وردت الي عقيدتي مجموعة كبيرة من أسئلة واستفسارات القراء.. يطلبون بيان حكم الشرع فيها.. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الفقه بجامعة الأزهر فأجاب بالآتي: * يسأل جمال عثمان مصر الجديدة. القاهرة عن حكم شراء السلع بالتقسيط ثم بيعها فوري بمبلغ أقل للاستفادة منه.. وأحيانا يلجأ الزبون الي صاحب محل التقسيط ويشتري منه سلعة بمبلغ مرتفع علي اعتبار انه قسط ثم يبيعه لصاحب المحل في نفس التوقيت ودون أن يخرجه من مكانه بسعر أقل.. ويظل يسدد التفسيط؟ ** هذا يعد من بيع "العينة" الذي نهي عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم واعتبر انه وسيلة الي الربا ونهي عنه في الحديث "اذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد يوشك أن يعمكم الله بعذاب من عنده لا يرفعه عنكم الا بعد أن تراجعوا دينكم". فاذا باع المشتري السلعة التي اشتراها بالتقسيط الي نفس البائع فهو من هذه "العينة" المحرمة. وأما اذا باعها من غير البائع فلا تكون من قبيل العينة عند جمهور العلماء وان عدها فقهاء المالكية وغيرهم من قبيل العينة المحرمة التي قصد منها الحصول علي الزيادة من توسيط سلعة لا يريد المشتري لها أن تقتنيها وليس له غرض في تملكها من البداية. والذريعة الي الربا ينبغي أن يغلق بابها. ولهذا فان هذا البيع يعد محرما.. وتلجأ بعض البنوك الاسلامية في زماننا هذا الي ما يسمي بالتورق المصرفي المنظم.. هذا التورق شبيه بهذا البيع حيث يقوم من يفتقر الي سيولة مالية بالطلب من البنك ان يحصل علي مبلغ من المال عن طريق التورق فيقوم البنك بعملية شراء وبيع وهمية ليعطي طالب السيولة المبلغ الذي يحتاجه وغالبا ما يكون أقل من المبلغ الذي يلتزم به حيال البنك. وكلها معاملات تطفح بالربا سواء علي المستوي الفردي أو علي المستوي التنظيمي للبنوك أو المصارف الاسلامية. جهاز العروسة * تسأل أ. ع القاهرة ما حكم شراء العروسة لبدلة الرقص صمن جهازها حيث يطلب العريس ذلك؟ ** أولاً لا يجب علي المرأة باتفاق الفقهاء شيء من أثاث مسكن الزوجية حتي ولو كان خيطا ولكن بعض فقهاء المالكية قالوا: اذا أعطي للمرأة مبلغاً زائداً عن المهر لتتجهز به فانه يجب عليها أن تؤثث مسكن الزوجية بهذا المبلغ وفق العرف السائد. ومن المعروف ان هذا الزوج مؤتمن علي زوجتعه ومن يطلب منها أن تحضر بين الأثاث بدلة رقص فانه يطلب منها أن تتدرب علي الرقص لكي يجيده بهذه الثياب المبتذلة التي طلب منها احضارها.. تعليم الرقص حرام باتفاق العلماء. وكذلك فان العلاقة بين الزوج وزوجته أراد الله تعالي ألا تكون لهواً ولا عبثاً وانما أرادها أن تكون أساساً لتأسيس أسرة سوية لنواة المجتمع. ومما لاشك فيه ان الزوج الذي يحرص علي أن يكون ضمن ثياب زوجته ثيابا مبتذلة ترقص بها لا يصلح أن يقيم أسرة سوية ولا يصلح أيضا أن يكون قيما علي هذه الأسرة.. وذلك لأن التي يشجعها زوجها علي الرقص داخل المنزل قد تتوق نفسه ان يري زوجته بهذه الثياب في الأماكن العامة وهذا من الدياثة وعدم الغيرة علي الحرمات وهو أولاص وآخرا لا يصلح أن يكون زوجا لامرأة تلتزم بشرع الله سبحانه وتعالي. سهام إبليس * يقول ع. س: أعرف رجلا يختبيء وراء ستار ويظل يتلصص علي جيرانه خاصة النساء.. فما حكم الشرع في النظر الي زوجات الجيران حيث انه مصاب بهذا الداء اللعين؟ ** حكم النظر الي ما يعد عورة من المرأة الأجنبية سواء كانت من جيرانه أو غيرهم مما حرم الله تعالي حيث يقول "وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم" وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا علي. لا تتبع النظرة النظرة. فان لك الأولي وليست لك الثانية. فالنظر الي النساء خلسة أو مجاهرة حرام ولهذا فلا يجوز لمن كان فيه هذا الداء الوبيل ان يستمريء بل ينبغي أن يروض نفسه علي ألا ينظر الي المحرمات لأنها كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "سهم من سهام إبليس". وهذه السهام عواقبها وخيمة تجر صاحبها الي ما لا تحمد عقباه من الزنا وارتكاب الفواحش والانغماس في الشهوات. رقص المنتقبة!! * تقول خديجة محمد: حضرت أحد الأفراح "الاسلامية" مؤخرا ودخلت علينا امرأة منتقبة وفجأة وجدناها تتحرر من زيها الديني وترقص للنساء.. فما حكم الشرع في هذا التصرف؟ ** المرأة التي تلتزم بشرع الله سواء كانت محجبة أو منتقبة لا ينبغي أن تبدي شيئا من الأفعال التي تتنافي مع هذا الشرع.. والرقص خفة ورعونة.. لم يحدث في زمن السلف ان فعلته امرأة وأقرت عليه بل ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه علم بمغنية تحترف الغناء فاستدعاها وعذرها فما بالنا بالرقص؟! وهذا التصرف الذي وقع من تلك المرأة يدل علي انها تظهر خلاف ما تبطن وهذا من النفاق.. ولذا فان من تفعل هذا لم تتخلق بأخلاق الاسلام ولا يعول علي المظهر والقشور وذلك لأن الاسلام لا يقوم علي المظاهر أو الشكل أو النموذج الخارجي وانما يعتمد علي السلوك والمخبر. ولذلك فان رسول الله يقول: "ان الله لا ينظر الي صوركم وأشكالكم وانما ينظر الي قلوبكم وأعمالكم" ومن ثم فان مظهر هذه المرأة التي كانت مختمرة بالثياب لا يدل علي انها ملتزمة بأحكام الاسلام ظاهرا وباطنا وهذا من الزيف الذي نكب زماننا به.. وما أكثر المزيفين والمضللين ممن رزيء زماننا بهم.