ماذا لو رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم ما حدث من أبناء أمته اليوم من أحداث عنف واشتباكات أمام السفارات حتي وصل الأمر إلي قتل السفير الأمريكي في ليبيا. ماذا كان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم لو رأي بعض المسلمين وهم يهاجمون بعضهم البعض ويعتدون علي قوات الشرطة ويرجمونهم بالحجارة بحجة الدفاع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. أجزم يقيناً أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان سيغضب أشد الغضب أكثر من غضبه ممن قاموا بصناعة الفيلم المسيء في شخصية رسول الله صلي الله عليه وسلم. سوف يغضب رسول الله من أبناء أمته لأن اساءة الكفار والمشركين والجهلاء والسفهاء والحاقدون لشخص الرسول أمر غير مستغرب لكن أن يسيئ المسلمون لصورة الاسلام ويشوهونها أمام العالم بإرتكابهم جريمة القتل فهذا أمر غير مقبول!! أنني أري أن هذا الفيلم المسيء للرسول الكريم ما هو إلا محاولة لجر مصر إلي فتنة جديدة لاستمرار اشتعال الأحداث خاصة أن من دبر وخطط ونفذ هذا الفيلم هم بعض أقباط المهجر المقيمين بأمريكا.. لكن أقباط مصر ومسيحيها فطنوا إلي هذا الفخ الذي نصبه هؤلاء العملاء الذين باعوا دينهم بدين غيرهم لاشعال الفتنة في مصر.. ولم يحقق الله لهم ما أرادوا. ورغم فداحة الأمر وعظم جسارته علي المعصوم صلي الله عليه وسلم إلا أن الغضبة الشعبية لما يحدث يجب ألا تقودنا إلي الحرق والتخريب وإشعال النيران في المنشأت العامة والاعتداء علي الجنود وأن يكون احتجاجنا حضارياً يليق بمصر ومكانتها العالمية.. نعم نغضب لرسول الله صلي الله عليه وسلم لكن ليس بإلقاء القنابل وإطلاق النار وتعطيل المرور والاعتداء علي الأمنين. نعم.. نغضب لرسول الله بتشجيع الوعي المجتمعي وتوجيهه إلي نشر سنة رسول الله التي هجرناها وابتعدنا عنها. نعم.. نغضب لرسول الله بعدم المساهمة في نشر تلك الاساءات فبنشرها يتحقق مبلغ هؤلاء المسيئين ويصلوا لغرضهم. لكن علينا أن نميت الباطل بعدم ذكر اسمه. نعم.. نغضب لرسول الله لكن بأخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم.. *** * وختاماً: قال الشاعر ما أعظم الانسان تسمو نفسه عن كل فعل شائن يترفع