المرشد عقب القبض عليه 30 يونيه كان يوما مفصليا شهدته مصر بعدما انكشف النقاب عن جماعة الإخوان خلال حكمها عاما كاملا، 85 عاما هو عمر الجماعة التي أسسها حسن البنا في مصر في مارس عام 1928م كحركة إسلامية. وحاولت هذه الجماعة أن تصنع من تنظيم سري يعشق العمل في الخفاء إلي جماعة متلونة بأهداف خاصة لخدمة تنظيم دولي.. وبعد سقوط رءوس الجماعة في قبضة الأمن واعترافاتهم المتناقضة عما كانوا يهجرون ويتباهون به من أعلي منصة "رابعة العدوية" سقط قناع القوة الوهمي التي كانت تسعي الجماعة إلي تصديره للشارع. وسقطت تصريحات بديع والبلتاجي وحجازي غيرهم من أصحاب الحناجر العالية التي ملأت الدنيا ضجيجا لا معني له. فبعد إعلان الفريق عبدالفتاح السيسي عزل مرسي من منصبه ظهر المرشد العام يوم الجمعة التالية لإعلان السيسي وكأنه يحرض صراحة علي العنف أثناء خطابه في ميدان رابعة العدوية فقال أنا لم أفر فلست من الفرار بل أنا من الثوار ومتمسكون برئيسنا محمد مرسي وح نجيبوا علي أكتافنا وخاطب طائرة القوات المسلحة المصرية والتي كانت تحلق فوق ميدان رابعة : صور وكن صادقا بالصورة .. يا جيش مصر اللي مكانتك في قلوب المصريين وأنهي كلمته التي هدد فيها الجيش والشرطة والإعلام ومؤسسات الدولة قائلا نفدي مرسي بأرواحنا وسنعيده علي أكتافنا وظل المرشد طوال اعتصام رابعة يحرض الجيش والشرطة علي رفض تنفيذ الأوامر ويدفع المتظاهرين الي العنف وبعدها قام بالهروب من الميدان وسط حراسة أنصاره وتخفي في إحدي العمارات الموجوده به حتي تم إلقاء القبض عليه 20 أغسطس الماضي. وكان مرشد جماعة الإخوان محمد بديع قال خلال تحقيقات النيابة معه إن القيادي بالجماعة محمد البلتاجي هو المسؤول عن معسكر تدريب شباب الإخوان بمنطقة كرداسة، وإنه ينفق ألف جنيه يوميا علي كل شاب لتعليمه مهارة استخدام السلاح والقتل عن بعد، كما أنه مسؤول عن تمويل جماعة الإخوان بالمال والسلاح، وإنه وراء ارتكاب جرائم العنف التي وقعت منذ أحداث 30 يونيو. أما الداعية الذي جاءت تصريحاته والأكثر دهشة علي الإطلاق فهو الدكتور صفوت حجازي الرجل الذي كان تنتظر الملايين القبض عليه فالرجل كان يطلق من منصة رابعة العدوية بصورة يومية أكاذيب وتحريضا ضد الجيش والشرطة. حجازي الذي أقسم في تحقيقات النيابة أنه لم يمارس العنف في رابعة العدوية نسي أنه صاحب المقولة الشهيرة التي أثارت غضب الشارع كله بأن اللي يرش مرسي بالميه أرشه بالدم وأنه قبل أي أعمال عنف تحدث من قبل الجماعة في الشارع كانت صيحات حجازي تطلق من منصة رابعة تهدد بعودة مرسي إلي الحكم فقبل أحداث المنصة ورمسيس وكوبري أكتوبر كان حجازي يبشر المتظاهرين بأن حدث جللا سيحدث سيؤدي إلي عودة مرسي. حجازي قاد بنفسه أحداث الحرس الجمهوري وظهر في بداية الأحداث مخاطبا ضباط الجيش يطلب منهم السماح بالتظاهر قبل أن يختفي مع بداية أحداث العنف ليخطط لأحداث أخري كما أنه قال ستكون هناك خطوات تصعيدية في حالة عدم عودة مرسي إلي الحكم. حجازي أقسم أيضا أنه لو كان يعلم أن داخل ميدان رابعة العدوية سكينة بلاستيك كان سيغادر علي الفور. الأكثر دهشة من كلام صفوت حجازي تأكيده أنه لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأنه لديه تحفظات كثيرة عليهم وأنه أثناء هربه انتوي العودة مرة أخري وتسليم نفسه لقيادات الجيش لأنه لم يكن يعرف بأن هناك أسلحة نارية وأنه أحس بندمه لتدخله في السياسة. وأكد في تحقيقات النيابة أنه مع عزل مرسي ودعا إلي التظاهر السلمي ولم يحرض أحدا علي القتل وأنه أشد الناس كرها للشيخ يوسف القرضاوي ولم يكن يعلم بمخططات الإخوان للعنف ولايصدق أن هناك مسلما يقتل أخاه وأكد أيضا أنه لا ينتمي إلي الإخوان بعد أن أقسم بالله العظيم أكثر من مرة، مضيفا أن الزمن لو عاد به للوراء لا يمكن أن يقف بجانب الإخوان. وأضاف حجازي أنه أشد الناس كرهاً للشيخ يوسف القرضاوي، وأنه لم يكن يعلم بمخططات الإخوان للعنف، وأنه كان دائماً يدعو للسلمية ولم يكن يعلم بوجود أسلحة في اعتصام رابعة العدوية!!!. وتعليقا علي ذلك قال نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع، إن اعترافات قيادات الجماعة خلال التحقيقات ليس لها معني "إلا أن هؤلاء القيادات خونة ليس فقط للوطن، ولكن لأقرب الناس منهم وهو واضح من اتهامات مرشد الجماعة محمد بديع للقيادي في الجماعة محمد البلتاجي، بدعم أعمال الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو باعتباره المسؤول عن تمويل الجماعة بالمال والسلاح". وأضاف زكي أن التاريخ خير دليل علي اتباع الجماعة للكذب ضمن سياستها في التعامل مع الغير، حتي تتمكن من تحقيق أهدافها"، لافتاً إلي أن هناك قيادات من الجماعة لم تحرم الكذب وتدعو إلي هذا النهج. أما الدكتور وحيد عبد المجيد القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني والخبير السياسي فأكد أن الإخوان "جماعة تربي قياداتها علي سياسة الكذب لضمان بقائها وإحكام السيطرة علي أعضائها". وقال دائما ما نري عضو الإخوان يتظاهر بالقوة والصلابة وسط الحشود، وفي الخفاء نراه شخصا كاذبا لأبعد الحدود عند مواجهته. وطالب وسائل الإعلام بنشر تصريحات قيادات الجماعة مع جهات التحقيق "ليكتشف أنصارهم كذب من يدافعون عنهم ويناصرونهم في الشوارع".