المخرج على بدرخان يتسلم جائزة تكريمه 50 مبدعا مصريا يسألون عن مستقبل الإنتاج و مؤشرات للقلق حول مستقبل الشبكة تكريم علي بدرخان لمسة دافئة في أجواء المهرجان الباردة انقضت الأيام التسجيلية الخمسة في مهرجان الجزيرة بحلوها ومرها بين حسرة علي توافر كل هذه الإمكانيات دون إبداع حقيقي أو إقبال جماهيري وبين فرحة بوجود مثل هذا المهرجان الذي يجمع صناع الأفلام التسجيلية من العالم كله لكن ما استقر عليه الجميع هو غياب الرؤية وجفاف الإبداع لدي إدارة المهرجان بعد أن تم استنفاد قدرتهم علي التجديد عبر تسع سنوات حتي أن الكثير من إعلاميي الجزيرة لم يظهروا في ردهات المهرجان كما حدث في الأعوام السابقة. واستعانت الشبكة بتلاميذ الابتدائية والاعدادية لملء فراغ سوق المهرجان الذي يفرغ يوميا من الرواد طوال السنوات الماضية بينما بدا هذا العام فارغا تماما إلا من بعض المارة الحائرين بين ازدحام العروض وقد بدأت الدهشة تظهر منذ اليوم الأول علي الضيوف خاصة بعد عرض فيلم الافتتاح الذي جاء بمثابة فضيحة حقيقية ثم تحدث الجميع بصراحة عن غياب الروح واضطراب الحال وترهل الشبكة إجمالا والمهرجان بصفة خاصة ورغم ذلك فقد جاء تكريم المخرج علي بدرخان من قبل قناة الجزيرة الوثائقية بمثابة لمسة دافئة وسط برودة المهرجان حيث ألقي المخرج المصري أحمد محفوظ مدير القناة الوثائقية كلمة عن تاريخ بدرخان ثم قدم له درع الجزيرة ومعه مدير المهرجان عباس أرناؤوط ولم يحضر رئيس مجلس ادارة شبكة الجزيرة حفل ختام مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية التاسع ولم يحضر مدير عام الشبكة أيضا وهي المرة الأولي في تاريخ المهرجان التي لا يحضر فيها كلاهما وقد تبادل ضيوف المهرجان الهمس حول غضب وحرج تسبب فيه المستوي الذي وصل إليه المهرجان سواء في تنظيمه أو مستوي أفلامه وقد وصل الأمر إلي حد عرض الأفلام في قاعات فارغة تماما من البشر فلا يوجد كائن علي وجه الأرض يستطيع أن يتابع ثمانية وخمسين فيلما يوميا هي مجمل العرض اليومي في القاعات المخصصة للعروض في الفندق الذي لم تخرج فعاليات المهرجان منه وحتي الندوات التي أقيمت علي هامش المهرجان لم تكن تتسع لأكثر من عشرين شخصا بالكاد باستثناء ندوات قناة الجزيرة الوثائقية التي حضرها ضيوف القناة ويصل عددهم إلي مائة وخمسين شخصا وكان خير تعبير عن الحالة التي وصل إليها المهرجان هي تلك الدموع التي ذرفها عباس أرناؤوط مدير المهرجان في الحفل الختامي أثناء إلقاء كلمته اليتيمة في البداية . وقد تولي أرناؤوط تأسيس وإدارة المهرجان منذ تسعة أعوام وقدم الرجل كل ما لديه خلالها وبقي علي الجميع إدراك أنه إن لم يتم تجديد دم المهرجان بقيادة جديدة وفريق عمل جديد فإن مصيره في الأغلب إلي زوال ولن ينجح حتي في إقناع تلاميذ المدارس الذين اضطر لملء الفراغ بهم هذا العام فقد يتجولون في سوق الفيلم لكنهم لن يصبروا علي متابعة الأفلام وحضور الندوات وعلي مسئولي الشبكة أن يدركوا أن المواءمة السياسية في اختيار الأفلام المشاركة أو الدول المشاركة لن تنجح في صناعة مهرجان أفلام لكن ما يدعم هذا المهرجان هو مستوي الأفلام التسجيلية وإيجاد السبل لنجاحه أولا كمهرجان ومن ثم استخدامه كما يريدون لكن ما حدث هذا العام هو توظيف مهرجان يلتقط آخر أنفاسه سياسيا فلا نجح سينمائيا ولا أدي دوره الدعائي كما أراد المسئولون. وقد جاءت الندوات مستفزة لدرجة كبيرة اذ وجدها مبرمجوها فرصة للدعاية لشبكة الجزيرة رغم أن المهرجان نفسه يمكن أن يقوم بالدور دون حاجة إلي وضع عناوين مثل " التقنية الجديدة في شبكة الجزيرة " وهو عنوان خاص بالشبكة والعاملين فيها ولا علاقة له بالأفلام أو المهرجان بينما جاءت الندوات الأخري بعناوينها الكلاسيكية منذ سنوات ومن بينها " السينما وحقوق الانسان " دون إضافة حالة يمكن الحديث حولها فجاءت الكلمات هي نفسها التي تم ترديدها في السنوات الماضية دون جديد سوي في وجوه الضيوف الذين اعتلوا المنصة . منتجو الجزيرة وصلت نسبة المنتجين والمخرجين المصريين الذين حضروا أنشطة قناة الجزيرة الوثائقية إلي أربعين في المائة من الحضور ويبلغ عددهم نحو خمسين مبدعا يمثلون العمود الفقري للإنتاج في القناة الاخبارية والوثائقية وقناة الأطفال والقناة الانجليزية وقد نال الكثير منهم إشادات بأعمالهم التي تبادلتها القنوات لجودتها ورغم ذلك لم يكونوا علي ما يرام فقد سادت بينهم حالة من القلق تسبب فيها تباطؤ الإنتاج في الجزيرة خلال العام الماضي لذلك حملوا أسئلتهم حول المستقبل وطرحوها في الندوات وأحيانا بشكل شخصي مع المخرج أحمد محفوظ مدير الجزيرة الوثائقية والمخرجة الأردنية روان الضامن .. وبين الندوات واللقاءات الشخصية كانت مقولات الطمأنة للجميع وإن بدا حتي علي العاملين في الشبكة عدم الاطمئنان فقد جاء المدير العام الجديد لشبكة الجزيرة وهو أحمد بن جاسم الذي تولي بعد وضاح خنفر بطريقة عمل مختلفة تتضمن الاستعانة بشركات للاستشارات تجعل أغلب وقت العاملين في الشبكة ينقضي بين ملء جداول وإعادة تقييم وتنميط وتنفيذ بنود محددة تحد من القدرة علي الإبداع وتأكل وقت العاملين ولعل السؤال الأهم يوجه لمصر وليس للشبكة القطرية حول ما يقرب من خمسين منتجا ومخرجا يقدمون أعمالا جبارة وإنتاجا صنع اسم الشبكة علي مدي السنوات الماضية إنه السؤال الدائم حول إمكانية الاستعانة بالقدرات المصرية والاستعداد لبذل الجهد والعرق من قبل هؤلاء وقد حصل معظمهم علي جوائز عالمية بأفلامهم الجوائز تقاسمت 13 دولة من أصل 33 دولة مشاركة في الدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية جوائز المهرجان ال17 في ختام الدورة يوم الأحد قبل الماضي حيث جاءت الصين علي رأس الدول من خلال حصدها لجائزتي مسابقة "أفق جديد" فضلا عن جائزة الفيلم القصير في مسابقة الأسرة والطفل، وتلتها ألمانيا بجائزتين من خلال فوزها بالجائزة الكبري للمهرجان من خلال فيلم "غضب السلحفاة" الذي نال الجائزة الذهبية للجزيرة في مسابقة الأفلام الطويلة وأيضا جائزة لجنة التحكيم عن صنف الأفلام الطويلة. ونالت النمسا أيضا جائزتين في المهرجان من خلال كل من فيلم "الميزان الإنساني" عن فئة الفيلم الطويل في مسابقة الأسرة والطفل وفيلم "الظلمة" عن فئة الفيلم المتوسط في الجائزة الذهبية للجزيرة. وفيما يخص باقي الدول فقد نالت كل من النرويج وقطر وإيطاليا والأرجنتين واليمن وكمبوديا وكندا والنيبال جائزة واحدة فيما نالت مصر جائزة ونصفاً بعد أن فازت بجائز الجزيرة الوثائقية في فئة الفيلم المتوسط عن فيلم "عيون الحرية" فيما نالت جائزة الفيلم الطويل في ذات المسابقة عن فيلم "شهادات" والذي هو عبارة عن إنتاج مشترك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي تفاصيل حفل توزيع الجوائز، فقد توج الفيلم الألماني الطويل "غضب السلحفاة" (70 دقيقة) للمخرجة باري القلقيلي بجائزة الجزيرة الذهبية (تبلغ قيمتها المادية 50 ألف ريال قطري) للدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية والتي اختتمت 4/21 الجاري بفندق شيراتون الدوحة. ويروي الفيلم الفائز قصة رجل غامض أمضي حياته في الغربة ولم يستطع الرجوع إلي وطنه الأم فلسطين. وفي مسابقة أفق جديد التي تمنح لأفضل فيلمين من إنجاز الطلبة أو الناشئين، تم الإعلان عن فوز فيلم "ابن الطبيعة" بالجائزة الأولي وقيمتها 15 ألف ريال وفيلم "ساري آو" بالجائزة الثانية من الصين أيضا وقيمتها 10 آلاف ريال. وفاز بجائزة الأسرة والطفل والتي تقدمها قناة الجزيرة للأطفال وتمنح لأفضل ثلاثة أفلام تتناول قضايا الأسرة والطفل، عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فيلم "الميزان الإنساني" من النمسا للمخرج أندرياس دالسجارد وعن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "عودة الصبية" من النرويج للمخرج تون أندرسن وعن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 20 ألف ريال) فاز فيلم "فراق"من الصين للمخرجين جانج نونج داو ولي شو جوان. أما جائزة الحريات العامة وحقوق الإنسان والتي تقام برعاية إدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان في شبكة الجزيرة الإعلامية وتمنح لثلاثة أفضل أفلام تتناول قضايا الحرية وحقوق الإنسان، فقد فاز عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فيلم "بارودة خشب" من قطر للمخرج الفوز تنجور وعن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "من قلب سريبرينيتشا" من إيطاليا للمخرج جوزيبي كارييري وعن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 20 ألف ريال) فاز فيلم "بسرعة"من الارجنتين للمخرج إنريكي غبريال دوديرو. أما جوائز قناة الجزيرة الوثائقية والتي تقام برعاية الجزيرة الوثائقية وتمنح لثلاث أفضل أفلام وثائقية عربية شرط ألا تكون من إنتاج شبكة الجزيرة الإعلامية، فقد وزعت علي أفلام "شهادات" من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر للمخرجة مي إسكندر عن فئة الفيلم الطويل و فيلم "عيون الحرية وشارع الموت" من مصر للمخرجين أحمد صلاح ورمضان صلاح لفئة الفيلم المتوسط وفيلم "ليس للكرامة جدران" من اليمن للمخرجة سارة إسحاق في فئة الفيلم القصير أما جوائز مهرجان الجزيرة فقد ذهبت الي فيلم " مدينة علي الحافة " من ألمانيا للمخرج فابيان داووب وفيلم " الظلمة " من النمسا للمخرجة ايفا ويبر وفيلم " الحلم الكوري" من نيبال للمخرج اشوك ثابا وفاز بجائزة الجزيرة الذهبية والتي تمنح للفيلم الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقة عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 50 ألف ريال) فاز فيلم "غضب السلحفاة" من ألمانيا للمخرجة باري القلقيلي وعن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فاز فيلم "الزفاف الأحمر" من كمبوديا للمخرجين غيوم سيوون وليدا تشان وسلمها الفنان المصري إيمان البحر درويش وعن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "رسائل من بيونج يانج" من كندا للمخرج جيسون لي وسلمها السيناريست المصري عبدالرحيم كمال.