قال تعالي: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم..." البقرة "271".. وقال أيضاً: "لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذي كالذي ينفق ماله رئاء الناس.." البقرة "264". وقال صلي الله عليه وآله وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.." متفق عليه.. وقال صلي الله عليه وآله وسلم: "إن صدقة السر تطفيء غضب الرب تبارك وتعالي" الطبراني في المعجم الكبير. والأحاديث في هذا الباب كثيرة.. أما التباهي والتفاخر بها والعياذ بالله والرياء فليس محبباً ومرغباً فيه بل ينهي الشارع عنه. وفي الحديث: "... ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال. فأتي به فعرفه نعمه. فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت. ولكنك فعلت ليقال: هو جواد. فقد قيل. ثم أمر به فسُحب علي وجهه ثم أُلقي في النار" رواه مسلم. وجاء أيضاً: "من سَمع سَمع الله به. ومن يُرائي يُرائي الله به". متفق عليه ومن الآداب الباطنة في الزكاة: "1" الإسرار والبعد عن الرياء والسمعة. "2" ان يظهر حيث يعلم ان في إظهاره ترغيباً للناس في الاقتداء به ويحرس سره من داعية الرياء. "3" ان لا يفسر صدقته بالمن والأذي والمن: أن يذكرها؟ والأذي: أن يظهرها. - ومن فوائد إخفاء الصدقة: "1" أبقي للستر. "2" أسلم لقلوب الناس وألسنتهم. "3" إعانة المعطي علي إسرار العمل. "4" إن في إظهار الأخذ ذلاً وامتهاناً. "لمن يأخذها". - ومن فوائد إظهار الصدقة: "1" الإظهار للصدقة إقامة لسنة الشكر. وقد قال تعالي: "وأما بنعمة ربك فحدث" الضحي "11" والكتمان كفران النعمة. وقد ذم الله تعالي ما كتم من آتاه الله عز وجل. وقرنه بالبخل قال تعالي: "الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله..." النساء "37". "بل هو شر لهم لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة.." آل عمران "180". وقال صلي الله عليه وآله وسلم: "إذا أنعم الله علي عبده نعمة أحب أن تري نعمته عليه" رواه أحمد ويعلم مما سبق أن الإسرار والإخفاء في الصدقة أفضل من غيرها. أما من يتعلق بالإظهار ويتخذه حجة فأمره موكل لربه. فالله أعلم بالنوايا. وهو المطلع علي القلوب: أما إذا اتبع صدقته بالمن والأذي بعدما يظهرها وهذا ما يُري في كثير من الناس. فحكمه قد بان من الأدلة السابقة. فالناس لها الظاهر والله يتولي السرائر. وهو وحده مقلب القلوب سبحانه وتعالي. بقلم: أحمد عبدالحليم خطاب باحث شرعي