"لبيك اللهم لبيك" بهذا الدعاء تلهج الألسنة والأفئدة تقرباً وتضرعاً إلي المولي عز وجل في هذه الأيام المباركة تلبية لنداء سيدنا إبراهيم الخليل الذي أمره سبحانه وتعالي به "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق".. والذي حين أمره تعالي بذلك النداء تعجب وسأل ربه: كيف يسمع الناس النداء في هذه الصحراء الجرداء؟! فكان الرد الإلهي: عليك النداء وعلينا البلاغ. وهكذا كانت الأسرار الإلهية محيطة بهذه الشعيرة العظيمة منذ اللحظة الأولي للنداء بل قبلها حين أقامت الملائكة هذا البيت الحرام في مكانه ثم رفع قواعده سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل.. وكما ذكر أن سيدنا آدم عليهم جميعاً الصلاة والسلام جاء بالحجر الأسعد معه من الجنة. ولا تتوقف أسرار الحج عند هذا الحد ولا يمكن حصرها أو عدها في نقاط محددة. ولهذا نجد الحاج أو المعتمر تهفو روحه إلي تكرار هذه الشعيرة كلما جاء وقتها ودون أن يدري يسعي جاهداً كي ينالها مرات بعد مرات.. ولا حرج عليه في ذلك فرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم حثناعلي ذلك بقوله: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد.. أو كما قال: لكن لبعض العلماء آراء واجتهادات معتبرة في مسألة "التكرار" هذه لها وجاهتها واعتبارها وليس هذا إنكار لحديث النبوي الشريف.. ولكنه اجتهاد في أمر بمنظور عصري. فهناك أبواب عديدة تحتاج من المسلمين سدها كعلاج البطالة والفقر والجوع والمرض والتي يفتقر إليها للأسف الشديد العالم الإسلامي المعاصي. إننا بحاجة ماسة فعلاً لترتيب فقه الأولويات حتي ننهض من عثرتنا ونستعيد مكانتنا التي بناها السلف الصالح حينما فهموا الدين حق الفهم.. فاللهم فقهنا في ديننا.. آمين.