* يسأل هشام علي عبدالرحمن من منفلوط: نسمع مفاهيم كثيرة للحرية.. ولكن نريد معرفة مفهوم الحرية في الإسلام؟ * * يقول الشيخ زكريا نور من علماء الوعظ بالأزهر: الحرية التزام وانضباط أخلاقي وألا نرتكب من الأفعال ما يضر بالآخرين لأن النبي - صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا ضرر ولا ضرار" فالحرية الحقيقية هي احترام مشاعر الناس ومراعاة ظروفهم. وإلا انقلبت الحرية إلي فوضي إذ كيف أتعدي علي حقوق الآخرين باسم الحرية؟! وقد نجد فعلا من يلقي القاذورات والقمامة في الشارع فإذا نهيناه عن ذلك يقول: أنا حر الشارع ملك الحكومة فهل مثل هذا الإنسان يكون حرا؟ كلا إنه لا يعرف للحرية معني. إنه عبد ذليل لنزعات نفسه الأمارة بالسوء أو كالجار الذي يفتح المذياع علي آخره فإذا طلبت منه تخفيض الصوت لأنك متعب وتريد أن تستريح قال لك أنا في بيتي وأنا حر. وهذا من غير شك فقدان للذوق والأخلاق والمروءة والإنسانية ومع شديد الأسف وجدنا هذا المفهوم الخاطئ للحرية قد انتقل إلي بعض علية القوم من المثقفين تحت حرية الرأي والإبداع الفكري يؤلف أحدهم كتابا أو مقالا يتهجم فيه علي رموز الإسلام. ومقدسات الإسلام. وقد يصل التبجح إلي القرآن الكريم الذي هو كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. فيتناوله بالنقد والتجريح وإذا نوقش أو اعترض عليه قامت في وجهك قيامة كل من هم علي شاكلته واتهموك بالإرهاب الفكري وأنت من أعداء التنوير فأنت تعيش في القرون الوسطي. ويتباكون علي حرية الرأي. وإننا لنتساءل هل من التنوير أم الإظلال الفكري التطاول علي الله وكتابه ونظمه وتشريعاته أهذا هو التنوير؟ كلا وألف كلا فما هذا إلا دعارة فكرية تكشف سوأة صاحبها أمام العالمين. وهي عقوبة أشد من القتل. إن الحرية شيء ثمين وهي حق للناس علي مختلف أديانهم السماوية ويؤكد هذا القول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"؟ وحتي في مجال العقيدة يقول الله تعالي: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "256" سورة البقرة. فلا يمكن أن نكره يهوديا أو مسيحيا علي ترك ديانته ولكن عندما ينتكس ويرتكس الفكر البشري ويشذ عن الفطرة السليمة فيتهجم علي الأديان السماوية ورسالتها تحت مفهوم الإبداع والتنوير نقول خسئوا "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" "5" سورة الكهف. إنها حرية هدم العقائد والمقدسات. إنها عبودية وخضوع لكل أبالسة الشر التي تسيطر علي ذلك الفكر المنحرف الشاذ وإذا كان السذج من الناس يتصرفون التصرفات غير اللائقة كما ذكرنا في المنازل والطرقات والمواصلات العامة فلأنهم وجدوا القدوة السيئة في هؤلاء حيث فهمت الحرية خطأ علي أن نفعل ما نشاء وهذه هي حرية الحيوانات العجماوات التي لا تسأل عما تفعل في سلوكها غير المسئول. فهل يرضيهم وضع أنفسهم في مصاف هذه الحيوانات؟