* تسأل سارة سيد حامد من دمياط:في العام الماضي اشتد المرض بوالدتي وفقدت الوعي تماماً لمدة شهرين ولهذا فأنها لم تصم شهر رمضان لفقدها للوعي والإدراك ثم ماتت بعد شهر رمضان فهل يجوز لنا أن نصوم أو نخرج الفدية عنها؟ ** ** يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: قال الله تعالي في سورة البقرة "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر". فهذه الآية الكريمة تبين لنا ان المسافر والمريض يفطران ويقضيان من ايام أخر أي وقت ان يتيسر قضاء الصوم لمن افطر بسبب المرض أو السفر وهذا بالنسبة للمريض الذي يرجي برؤه أي يرجي شفاؤه ولو بعد فترة من الزمن. أما المريض الذي لا يرجي برؤه وهو المريض بمرض مزمن وقرر الاطباء المتخصصون ان هذا المريض لن يبرأ من المرض الذي أصيب به فمثل هذا يجب عليه ان يخرج الفدية عن كل يوم أفطره الانسان في رمضان. وذلك لقوله تعالي في الآية السابقة من الآية المذكورة في نفس السورة وهي سورة البقرة "أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين". فما دام المريض عاجزا عن الصيام بسبب المرض المزمن أو بسبب كبر السن فالواجب عليه ان يخرج الفدية وهي أطعام مسكين عن كل يوم. والدة السائل كانت فقد الوعي تماماً لمدة شهرين ومر عليها رمضان ولم تصم ثم ماتت بعد شهر رمضان فإذا عليها أو علي ورثتها. إن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة البقرة: "ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت" فالصوم لا يجب الا علي المكلف البالغ العاقل وما دام الإنسان في غيبوبة تامة ومرت عليه أيام معدودات وهو في غير وعي ولا إدراك فإن الصوم لا يجب عليه لعدم تكليفه ومن هنا فإن هذه السيدة التي ظلت شهرين فاقدة للوعي فلا صوم عليها لعدم تكليفها ولا يجب علي أهلها شيء لا فدية ولا قضاء للآية السابقة: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها". أما عن زكاة الفطر فأخرجوها عنها لانها دين ودين الله أحق ان يقضي كما قال حبيبنا المصطفي - صلي الله عليه وسلم.