مع ارتفاع حدة الغضب على الفيلم المسيء للرسول الكريم فى مصر بمحافظاتهاالمختلفة وتصاعد وتيرة الاحتجاجات في العواصم العربية والإسلامية وحتى الاوروبية والتى تمثلت في مهاجمة السفارات الأميركية وترديد الشعارات المناهضة لأميركا ولليهود ارى انه من حقنا ان نغضب ولكن ليس من حقنا ان ندمر ونحرق ونقتل. وأثارت التساؤلات حول انتاج الفيلم وتوقيت عرضه الذي تزامن مع الذكرى الحادية عشرة لاحداث سبتمبر الكثير من الشكوك حول الاهداف المشبوهة التي انتج من اجلها والجهات التي تقف وراءه ان كانت اسرائيلية اومسيحية متطرفة. ولعل رسالة التلاحم الشعبى بين المسلمين والمسيحيين فى مصر وغضبتهم من هذا الفيلم المسيئ الى رسولنا العظيم هو اكبر دليل على المعدن الطيب لشعبنا العريق ولكن ما يدعو الى القلق فى مصر هو هذا التراشق المستمر الذى امتد على مدى الايام الثلاث الاخيرة بين عدد من المتظاهرين الغاضبين الذين اندس بينهم وجوه مشبوهة ينتهزون فرص المظاهرات الجماهيرية لتحقيق اهدافهم فى اشعال الحرائق وزرع الفرقة وعدم الاستقرار وتحميل الاقتصاد المنهك خسائر هو فى غنى عنها اضافة الى تعريض مصالح البلاد للخطر. وجاء توجيه مجموعة من الأقباط فى مصر بيان إلي الأمة نددوا فيه بالفيلم مؤكدين انه يشكل تطاولا علي المقدسات معبرا عن غضب اقباط مصرمن هذا الفيلم كما جاء تعبير الكنائس المصرية عن غضبها من هذا الفيلم وتبرئهم من عدد من اقباط المهجر الذين يقفون وراء الترويج للفيلم ومطالبة السلطات الأمريكية رسميا بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول الكريم دليلا على رفضها الاسائة الى الرموز الدينية او المساس بالمعتقدات. ومن المؤكد ان موقف الرئيس مرسى من هذا الحدث جاء معبرا عن التدين الشديد للشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه الذى استشاط غضبا دفاعا عن رسول الله حيث ادان الرئيس الفيلم المسيء للنبي محمد الذي تسبب باندلاع المواجهات مؤكدا أن "الرسول الكريم خط أحمر لا يجوز المساس به" داعيا في الوقت نفسه الى نبذ العنف والى عدم مهاجمة البعثات الدبلوماسية . وعلينا ان نراعى مصالح بلادنا ونضعها فى المقام الاول عندما نغضب حتى لا تؤدى اعمال العنف المعادية للاميركيين في القاهرة الى تعقيد العلاقات بين البلدين فى ظل الازمة الاقتصادية الحادة التى تعانيها البلاد وحرص القيادة المصرية على الحفاظ على استمرارية المساعدات الاميركية اضافة الى التفاوض مع واشنطن على شطب مليار دولار من ديونها وهو ما وعد به الرئيس اوباما في مايو 2011والذى اتصل بالرئيس مرسي ودعاه لاتخاذ "اجراءات قانونية تردع الذين يسعون لافساد العلاقات .. بين الشعب المصري والشعب الاميركي". ولعل الغضب الذى يحدث الآن فى العواصم العربية والاسلامية عبر عنه الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك ابلغ تعبير عندما اتهم الغرب بالسعي دائمًا لإشعال الحرب في الشرق الأوسط، وإثارة مشاعر المسلمين واستفزازهم بشتى الوسائل حتى يغضبوا وعندها تندلع المواجهات وتشتعل المنطقة وطالب فيسك فى مقاله بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية بأن يدرك هؤلاء الذين يستفزون أكثر من 1.6 مليار مسلم في العالم الفرق البسيط الذي يفصل بين الوهم والواقع الحقيقي كما يجب أن يتعلموا من الدرس مشيرا الى ماحدث عندما اقدم رسام كارتون دنماركي على نشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في صحيفة مغمورة تم إحراق السفارة الدنماركية في بيروت وعندما أعلن أمريكي في تكساس إحراق القرآن الكريم خرجت السكاكين في أفغانستان لتهدد بقطع الرقاب كما حدثت مجازر عندما قامت القوات الأمريكية بحرق صفحات من القرآن في قاعدة افغانية. [email protected]