جانب من أعضاء الوفد المصرى أثناء دخول قاعة المهرجان ويظهر حولهم بعض المعارضين انتهت مساء أول أمس الاثنين فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية المقام في مدينة مالمو بالسويد، التي تبعد عن العاصمة بنحو خمسمائة كيلو متر، كان المهرجان قد شهد وقائع مؤسفة، بدأت بالتحرش بالفنانين المصريين ومحاولة التعدي عليهم بالأيدي وتهديدهم بالقتل، من جانب مجموعة محتجين يضمون مصريين وفلسطينيين، من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، لم تتدخل السفارة المصرية بالقدر الكافي لحماية الفنانين، وكلفت شخصاً يدعي أنه رئيس الجالية المصرية في السويد، تبين بعد ذلك أنه من أصل فلسطيني وينتمي للإخوان المسلمين. وقرر سبعة فنانين من أعضاء الوفد المصري الانسحاب من المهرجان، من بينهم أحمد عاطف، مخرج فيلم باب شرق المعروض في المهرجان، وعبير صبري، بينما استمر حتي نهاية المهرجان سبعة فنانين، من بينهم لبلبة عضو لجنة التحكيم، وفور عودة الفنانين المنسحبين للقاهرة، قاموا بالاتصال بالجهات المعنية، وقررت النقابات الفنية اتخاذ موقف رسمي لحماية الفنانين المصريين خارج الحدود، بينما قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إن السفير المصري قام بما يجب عليه واتصل بالشرطة لحماية الفنانين المصريين من الاعتداء عليهم، بينما تواصلت ردود الفعل الغاضبة تجاه موقف سفارتنا المصرية في السويد، كما أثارت الوقائع المؤسفة تساؤلات حول غياب التنسيق بين الثقافة والخارجية، وتكرار سفر وفود مصرية للمهرجانات الدولية خارج الإطار الرسمي، الذي ترعاه إدارة العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، وقد أصدر الفنانون المنسحبون من المهرجان بيانا قالوا فيه: يعرب الفنانون والإعلاميون المصريون الذين انسحبوا من مهرجان مالمو للأفلام العربية بالسويد في دورته الثالثة والموقعون علي هذا البيان عن بالغ أسفهم للأحداث المخزية التي تعرضوا لها من الاعتداء اللفظي والبدني الذي واجهوه من أنصار الإخوان في مدينة مالمو السويدية مقر المهرجان مما يعد سابقة أولي في تاريخ الفن المصري، وهي أن يتعرض أبناؤه بشكل جماعي لحالة إرهاب ممنهج لما يصل إلي التصديق بإمكانية وجود مؤامرة لاستهداف الفنانين في هذا المهرجان للتنكيل بهم بناء علي القرائن التالية: اتضح منذ اليوم الأول للمهرجان رغبة أنصار الإخوان المسلمين الذين يرفعون شعاراتهم الشهيرة الصفراء الرغبة في استفزاز الفنانين واستدراجهم بكل الصور للخروج عن مشاعرهم والرد. تحلي الفنانون والإعلاميون الموقعون علي هذا البيان بقدر كبير من ضبط النفس والرد الحضاري والمواجهة العلنية بالشعارات والهتافات التي تؤيد ثورة الشعب المصري العظيم في 03 يونيو التي ساندها جيشها وتبدو من الفيديوهات الموثقة في حفل الافتتاح حتي رحيلنا عن المهرجان ومواجهتنا المستمرة لأنصار الإخوان رغم سبهم وبذاءتهم المقصودة وخاصة موقف الفنانة عبير صبري وعبدالجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية للسينما أمام قاعة سينما المهرجان. موجز اليوم الأول قبل الافتتاح وحتي الواقعة الأخيرة التي تم فيها الاعتداء البدني والتوعد بالقتل وحصار الوفد المصري داخل قاعة العرض وهي الواقعة التي أثبتت لنا تخاذل إدارة مهرجان مالمو عن حماية ضيوفها وتحديدا الوفد المصري وعدم استدعائهم للشرطة لتأمين الوفد المصري من السيارة إلي الفندق بل إن رئيس المهرجان قال للشرطة السويدية إن المعتدين الواقفين خارج دار العرض هم مجموعة من المتظاهرين الذين يرفعون الشعارات العادية ووصل الأمر لحوار ودي بين محمد قبلاوي رئيس المهرجان والشيخ أبو محمد قائد المجموعة المعتدية وسأله عن أحواله في الوقت الذي كان يحاصر فيه الشيخ أبو محمد ضيوف مهرجان قبلاوي علي بعد خطوات قليلة من هذا الحوار . ماتبع ذلك من تخاذل السفير المصري وعدم إرساله شرطة حقيقية تؤمن خروج الفنانين من هذا الحصار فضلا عن علامات الاستفهام حول إرسال سامي صادق المنتمي لجماعة الإخوان والذي بدأ حواره مع المجموعة المعتدية أنه شريكهم والمخطط لهذه المؤامرة. كان أحد أفراد المجموعة المنسحبة هو من خرج للتفاوض مع المعتدين غير عابئ بتهديداتهم العلنية التي كانت علي مرأي ومسمع من الحاضرين لمحاولة إخراج المجموعة من داخل السينما هو المخرج أحمد عاطف . رفضت إدارة المهرجان الطلبات المتكررة من المذيعة أسماء يوسف ومجموعة كبيرة من المنسحبين تحرير محضر شرطة مرة بعدم وجود تأمين مناسب لقسم الشرطة ومرة لضيق الوقت. تأكدت مجموعة المنسحبين من معلومات نشرها موقع "Irak for all news من شهادات موثقة من الجالية العربية في مدينه مالمو أن شركة ETN السويدية الداعمة للمهرجان في دورتيه الأولي والثانية رفضت دعم المهرجان هذا العام لتوافر معلومات مؤكدة لديها بتدخل تيارات سياسية ودينية بأعمال المهرجان . طالب مجموعة الفنانين والإعلاميين المنسحبين قبل رحيلهم من رئيس مهرجان مالمو بتوفير شركة أمن خاص لزملائهم الباقين لتأمين تواجدهم في الفترة الباقية من المهرجان ، كما طالبوا الخارجية المصرية فور عودتهم في أكثر من لقاء تليفزيوني بالتحقيق في الواقعة وتحمل مسئولية حماية زملائهم. وكما توقع الفنانون المنسحبون تكرار الأمر مساء يوم 9/6 وتم الاعتداء بالضرب المبرح علي المخرج مهاب زنون والكاتبة عزة الحسيني وتحطيم كاميرا المخرج وذلك من قبل ابن المتواطئ سامي صادق أمام دار السينما الوحيدة والأساسية بالمهرجان بالرغم مما ردده زملاؤنا الباقون عن حماية الأمن لهم الآن. نلفت النظر إلي أن بعض زملائنا لم يحضروا واقعة الاعتداء والحصار مساء الثلاثاء 3/9 وكانوا بالفندق ولم يشاهدوا أيضا مطاردة الإرهابيين بسيارتهم للمخرج محمود كامل. يؤكد المنسحبون أنهم اتخذوا قرارهم كموقف واضح علي إهانة الفنانين المصريين وتواطؤ أو تخاذل إدارة المهرجان والسفارة المصرية بالسويد وكانوا ومازالوا مقتنعين أن المهرجان ساحة للحوار وليس ساحة للعراك البدني وأن المهرجان الذي لايؤمن سلامة ضيوفه ويشتبه فيه بالتواطؤ لايستحق البقاء فيه أو التعامل معه كما أكد ذلك الرأي الحكيم للمخرج محمد أمين في اتخاذ هذا القرار. ورغم ذلك يؤكد المنسحبون من فعاليات المهرجان أنهم لم يسحبوا أفلامهم من المهرجان لكي لا تتأثر الفاعلية الثقافية ولا السينما المصرية ولا جماهير المهرجان إنما كان موقفهم ضمانا لعدم تكرار ذلك في المستقبل لحماية الفنانين المصريين في المهرجانات الأخري خاصة بعد ما نشر موثقا من أتباع الإخوان في مواقعهم الرسمية عن نيتهم ألا تكون هذه الحادثة هي الأخيرة وأن يستمروا في ملاحقة الفنانين المصريين بأي فعالية قادمة. واعتقد المنسحبون من المهرجان أن عدم اتخاذهم لهذا الموقف يعني قبولهم الإهانات والتعديات التي طالت شعبهم وجيشهم وشخوصهم وهو ما لا يقبلونه علي أنفسهم أو زملائهم أو وطنهم . يؤكد المنسحبون من المهرجان أنهم لن يتوانوا عن تشريف السينما المصرية وتمثيلها في المستقبل وسيتصدون بشجاعة كما تصدوا هذه المرة ضد أي محاولة لإرهابهم أو إثنائهم عن أداء دورهم في صالح صناعة السينما المصرية.