استضافت محطة كندية تليفزيونية رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في حديث عن مصر وما يحدث فيها.. والانتخابات البرلمانية.. وأخرج في هذا الحديث رجل الأعمال كل ما يكنه في قلبه تجاه الإسلاميين. قال: الأمل الوحيد لدينا في الانتخابات القادمة أن ينتخب المصريون الحقيقيون المستنيرون لصالح المجتمع الليبرالي العلماني المدني. وتحدث مقدم البرنامج معرفا بنجيب ساويرس بقوله: نجيب ساويرس أحد أغنياء مصر.. صاحب المليارات المتعددة.. يستثمر في قطاعي الاتصالات والفندقة.. يهتم بما يحدث في بلده.. كان بمثابة الوسيط بين الشباب المتظاهر وحسني مبارك في الأيام الأولي من الربيع العربي في يناير.. ساويرس يحمل آمالا كثيرة لما ستحمله هذه الأيام.. ولكن حينما جلسنا معه الأسبوع الماضي.. وحتي قبل الأحداث الدموية في التحرير بالقاهرة والتي تشاهدونها الآن.. كان واضحا أن مزاجه متغير بشكل ملحوظ. سأله المذيع: مرت 9 أشهر منذ أن ولدت مصر الجديدة.. وتعودنا أن نراك هذه الأيام متفائلا.. متحمسا.. ومبتسما.. لم نعد نراك تملك الكثير من ذلك مؤخرا.. ما الذي حدث؟ أجاب ساويرس: حسناً الخطأ الأكبر حدث عندما تواري الشباب الذين قاموا بالثورة عن المشهد.. والذين كانت لهم نوايا طيبة.. ليختطف المشهد مجموعة من النشطاء الدينيين.. أو دعني أقول المتطرفين.. أما أصحاب المفاهيم والمبادئ الطيبة والذين يقاتلون من أجل التحرر والتخلص من الديكتاتورية.. والتي تستبدل الآن بديكتاتورية جديدة.. نحن قلقون منها.. وهي ديكتاتورية دينية.. لذلك لم يعد هناك ابتسامات. المذيع هل هناك فرصة لاستعادة تلك الابتسامة أم أنها ذهبت بعيدا جدا؟ أجاب: لم نفقد الأمل بعد.. هناك انتخابات برلمانية ولكن. المذيع: هل أنت متفائل بها؟ ساويرس: لا استطيع.. ولا تستطيع.. إذا حسبت لكل الأحزاب الليبرالية ستجدها مولودة حديثا.. عمرها ستة أشهر.. وتقاتل أمام جبهة من القوي الدينية تستعد لهذا اليوم منذ 80 سنة.. هم منظمون جدا.. يتم تمويلهم جيدا من قطر والسعودية.. ونحن لنا ستة أشهر فقط وغير ممولين إطلاقا.. وامكانياتنا محدودة.. أنت لديك امكانيات كثيرة.. وأنا لن اصرف علي البلد كلها من جيبي.. الإخوان المسلمون استلموا 100 مليون دولار من قطر خلال الثورة.. هذه أموال طائلة كيف تصرف مثلها. المذيع: وماذا عن إيران والسعودية؟ قال: لا اعتقد ان ايران تتدخل في الانتخابات.. ولكن السعودية بها أفراد يدعمون السلفيين ماديا.. المذيع: هل أنت قلق إذا استمرت مصر في هذا المسار أن تصبح إيران أخري؟ ساويرس: نعم.. للسبب الديني المشترك بينهما.. فلو ألغوا الطبيعة المدنية للبلد ليجعلوها بلداً دينية يحكمها الدين.. أعني الدين الإسلامي.. والذي سيجعلني كمسيحي لا أشعر بالراحة في تقبلي لذلك.. وكل المسلمين المعتدلين وهم أصدقاء.. وهم يؤمنون بمصر الحديثة.. لا يريدون ذلك التحول أيضا.. لذلك أملنا الوحيد في هذه الانتخابات أن يخرج المصريون الحقيقيون والمستنيرون.. ويصوتوا لصالح المجتمع الليبرالي العلماني المدني.. المشكلة عندنا أن هؤلاء سلبيون.. كثير منهم أطلق عليهم حزب الكنبة.. يجلسون في منازلهم.. يشاهدون التليفزيون.. ويتخيلون أن الأمور ستمر.. ولكنها لن تمر.. وإذا أردت مثالا جيداً.. الثورة الإيرانية.. لم يقم بها الخميني والأصوليون.. ولكن قام بها الكثير من الشباب اليساري والقومي والمدني.. كانوا متحضرين.. كانوا ضد الشاه وتسلطه وضد التعذيب وضد الفساد.. نفس الأسباب.. وفجأة وصل السيد الخميني من باريس وتحول الوضع إلي ما هو الآن.. لذلك الذي يسمي بأحمدي نجاد الآن وتري ماهيئته.. أنا متأكد أن كل الإيرانيين لم يكونوا ليتوقعوا ما حدث.. والغرب يقف ليتفرج وهو ساكن.. ماذا تريد من الغرب أن يفعل؟ المذيع: ماذا تريد؟ ساويرس: أن يدعموا الأحزاب الليبرالية.. لم يفعلوا أي شيء لها حتي الآن.. ولكن ألا يجب أن يحذروا من ذلك حتي لا يظهروا وكأنهم يتدخلون في الشئون. المذيع: ولماذا لا يحذر الآخرون مثل قطر والسعودية.. ويجب عليكم أنتم الحذر؟ ساويرس: عليكم أن تمنعوا قطر والسعودية من أن يفعلوا ذلك.. أو تتخلوا عن هذا الحذر. المذيع: خذنا إلي عالم ما بعد الانتخابات للحظة.. إذا فاز حزب الإخوان بأغلبية البرلمان.. ماذا ستفعلون؟ ساويرس: سنحارب للنهاية. المذيع: ماذا تعني بكلمة سنحارب؟ ساويرس: سنكون في البرلمان القادم ولو بأقلية.. وسنكون في المعارضة.. وسنحرك المصريين "المصريين الأحرار".. للقتال من أجل الحفاظ علي طبيعة مصر المدنية.. ولن نستسلم لدولة دينية.. فازوا أو لم يفوزوا.. سنكون هناك وسنستمر في قتالنا. المذيع: هل ستستمرون في قتالكم بشكل ديمقراطي.. وتحترمون نتيجة الانتخابات؟ ساويرس: مضطرون... لكوننا ديمقراطيين. المذيع: لديك صلة برجال مبارك.. هل تعتقد وقد مرت تلك الفترة أنك كنت مخطئاً؟ ساويرس: لا.. فقد يلام مبارك في ما وصلنا إليه الآن حيث لم يكن يسمح خلال فترة حكمه لليبراليين أمثالنا.. وللشباب أن يعارضوا حزبه.. في الوقت الذي عمل الإخوان المسلمون تحت الأرض بشكل منظم تماما لديهم الأموال.. ولديهم فروع.. ولديهم بنية تحتية جاهزة.. ولذلك عندما جاءوا للمنافسة كانوا أقوي بكثير.. وكان يضعنا دائما في اختيار.. إما أن تبقي معي في حزب مبارك أو تكون مع هؤلاء.. أي اختيار هذا.. من المؤكد أن هناك خياراً آخر.. بالنسبة لاشخاص مثلي لم يكونوا اعضاء في حزبه ولم يعجبنا الحزب.. ولم نوافق علي نظرية التوريث لابنه.. فقد ضعنا.. ليس لنا حزب.. وبعدما قامت الثورة وظننا أن الأمور تسير علي ما يرام.. بأن نكتب الدستور أولا حتي تصون مدنية الدولة.. ثم نذهب إلي انتخابات الرئاسة ليكون عندنا رئيس.. وننهي الحكم العسكري.. ثم الانتخابات البرلمانية.