واضح ان الوقت لا يزال طويلا.. والشوط ابعد مما يتخيل اي عاقل اومجنون.. حتي ندخل علي خط التغيير الحقيقي والمنشود.. فالعقول لا تزال مغيبة.. ولا أبالغ اذا ما قلت متحجرة.. ومحصورة ومحاصرة بالنظريات والرؤي القديمة للقوي السياسية المختلفة وعلي وجه الخصوص الاسلاميون.. لا نزال نتعامل معهم بمنطق الاضطهاد والتخوين والتشكيك والتقليل من الشأن وتوجيه اتهامات التخلف والرجعية والحجرية وما الي ذلك.. مازلنا اسري مقولات وتعبيرات ومفاهيم صكت خصيصا لترسيخ سياسات الابعاد والاقصاء والنفي والإذلال وتكريس الاستبداد والرؤية الواحدة والمنهج الاوحد والرئيس العلامة والفهم الفهامة الذي لم تلده أم.. ولم يمسسه انس ولا جان ..!! ولعل هذه القيود والاغلال واشباهها.. هي التي تقف عقبة كأداء امام الرغبة الحقيقية في الانطلاق والتخلص من عهود الفساد والاستبداد المخيمة علي البلاد.. ولا تزال اثارها معششة في العقول.. تعوق حركتها وتعطل قدرتها علي التفكير في الاتجاه الصحيح.. اوعلي الاقل في البحث عن مخرج لتجاوز الازمات المتتابعة وتفادي العواصف المستمرة للخروج منها باقل الاضرار والخسائر المادية والمعنوية ايضا. الأوضاع المعوجة.. وحالات الارتباك في المواجهة وتصاعد حملات القوي المضادة للاستقرار والخلاص من المرحلة النهائية.. وعدم وضوح الرؤية والتنافس المحموم والاعمي.. والصراع المقيت بين القوي السياسية خاصة الاقوي منها.. هو الذي اوصلنا الي الحالة الحرجة والموقف الذي لا نحسد عليه في الانتخابات الرئاسية.. وكأن اللعنات تصب فوق الرءوس صبا.. وتحاصر كل القوي اللاعبة بقوة.. والغريب ان اللعنات تحاصر المتفرجين ايضا هذه المرة.. انها المرة الاولي التي يكون فيها الشعب في موضع "كش شعب" بدلا من كش ملك اوكش وزير.. الآن المطلوب من الشعب ان يكش والا سيتعرض هو للاقصاء والالغاء والخروج.. الله اعلم الي اين.. الشعب الان محاصر رئاسيا.. الاخوان امامكم.. وشفيق من خلفكم.. والكل مضطر الي ان يركب ما يكره.. ليس امامه من خيار.. يا اسود.. يا اسود. ليس امامه الا اللجوء الي قاعدة ارتكاب اخف الضررين واتباعه.. وليس هناك محل لطرح السؤال .. "انلزمكموها وانتم لها كارهون" ..؟ فالبدائل في غاية الصعوبة والخطر ايضا.. سواء تم الاختيار الذي يسمونه عقابيا.. او اللجوء الي الحالة السلبية والتزام الصمت وقبول الهوان.. والاستسلام امام حالة الانتكاسة الشديدة للمريض والامتناع عن مقاومة المرض وتهيئة المناخ واعطاء المزيد من الفرص المتعاقبة للامتدادات السرطانية المهلكة.. اخف الضررين بالغ الصعوبة ايضا.. لانه سيعطي الاخوان قوة اكبر واخطر.. ويضعها في اطار الاتهام بالرغبة في التكويش والاستحواذ والانفراد بالسلطة والقرار.. وهذا خطر علي المجتمع في المرحلة الانتقالية الحرجة.. وخطر علي الاخوان ايضا وفيه ظلم فادح.. صحيح انها أمانة وقد يقولون انه اختيار الشعب وثقته.. وان الاخرين ضعفاء ووجودهم ظاهرة صوتية وكلامية اوتليفزيونية فقط.. لكن لا ننسي التحذير والاشارة والدلالة القرآنية.. عندما قبل الانسان بحمل الامانة بمفرده.. ¢ انه كان ظلوما جهولا ¢ ..!! أخف الضررين الآن محاصر بين لعنتين: الاولي: الفلول وانصار الثورة المضادة.. والتابعين لهم باحسان وحسنات.. مكرهين مرغمين بعد ان زادت الامور عن الحد.. وسيطرة منطق اللامعقول علي تصرفات وسياسات المتحكمين في بر مصر.. سواء رسميا اوبالعافية ولي الذراع.. فاختنق الناس من حالة ¢الثورة واللاثورة ¢.. حتي رجحت كفة الناقمين والغاضبين علي وما يحدث بعد الثورة.. والامر يتطورعلي الساحة وبسرعة -طبعا بفعل فاعل وفواعلجية- في اتجاه تكريس كراهية الثورة والثوار.. وهذه الحقيقة المرة لا يجب ان نتعامي عنها اونخدع انفسنا ولا نصدقها اوندفن رءوسنا امامها في الرمال.. ولعل اصدق دليل علي ذلك ما يحدث الان علي الساحة الانتخابية لاختيار اول رئيس لمصر الثورة.. !! الثانية : لعنة الخصوم والكارهين والمتربصين والحانقين والناقمين علي الاخوان.. والفاشلين سياسيا وشعبيا.. والراغبين في تفصيل الحياة السياسية علي عجزهم.. وتحجيم مصر وتقزيمها في اطار ومحيط غريب عليها وعلي اصولها العربية والاسلامية ودورها القدري في المنطقة والعالم.. سواء كان هذا الدور روحيا اوسياسيا اواقتصاديا اوحتي عسكريا باعتبارها نقطة الارتكاز الرئيسية علي الخريطة العالمية وممرات التجارة والسلم والحرب ايضا.. ولعنة الخصوم والكارهين والمنافسين اشد وطأة واكثر نكاية.. خاصة عندما يغيب العقل.. وتتسلط الاهواء والنزوات.. وتتقدم الرغبة في الانتقام.. وتتسيد روح الابتزاز.. ويتقمص الكثيرون ادوار البطولة العنترية.. ويرتدي الاخرون اثوابا زائفة باسم الوطنية وحب مصر وانقاذ الثورة والحفاظ علي المكتسبات الاستراتيجية.. والدفاع عن الحقوق الحلقومية والواجبات الحنجورية.. والمقترحات والافكار التهريجية علي الساحة السياسية المعاصرة.. لابد من التأكيد هنا علي انني.. لست من انصار ان يتصدي فريق واحد مهما كانت قوته وشعبيته ورؤيته واطروحاته لتحمل مسئولية المرحلة الانتقالية الان وبمفرده.. في بلد مثل مصر باوضاعها الحالية داخليا والتحديات الخارجية امامها ودورها المأمول والذي ينتظرها منه العالم العربي والاسلامي بل وعلي الصعيد العالمي ايضا. ولا بد من التاكيد ايضا علي ان القوي السياسية والثورية الوطنية ترتكب خطيئة كبري الان حين تظن ان هذا وقت تصفية حسابات قديمة اوجديدة اومتجددة مع الاخوان ..اذا سارت في الاتجاه المعاكس.. واذا ما استجارت من الرمضاء بالنار. ايضا فان الاخوان جماعة والحرية والعدالة حزب مطالبون الان بالكثير والكثير ليس فقط لتصحيح اخطائهم وتحسين صورتهم.. وانما لانقاذ الوطن ومسيرة الثورة.. ومواجهة حالات الانحراف القسري عن الخط الكوني والطبيعي.. الاخوان مطالبون بازالة الشكوك والمخاوف ليس فقط بالكلام وانما بالافعال. مطالبون بردود حقيقية قاطعة وناصعة علي اسئلة وتساؤلات حتي وان كانت استفزازية ومكررة ومعادة.. لكنها مطروحة وتستخدم ورقة في الاثارة حينا والازعاج السياسي الرخيص احيانا اخري. مطالبون بالتعامل بجدية مع الحملات الاعلامية الضارية.. مع المؤلفة قلوبهم من قبل والاكلون علي كل الموائد والراكبون لكل الامواج والمتزلجون علي كل انواع الجليد في بلاد ملتهبة الحرارة طبيعيا وسياسيا.. مطالبون بتقديم التنازلات وافساح مجال اكبر للقوي الاخري سواء من الضعفاء اوالمستضعفين سياسيا .. أو من الناشئة وحديثي العهد بالسياسة وتكوين الاحزاب.. واذا لم تسعهم مظلة الاخوان فلتسعهم مظلة المصرية والاخوة الانسانية.