اشتعل فتيل الثورة من جديد في ميدان التحرير ومختلف ميادين مصر عقب مليونية "تسليم السلطة" التي شارك فيها 47 حركة وائتلافا سياسيا. وعلي مدي أسبوع كامل استمرت الاحتجاجات والاعتصامات التي رفعت مطلب تسليم السلطة من المجلس العسكري لحكومة إنقاذ وطني كاملة الصلاحية.. والسؤال الذي طرح نفسه بقوة علي الجميع لماذا انفجر الموقف في ميدان التحرير علي هذا النحو المؤسف الذي خلف عشرات القتلي ومئات المصابين؟. ولماذا هذا التوقيت والبلد مقبلة علي انتخابات برلمانية تنقل مصر نحو الديمقراطية وتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة؟ وبالرغم أن أطراف وشخصيات عدة سعت إلي احتواء الموقف المتفجر ووقف نزيف الدم والتوصل إلي حل وسط يوفق بين مطالب المعتصمين والائتلافات والحركات الرافضة لبقاء المجلس العسكري في السلطة حتي يونيو القادم ولكن جهودها جميعا اجهضت. بل كل محاولات التهدئة ومساعي التدخل لحماية الثوار تم خرقها وافتعلت معارك تسببت في اراقة مزيد من دماء شباب مصر. وما ساهم في تفاقم الموقف تأخر المجلس العسكري في التدخل واتخاذ اجراءات كافية لمنع فض الاعتصامات بالقوة المفرطة. مما جعل الكثيرين يتساءلون عن اليد الخفية التي تقف خلف المعركة والتي تحرص علي استمرارها مشتعلة وتعمل علي تأجيج المشهد وجعله دائما قابلاً للانفجار. ومن الأمور اللافتة التي دخلت علي مشهد الثورة الثانية بروز دور بعض التيارات وأيضا صعود نجم عدد من الشخصيات ومشاركتها بقوة في فعالياته وتحكمها في كثير من مجرياته فقد كان الوجود المكثف للشباب السلفي علي مختلف انتماءاته الدعوية والسياسية بارزاً والجميع اعترف بدورهم في الدفاع عن الميدان وتلقي النصيب الأكبر من الاصابات.. صحيح أن الجماعة الإسلامية وشباب الإخوان وغيرهم من التيارات الإسلامية شاركوا بقوة وكانت لهم جهود كبيرة في حماية المتظاهرين واقامة دروع بشرية بمشاركة الثوار لوقف المناوشات ومنع التصادم حتي اللحظة التي قرر فيها المجلس العسكري التدخل واقامة الأسلاك الشائكة والحوائط الخرسانية ووضع قوات الجيش في شارع محمد محمود. كما ظهرت الجبهة السلفية من خلال انصارها ورموزها وخطابها الذي حرص الدكتور خالد سعيد متحدثها الرسمي علي تأكيد مضمونه بإعلانه ضرورة الحفاظ علي سلمية الثورة في مرحلتها الثانية ووجوب حقن الدماء والحفاظ علي مؤسسات الدولة وانتهت المليونية بتطور خطير. فقد أقدم عدد من الثوار علي إجراء مشاورات مع الائتلافات والحركات المعتصمة استمرت حتي صباح السبت وانتهت بتوزيع استطلاع للرأي بالميدان حول مطالب الثوار ومقترحاتهم. لأسماء تشكل حكومة ثورية. وتشكيل مجلس أمناء الثورة من 19 شخصية عن القاهرة فقط. وفي اعقاب ذلك شهد الميدان حالة من الجدل الساخن بسبب رفض المعتصمين من التيار السلفي والجماعة الاسلامية وشباب الاخوان اختيار البرادعي واستبعاد الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل. صاحب الدعوة للاعتصام. ورددوا مقولات تؤكد أن ما وقعوا عليه مجرد مقتراحات باسماء ولس توكيلات كما يدعي بعض الائتلافات التي تريد تصعيد البرادعي علي غير رغبة من جميع الثوار.