يخلط المغرضون عمدا بين الإسلام وتاريخ المسلمين ليجدوا ثغرة يطعنون منها ويصوبون سهامهم في قلب الإسلام ظنا منهم أنهم قادرون علي هدمه إن لم يقتلوه ، والواقع أن الإسلام بأركانه وفروضه وكتابه الكريم قد تم واستقر " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " وعلي هذا فسوء تصرف بعض المسلمين أو انحطاط أخلاقهم ليس عيبا في المنهج وإنما عيب في التطبيق ، كما إن موت نبي أو هزيمة جيش أو سقوط زعيم لايعني ضياع الإسلام وسقوطه ،وقد مررنا بهذه التجربة فمات رسول الله صلي الله عليه وسلم وتسرب الخبر حتي وصل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتقلد سيفه وخرج يتوعد من قال إن محمدا قد مات ، حتي بلغ الأمر أبا بكر رضي الله عنه فوقف في ورعه وتقواه يهدئ من روع عمر.. " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت " ، ومضي الإسلام ينساب في جنبات الدنيا بلطفه ورقته وحلمه ورحمته وفضله وعدله لايضره كثيرا سوء تصرف بعض المسلمين حكاما ومحكومين ، فالمنصفون العارفون فرقوا بين الدين في صفائه وثبوته كمنهج وبين سلوك المسلمين الذين قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم " كل ابن آدم خطاء .." وبنوا علي ذلك فكرهم وأكدوا أن الإسلام لاينبغي أن يتحمل أخطاء المسلمين وجهلهم وسوء صنيعهم وإن أثر ذلك في حركة الدعوة سلبا وأضعف جهود الدعاة في إقناع غير المسلمين بحقيقة الإسلام ، أضيف إلي ماسبق أن موت زعيم مسلم أو خسارته معركة لايعني سقوط الإسلام أو هزيمته، ففي غزوة أحد وبرغم تقدم المسلمين أولا إلا أنهم بمخالفة الرماة أمر الرسول القائد صلي الله عليه وسلم خسروا المعركة وأصيب رسول الله صلي الله عليه وسلم فأمر بالانسحاب التكتيكي وخلي أرض المعركة من جيشه حفاظا علي أرواحهم وعاد إلي المدينة يدرس أخطاء الجيش ويحدد أسباب الهزيمة ولم يمض وقت قصيرحتي عاد لملاقاة المشركين بروح النصر فهزمهم.. ولم يقل أحد إن الإسلام قد هزم وأن الثبات في أرض المعركة شجاعة وجهاد بل إن انسحاب جيش النبي صلي الله عليه وسلم من أرض المعركة حقن الدماء وحفظ الأرواح وكان فرصة للاستعداد والعودة للحلبة مرة أخري بعد تصحيح الأخطاء فأدركوا النصر المبين ..لا أعرف هل قرأ رؤوس جماعة الإخوان هذه الحقائق الدامغة والخطط الناجعة ؟ لاأظن ولو كان عندهم قليل علم ما عرضوا شبابهم لهذه المجازر بل وما عرضوا مصر لهذا الخطر الداهم.. أفيقوا أيها الإخوان فقد كفي ما كان....!!