اتفق علماء وسياسيون ورجال قانون علي أن ما يحدث بميدان التحرير عودة للوراء. ويعطل الحياة السياسية في مصر. منتقدين أسلوب تصاعد حدة العنف بين المتظاهرين في ميدان التحرير وأجهزة الشرطة. وقالوا إن هناك أياد خفية مازالت تعبث بأمن مصر واستقرارها . دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية. جميع أبناء الشعب المصري إلي وحدة الصف وإعلاء مصلحة الوطن والعمل من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلي البلاد بعيدا عن أي خلافات. أعرب مفتي الجمهورية عن أسفه للأحداث التي وقعت خلال الايام القليلة الماضية في ميدان التحرير. وأدت إلي وقوع جرحي من أبناء الشعب المصري.. مطالبا الجميع بتقديم مصلحة الوطن. وأن يؤدي كل مواطن واجبه من أجل تحقيق الاستقرار. وأكد المفتي علي ضرورة تجنب أعمال العنف والتخريب والإضرار بمصالح وممتلكات الوطن والأشخاص. وأن يعمل الجميع من أجل الحفاظ علي ثورة 25 يناير السلمية ومكاسبها من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية دون أي إراقة للدماء.. محذرا من أي وقيعة بين أبناء الشعب المصري الذي أثبت للعالم قدرته علي التغيير للأفضل وتحقيق مطالبه المشروعة وإعلاء كلمة الحق والعدل. جدد المفتي تأكيده أن مصر تستحق منا جميعا الحرص علي وحدتها وتماسكها والعمل وأداء الواجب والحقوق الوطنية من أجل أن يجتاز الوطن هذه المرحلة الدقيقة حتي نصل جميعا إلي بر الأمان بإذن الله. مطالبا المصريين بأن يكونوا علي قلب رجل واحد ليؤكدوا للعالم أنهم قادرون بحضارتهم وثقافتهم ودينهم أن ينتقلوا إلي الدولة التي لا يعلو فيها إلا صوت الحق والعدل والقانون والمساواة والحرية الملتزمة والرحمة بجميع الخلق. معربا عن أمله بأن تجتاز وتعبر مصر هذه الظروف العصيبة والفترة الدقيقة التي تعيشها هذه الأيام. قال المستشار طارق البشري رئيس لجنة التعديلات الدستورية ونائب رئيس الدولة الأسبق أن أحداث ميدان التحرير تهدف إلي التعتيم والتغطية علي مليونية الجمعة الماضية التي اظهرت الرفض الشعبي لوثيقة السلمي. رافضا اتهام أي جهة محددة بالوقوف وراء تلك الأحداث سواء من جهاز الشرطة أو فلول النظام السابق. قائلا: علينا الانتظار حتي تنتهي الاحداث وتظهر نتائجها والقرارات الرسمية المترتبة عليها. وهنا يتضح للجميع من وراء تلك الأحداث. يؤكد حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن ما حدث داخل ميدان التحرير ما هو إلا نتيجة لتراكمات موجودة من قبل. مشيرا إلي أخطاء ارتكبها المجلس العسكري. والحكومة الحالية. تسببت في ما وصلنا اليه الان. منتقدا عدم تحديد موعد لتسليم السلطة و اجراء الانتخابات الرئاسية . وقال ان أجهزة الامن مازالت تعمل بنفس المنطق التي كانت تتعامل به قبل 25 يناير في فض الاعتصامات السلمية بالقوة. مؤكد أن الحل في الخروج من هذه الأزمة يكمن في أن يحدد موعد لتسليم السلطة. مع وضع برنامج زمني لتحقيق مطالب الثورة. من المسئول؟ ويشاركه الرأي المستشار محمد السعيد رئيس الحزب الديمقراطي الحر منتقدا أسلوب تعامل الشرطة مع المتظاهرين السلميين بميدان التحرير بهذه القسوة المفرطة. متسائلا عن صاحب قرار فض الاعتصام بالقوة. في هذا الوقت بالذات. وهناك حساسية في العلاقة بين الشرطة والشعب . واكد ان هناك اياد خفية تعبث بامن واستقرار مصر. وتسعي إلي تعطيل الحياة السياسية عامة والانتخابات البرلمانية خاصة. مشيرا إلي أن الهدف من تعطيل الانتخابات هو الوقيعة بين الشعب والجيش. والايعاز للناس ان الجيش يسعي إلي الاستمرار في الحكم ولا يريد ترك السلطة لحكومة مدنية . واتهم السعيد بعض فلول الحزب الوطني المنحل في احداث الوقيعة والعمل علي تعطيل الانتخابات. لاعادة ترتيب اوراقهم. بعد الحكم الذي حصلوا عليه برفض الحكم الصادر من قبل بمنعهم من الترشح في الانتخابات. التدخل المطلوب ومع رفضه لما يحدث بميدان التحرير من أعمال عنف متبادل بين المواطنين وأجهزة الامن. فان المستشار عبدالراضي ابو ليلة. رئيس محكمة الجنايات. يطالب بسرعة التدخل من المجلس العسكري. لحسم الازمة. والتصدي للمخالفين. معتبرا ان كثير من المتواجدين بالميدان بلطجية. وبعض الاطفال المتسولين. والمستخدمين ممن لهم اهداف خبيثة لإثارة الفوضي . وعاد ابوليلة ليؤكد أن وثيقة السلمي تسببت في كثير من الفوضي السياسية والبلبلة بين النخب والتيارات السياسية. مؤكدا ان مثل هذه الوثيقة ليس لها اصل دستوري او قانوني وسوف تقيد عمل اللجنة التاسيسية للدستور والتي هي اصلا ليست في حاجة إلي اية وثائق. ما دمت هي التي ستعد الدستور. ويتساءل الدكتور طه حبيشي الاستاذ بجامعة الازهر عن المسئول عن التخبط والفوضي التي تمر بها مصر في الوقت الحالي. محملا المسئولية للمواطنين والمسؤولين عن الحكم. مؤكدا ان الكل سوف يحاسب امام اللع عز وجل عن هذا التخبط . وقال ان الجميع يعلم بما يحاك ضد مصر من مؤمرات. والكل يترصد لها. مطاليا الجميع التصدي للفتنة والفوضي كل في موقعه . أضاف: لقد عشنا في ايام وليالي لا يعرف كل منا طريقه الذي يسير فيه. مشيرا لاي ان لااسلام لا يزال واضحا في حسم الامور. فانه عندما يتحدث عن ثورات التجديد يجعلها علي مرحلتين. مرحلة القوة لتغيير الواقع السئ. فاذا لم يغيرا هذا الواقع جاءت المرحلة الثانية وهي مرحلة تأمل فيما قد تم افساده ومحاولة اصلاحه. وهذه هي قاعدة الثورات فان تخلف الثورة عن هذه القاعدة كانت لاستجابة للنظرية المشأومة التي يسمونها بالفوضي الخلاقة والتي اذا ما حلت بالامة اوردتها المهالك . ومن جانبه يري الدكتور عطية فياض أستاذ الفقه بجامعة الازهر بمزيد من ضبط النفس من جميع الأطراف. حتي يتم التفاهم بشكل يطمئن الناس ولا يزيد من حدة الاتصادم والفوضي . وقال ان لااسلام بشكل عام يعالج قضايا الاستقرار والامن باعتبارها من المقاصد الشرعية وضرورة من ضروريات الحياه. مؤكدا علي ضرورة تكاتف الجميع من اجل هذا المقصد. وتنحية المصالح الشخصية جانبا والتخلص من النظرة الضيقة للأمور حتي يحدث نوع من التقارب والالتقاء بين جميع الاطراف . وحول ما يثار حول وجود مصالح للبعض لاثارة هذه الازمة قا لفياض. يجب ان نحسن الظن بالجميع. فربما ان هناك من ارداد الحق فأحظأه. والتعامل يجب ان يكون بحسب هذه القاعدة. حتي لا يكون هناك مزيد من الإثارة والفتنة.