* يسأل "س. ع. م" من الخصوص بالقاهرة: في بيتي تاجر "بانجو" هل أبلغ عنه أم لا؟ ** يجيب د. علي جمعة مفتي الجمهورية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - خاصة فيما يتعلق بالأمن الإنساني. بحياة الإنسان.. بعقله.. بعرضه - واجب. فمن الواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والضرب علي أيدي العابثين.. إذن يجب ان أبلغ عنه. وهذا البلاغ له ثواب. وهو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. وإذا لم يفعله فإنه آثم. أو مشترك في الأثم بقدر. ومن الواضح ان السائل يتكلم عن تاجر "البانجو". وليس عن شاب يشرب "البانجو" فلو كان شابا يشرب "البانجو" فقط. فإنه ينصحه. يقول له: يابني حرام عليك نفسك. حرام عليك صحتك. أنت تمشي في الطريق الخطأ.. يعظه.. لأن الشاب قريب. وهو يستعمل "البانجو" للشرب. أما السؤال هنا عن تاجر.. أي أن ا لمسألة دخلت في مسائل اقتصادية. وبالتالي السائل يخاف لو نصحه وقبض علي هذا التاجر لظن أنه هو الذي أبلغ عنه. وربما عاداه. وسلط عليه "البلطجية" لينتقم منه.. فالتاجر غالبا ربط حياته بهذا الكسب الخبيث. وبهذا النشاط الخبيث. وارتضي هذا لنفسه.. وهذا الرجل: لا يحتاج إلي موعظة بقدر ما يحتاج إلي عقاب. فقضية التجارة هذه قضية رهيبة. ونحن ندعوهم إلي التوبة. ندعوهم أن يرجعوا إلي الله. وأن يفيقوا. ولعل بعض التجار يدعون أن المخدرات ليست حراماً. ويتعللون بأن تحريمها لم يرد في القرآن والسنة كالخمر والزني والميسر.. وانها تجارة كأي تجارة.. هذا خطأ كبير.. فقد أجمع علماء المسلمين علي حرمة الحشيش والبانجو والأفيون. وكانت هناك أشياء تسمي "الكفتة". وأجمع علماء المسلمين قاطبة علي تحريم هذه الأشياء.. اختلفوا في الدخان. واختلفوا في القات. وفي نبات اسمه "البات" يأكله الهنود ويصنع لعابا أحمر في فمهم.. اختلفوا في مثل هذه الأشياء.. لكنهم لم يختلفوا أبداً في البانجو والحشيش وفي كل المخدرات.. واستندوا إلي حديث أبي داود عن أم سلمة: نهي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - عن كل مسكر ومفتر. والمفتر هو المخدر. إذن هو حرام وتفسير هذا مجمع عليه وليس فيه نقاش. والحشيش يجعل الإنسان واسع الخيال. وبعض الحشاشين. يقول: والله إذا كان الحشيش حراما فنحن حرقناه. وإذا كان حلالا فنحن شربناه. هذا كلام حشاشين. وهؤلاء الحشاشون أذية للأمة. وأذية للإنسانية. وأذية لعمارة الكون ولعبادة الله.. فهذا الكلام ليس عليه اختلاف أبداً.. لا خلاف علي حرمة المخدرات.. والمال الذي يأتي من تجارة المخدرات خبيث وحرام. ولا يجوز إطلاقا التعامل مع صاحبه. ويجب علينا جميعا ان نتكاتف لضرب هذا البلاء بكل وسيلة. وبالطبع أشد من هذا البودرة والهيروين والحقن.. وكل هذا الهراء.