* يسأل حسن جمال الدين أحمد من سوهاج يقول فيه: لي خمسة من الأولاد أوسطهم في السن يعاملني بكل وقاحة وسوء أدب وتدرج في هذه المعاملة إلي أن ضربني أمام الجيران وأمام زوجته وأولاده الصغار فقررت أن أكتب كل ما أملك من أرض وعقارات لإخوته الأربعة وأحرمه من الميراث فهل إذا فعلت ذلك أكون عاصياً لله أرجو الإفادة؟ ** يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبو العباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: من عظمة الشريعة الإسلامية أنها لا تعالج الخطأ بالخطأ ولكنها تعالج الخطأ بالصواب. فهي لم تجعل من موانع الميراث العقوق. بل إنها عندما منعت القاتل فرَّقت بين من قتل مورثه عن طريق العمد ومن قتله عن طريق الخطأ. فالعقوق ليس من موانع الميراث. ونحن نقول لهذا الوالد المكلوم إياك أن تفعل ما يغضب ربك وإياك أن تكتب لأحد من أولادك حال حياتك ولا أن تمنع من عقك واعتدي عليك. بل عليك أن تذكره بأن عقاب الله ينتظره وأخبره بأن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر وأنه كما تدين تدان. فياويله من أولاده ومن زوجته عندما يصنعون به ما فعله بوالده. فإذا لم يحدث. فلينتظر عقاب الله القائل: "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم". إن جريمة عقوق الوالدين قد انتشرت بصورة مفزعة في عصرنا. وأحياناً تصل درجة العقوق إلي إزهاق روح الوالد أو الوالدة. ساحات المحاكم خير شاهد علي ما نقول. إن الآباء والأمهات قد تقع عليهم المسئولية في غالب الأحيان بسبب سوء التربية كما قال الحكيم: من أدب ولده صغيراً سُرَّ به كبيراً. ومن ترك ولده صغيراً أي بدون تربية وجد العقوق منه كبيراً. وهناك غياب الوازع الديني والتربية الأخلاقية وغيرها من العوامل التي تؤدي إلي هذا العقوق. والخلاصة أنه يحرم علي السائل معالجة هذا الخطأ بحرمان هذا الابن العاق مما شرعه الله. بل إننا نطالبه بأن يدعو في سجوده بأن يعيد الله هذا الولد إلي الرشد والصواب لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً فيه الهداية ومنه وحده التوفيق.