* يسأل وليد لطفي من القاهرة: لاحظنا في هذا العصر بعض الشركات تتخذ من بعض الوسائل والحيل ما يترتب عليه رفع أسعار منتجاتهم بنقص الوزن الحقيقي بدلا من الإعلان عن رفع الأسعار فما حكم الإسلام في هؤلاء؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: هذا الذي يحدث هو ما يسمي بالتطفيف في الكيل والميزان ويلحق بالكيل والميزان ما أشبههما من المقاييس والمعايير وهذا كله حرام بل هو من أكبر الكبائر "ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين. وقال تعالي في سورة الرحمن: "والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمر الناس بعدم التطفيف في الكيل والميزان جاء في سنن ابن ماجة أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إذا وزنتم فارجحوا". هذا الفعل حرام ومن أكبر الكبائر وله آثاره السيئة علي الفرد والمجتمع ولهذا عاقب الله عز وجل أمثال هؤلاء بالويل الذي هو شدة العذاب في الدنيا والآخرة وجاء في سنن ابن ماجة عن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: أقبل علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم حتي يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور سلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يحظروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم فكل مسئول يعين علي هذا الفعل القبيح ويخدع الناس بإنقاص الوزن يكون اثما وفاحشا لأبناء مجتمعه جاء في سنن الترمذي أن سيدنا عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لأصحاب الكيل والميزان: إنكم قد وليتم أمرا فيه هلكت الأمم السالفة قبلكم.