمام شيخ المشايخ تجديدا وتأكيدا علي مبايعته ازدحاما كبيرا وحرصا من أبناء الصوفية ومحبيها علي المشاركة والحضور من مختلف المحافظات لدرجة ان كل الطرق الصوفية تقريبا كانت ممثلة في هذا العرض الصوفي الذي اضطر معه رجال المرور لإغلاق الطريق المؤدي إلي المشهد الحسيني. يقول الشيخ طارق يس الرفاعي شيخ عموم السادة الرفاعية: الصوفية لا يستعرضون قوتهم ولا عددهم وإنما هذا هو الواقع الذي يعيشه المصريون فعلا. فالصوفية موجودة في كل بيت تقريبا وان لم يكن الشخص صوفيا فهو محب لهم. فجميع المصريين عشاق لآل البيت النبوي الشريف وهناك مقولة شهيرة "المصريون سنيو المذهب شيعيو الهوي" تعبيرا عن حبهم لآل البيت أكثر من الشيعة أنفسهم. يلتقط خيط الحديث الشيخ ابراهيم الشريف ابن ومسئول ساحة سيدي الشيخ مصطفي الشريف بالمرج قائلاً: هذا الموكب تقليد صوفي بامتياز ينطلق في عدد من المناسبات مثل ليلة رؤية هلال شهر رمضان المعظم في الاحتفال بالهجرة والمولد النبوي أيضا. أما كون الموكب هذا العام كبيرا وكثيفا عن سابقه من الأعوام فلأن الناس تعبت من السياسة وفي نفس الوقت أراد الصوفية ارسال رسالة للقيادات والزعامات التي ظهرت علي السطح مؤخرا مفادها ان الصوفية قوة لا يستهان بها في المجتمع وبالتالي فلابد من وضعها في الحسبان وألا يتطاول أحد عليها.