من الحقائق المؤكدة وغني عن البيان والكلام أن تعاليم الدين الإسلامي تنظم للناس طرق الحياة وتعتني بمعايش الناس وتبين التعاون فيما بينهم وتنظم ملكية المال بحيث لا يكون المال أداة الطغيان ولا مصدر للانفلات بل جعل الناس جميعا فيه متساوين من ذلك حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم. "رحم الله رجلا سمحاً إذا باع سمحا إذا اشتري سمحا إذا قضي أو اقتضي" حديث جامع لأنواع المعاملة بين الناس التي ترتكز عليه الحياة الاقتصادية حديث يشع نوراً وفيه هدي ورحمة للعالمين وبين ويوضح طرق السعادة ويضع المنهاج العادل والقانون السمح والدستور الأوحد الذي لو سار الناس عليه في معاملاتهم لما بقي علي الارض ظلم ولا طغيان وعاشوا أخوة متحابين متعاونين تظلهم راية العدل والأمان والإخاء والسلام في مجتمع لطيف متماسك لا بغضاء ولا شحناء ولا خصام ولا عداء. نعم رحم الله رجلا سمحاً إذا باع نعم رحمه الله رجلا سمحا أي سهلا طيب القلب حسن الخلق إذا باع وإذا اشتري وإذا اقتضي أي طالب بماله عند الناس يسر وسهولة ورفق ولين وإذا قضي أي أدي ما عليه للناس بصدق وامانة ورغبة في اتباع الحق والانسان يمكن ان يحكم علي خلق الانسان في معاملته للناس بل يمكن ان تعرف مقدار تدينه من معاملته فالدين المعاملة. المعاملة اختيار دقيق لشخصية المرء تظهره علي حقيقته وتكشف ظاهر وباطنه. من سماحة البائع ان يكون مبتسما للمشتري واسع الصدر حسن اللقاء لا يبالغ في طلب الربح ولا يكثر المساومة ولا يدلس ولا يخدع ولا يحتكر ولا يكثر المساومة ولا يغش ولا يطفف في الكيل ولا في الميزان. قال تعالي: ويل للمطففين "الايات" وقال الرسول عليه الصلاة والسلام من غشنا فليس منا ومن سماحة البائع ان لا يحبس السلعة التي يحتاج إليها الناس ليرتفع ثمنها لأن المحتكر ملعون ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام من تدخل في شيء من اسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا علي الله ان يعقده بعظم من النار يوم القيامة أي بمكان عظيم منها . اما سماحة المشتري تظهر في ترك الاخذ والرد وإرهاق البائع بكثرة المساومة وبخس السلع ولا تبخسوا الناس أشياءهم.. ما أجمل سماحة البائع وسماحة المشتري ما أحسن وابدع سماحة البائع وسماحة المشتري. والسماحة ففي اقتضاء الدين أي بطلب ماله برفق ولين فلا يقسوا علي الدين ويهدر كرامته ومطالبته أمام الناس وإن كان ما عليه الدين معسراً فيرجع بقوله تعالي وان كان ذو عسرة فنظرة إلي ميسرة اما السماحة في القضاء ان يؤدي الإنسان ما عليه بلين وسهولة فهذا دليل صادق علي حسن الإيمان واتباع الحق لقول الرسول صلي الله عليه وسلم أن خيركم أحسنكم قضاء. فعلينا نحن معشر المسلمين ان نحسن المعاملة ولا نظلم احداً وان نؤدي الحقوق كاملة غير منقوصة لتنال رضا الله ومحبته.. هذا وبالله التوفيق