بأسلوب مبتكر وجديد تفردت به "الأشراف المهدية" أحيت ذكري الهجرة النبوية المباركة بإلقاء القصائد والمدائح المحمدية التي ألفها فضيلة الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي.. في ليلة إيمانية عاشها قرابة الخمسمائة محب ومريد رجالاً ونساءً من أبناء الشيخ القوصي. أقيمت بقاعة المناسبات بمسجد سيدي علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.. حيث احتشد الجميع بحضور السيد أحمد عبدالعزيز الذي دعا لأن يكون العام الهجري الجديد سعيداً وخيراً علي الأمة الإسلامية جمعاء. مطالباً الأحباب بهجر كل ما نهي عنه الله تعالي ورسوله. وكنوع من الوفاء والأخوة دعا لقراءة "العتاق" "وهي ترديد سورة الإخلاص أحد عشر مرة" علي روح كل من الشيخ أحمد غريب وزوجته اللذين لقيا ربهما عقب انتهائهما من أداء مناسك الحج ودفنا بالبقيع. والشيخ محمد أبوجبر من أبناء سجين بالغربية. ثم بدأ الاحتفال بذكري رأس السنة الهجرية بقراءة قصيدة الشيخ القوصي "أحب محمداً" من ديوانه "الطليق" الذي أصدره في غرة المحرم عام 1424ه. والتي بدأها بقوله: صلي وسلم سيدي ما جاء ذكر محمد في قلب كل موحد ذاق المقام الأحمدي واختتم أبياتها الستة والستين بقوله: إني أحب محمداً والله خير شاهداً يا رب صل علي المدي أبداً عليه مجدداً سهرة إيمانية واندمج الحضور الذين سهروا إلي قرب الفجر مع القصائد والمدائح النبوية للشيخ صلاح الدين القوصي والتي ألقاها الممنوح الدكتور عبدالعزيز سلام بصوت وأداء أدمع العيون وهز القلوب عشقاً وهياماً في المحبوب صلي الله عليه وسلم وآل بيته. خاصة الإمام علي زين العابدين الذي أقيم الاحتفال بجواره فقال د. سلام: يا ابن الكرام الأكرمين يا نور زين العابدين صلي الإله عليكمو قبل الخلائق أجمعين ولم يكتف د. سلام بترديد القصائد فقط بل جدد في لحن قصيدة "بنات النجار" اللاتي استقلبن بها سيد الخلق في هجرته للمدينة المنورة وهي "طلع البدر علينا" والتي جاءت وليدة اللحظة ولم ينكرها رسول الله عليهن مما يدحض إدعاءات البعض بتحريمهم هذا النوع من الطرب والغناء والدف. مايسترو الليلة هذا الاحتفال الذي قام فيه اللواء أحمد عوض صالح بدور "المايسترو" من حيث التنظيم والترتيب والاستقبال وهو في منتهي التواضع سلوكاً وخلقاً تأسياً بسيدنا رسول الله. حيث كان يجلس علي الأرض وسط المحبين والمريدين ويتابع بدقة كل حركة داخل القاعة..لم يقتصر علي إلقاء القصائد والمدائح النبوية والتي اشتهر بها الشيخ صلاح القوصي. وإن كانت تزيد عن مساحة 80% من وقت الاحتفال.. إلا أن د. سلام كسر هذا النمط ببعض الحكم والمواعظ والتفسيرات والتعليقات من حين لآخر.. ومن ذلك إشارته إلي أن الهجرة النبوية تحمل في طياتها أربع معجزات: الأولي: خروج سيدنا رسول الله ليلاً وصناديد الكفار يتربصون به أمام بيته وقد مر بينهم ولم يروه. الثانية: بناء العنكبوت لبيته علي مدخل الغار. الثالثة: البركة التي حلت في الشاة الضعيفة فدرت لبناً أشبع القوم جميعاً. الرابعة: فرس سراقة بن مالك وإيقاعها به أكثر من مرة. وأكد د. عبدالعزيز سلام أهمية الوقت في حياة الأمة مخطئاً القول المأثور "الوقت من ذهب..." لأن الذهب له ثمن أما الوقت فلا يقدر بثمن لذلك فضياع الوقت من المقت أي الشيء الممقوت والمرفوض شرعاً.. مشيراً إلي أن نهضة الأمة مرهونة بحسن تربية أبنائها وإعدادهم لتحمل المسئولية وهذا يفرض علي جميع المؤسسات والهيئات أن تقوم بدورها ابتداءً من الأسرة والمدرسة والجامعة والشارع ووسائل الإعلام المختلفة. فلا يصح ولا يعقل أن تقوم كل تلك الجهات بمسئولياتها ثم تأتي أخري تدمر وتخرب كما يحدث من الإعلانات الفاضحة والأعمال الدرامية الهابطة. العترة النبوية وصف د. سلام الشيخ القوصي بأن قلبه كان بكاء وجسده فناء وروحه ذكر ودعاء. عاش طوال حياته بنور ومرآة وظل سيدنا رسول الله فهو فرع العترة النبوية الطاهرة. وبكلمات جميلة قال: في نور الله تجمعنا وأتينا وأتيتم معنا في باقة ورد عاطرة وبصحبة ورد تجمعنا نصنع بالورد لنا قصراً ونقدم فيه روائعنا فالحب أمير جمعنا والشوق ملاك ودعنا