حين أراد الاستعمار أن يصيب المنطقة العربية بالقلق الدائم والشغل الشاغل أقام لليهود دولة حملت اسم إسرائيل. وأصدق وصف لها هو ما أطلقه عليها الزعيم جمال عبدالناصر رحمه الله من انها رأس جسر للاستعمار. فالاستعمار يتخذها معبراً لاحداث القلق والمتاعب في المنطقة العربية. ويبث من خلالها الأفكار الاستعمارية والقلق والمتاعب في المنطقة حتي تعيش في همومها الداخلية وتصرف النظر عن وجود الاستعمار الصهيوني علي أرضها. ولكن المنطقة العربية بما تحمل من ولاء لفكرها الإسلامي وأرضها التي حظيت من نبوات والرسالات السماوية لهداية البشر وبلوغهم المرتبة العالية من الرقي الفكري المتصل بهداية السماء التي بشر بها أنبياء الله من خلال وحي السماء علي أيدي الرسل الكرام بدءاً من آدم عليه السلام وحتي خاتمهم محمد صلي الله عليه وسلم. وكانت هذه المسيرة متصلة متقاربة بدعاتها والمرسلين بها ولم تحدث فترة هدأت فيها هذه المسيرة أكثر من الفترة التي تلت رسالات المسيح عليه السلام واستمرت حتي مبعث النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم. وفي نهاية هذه المرحلة كان من الضروري أن يبزغ نجم جديد يؤكد المسيرة إلي هداية الله حتي تبلغ قمتها وأوجها العالي. وكأن هذا النجم هو رسول الله الخاتم محمد الذي بعثه الله رحمة للعالمين حيث أكد ذلك في كتابه الكريم بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" هذه الرحمة المهداة من رب البشر إلي الناس جميعا يجب أن يتخذها هؤلاء الناس مصابيح هداية وعلامات طريق إلي السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة. وإذا التزم الناس بالسير في هذا الطريق فإن السعادة ستغمرهم في الدنيا وتكون مصابيح رشد إلي جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. ان الالتزام بهذا الطريق يمنع العدوان علي أرض المسلمين في أي مكان وأول مكان من هذه الأماكن هو المنطقة العربية التي كانت مهبطاً للنبوات وأرضاً متصلة للرسالات السماوية. فما من نبي بعثه الله إلا وقد مر بهذه الأرض. وهي بذلك مهبط نور وهداية يجب أن يتخذها المسلمون منارة لهم يهتدون بنورها مهما يطل بهم الطريق. وان اهتدي المسلمون بهداية ربهم فإن هذه الهداية تمنحهم القوة والكفاءة وتمن عليهم بابتكارات يهديهم الله إليها للانتصار علي أعدائهم ومن أول هؤلاء الأعداء هذه الصهيونية التي أقامت لنفسها دولة علي أرضهم لمعاونة الاستعمار البغيض ولكن الله غالب علي أمره. فستزول هذه الدولة من أرض المسلمين في المنطقة العربية وتعود شعوبها إلي سابق عهدها منارة للهداية وعلماً مرفوعاً يدل علي الانتصار.