حلمى بكر يتحدث للزميل محمد خضير في منزله المتواضع بمنطقة المهندسين يجلس الموسيقار والملحن حلمي بكر يتابع مايحدث علي أرض مصر من أحداث بحزن شديد، رافضا كل هذه الدماء التي تسيل دون ذنب طارحاً سؤال إلي متي سوف نظل في هذه الحالة التي تزيد من سيئ إلي أسوأ؟ لخص بكر الحالة المتدنية للغناء بقصة قصيرة جمعت بينه وبين الفنان الراحل إسماعيل ياسين عندما وصل إلي مراحل الفقر وكان في أمس الاحتياج للمال لكي يعيش هو وأسرته ويستمر علي الساحة دون أن يمد يده لأحد .. يقول حلمي .. جاءني أبو ضحكة جنان في أحد الأيام وطلب مني أن أتوسط له لكي يسافر للبنان للعمل هناك في بعض الملاهي وبعد عدة أشهر رجع إسماعيل وهو يقود سيارة قديمة مستعملة فذهلت من هذا المنظر بعد أن كان يمتلك هو وزوجته وابنه أحدث الماركات العالمية، ثم عادت الطفرة الفنية مرة أخري بعد حالة الركود وعاد إسماعيل إلي الساحة مرة أخري لكن دوام الحال من المحال واختفي عن الأضواء فلم يجد أمامه سوي العمل في بعض الملاهي الليلية بالقاهرة وطلب مني أن أتوسط له عند أصحاب الملاهي المقربين لي وبالفعل قام بتقديم بعض الفقرات الغنائية ب100 جنيه في ملهي مشهور لكن بعد ستة أيام من العمل بالملهي توفي ياسين لأنه لم يستطع أن يتحمل غدر الزمان له واختفاء الأضواء عنه في وقت كان هو رقم واحد علي الساحة . وأضاف حلمي قائلا .. يجب علي كبار النجوم أن يحافظوا علي مكانتهم الغنائية ويقدموا الأعمال غير العشوائية لمجرد التواجد وإذا أردت أن تتعرف علي شعب فاستمع إلي أغانيه ، فالأغنية سبب في تعارف الشعوب ببعضها وإن كانت مسفة فسوف تؤدي بنا إلي الانحدار . فقلت له : ومن المسئول عن كل ذلك؟ - أجاب بغضب شديد.. الحالة السيئة للبلاد والدماء التي روت كل شوارع مصر من أقصاها لجنوبها وجاءت القرارات العشوائية والمتخبطة لتزيدها سوءا وعدم استقرار البلاد يؤدي إلي التداعيات الكثيرة في جميع المجالات، وسبب المعاناة والهموم التي تواجه الشعب المصري حالياً ترجع إلي الشعب بحدّ ذاته وما نعانيه الآن من هموم وإحباط واكتئاب سببه أفعالنا التي اتسمت بقصر النظر، وعدم إدراك الأمور. وهل انعكس ذلك علي الغناء أيضا؟ - بكل تأكيد هذه الفوضي تؤثر بشكل كبير ورئيسي علي الحالة الغنائية، وخرج في هذه الفترة مجموعة من الأصوات عار علي الغناء المصري، لأنهم لايملكون مقومات المطرب الذي يرتقي بجمهوره للذوق العام، وسيطرت علي الساحة أغاني المخدرات والدخان . بالطبع أقصد كل من شوه صورة الأغنية وعلي رأسهم أشخاص غير مؤهلين لذلك ومدعون للغناء. وكيف نخرج من هذه الحالة المسفة للارتقاء بالذوق العام ؟ - الارتقاء بالذوق العام يأتي من الجهة التي تملك هذا الحس الفني الغنائي المفتقد حاليا لدي هؤلاء، وأذكر في أحد اجتماعاتنا بوزير الإعلام الأسبق أسامة هيكل طلب مني محاولة التطوير فقلت له كيف سنرتقي بالذوق العام وتوجد في التليفزيون المصري مطربة غنت وقالت "عيني منه وروحي فيه" فاستجاب الوزير علي الفور إلي هذا الطلب وقام برفع أغانيها من التليفزيون المصري . تخوض حاليا تجربة فنية جديدة لبرنامج يحمل اسم " كله يغني " فماذا عنه؟ - برنامج كله يغني ليس لاكتشاف المواهب لكنه برنامج يعيد الشعب المصري كله للغناء، لأن الغناء يقود الأمة إلي الأفضل باعتباره الأسرع والأكثر تأثيرا. فالشعب عندما يغني سوف يتغير السلوك الانفلاتي الذي نعيشه. وكيف جاءت فكرة البرنامج ؟ - من خلال سفري وترحالي من بلد إلي آخر وتجاربي الفنية في كثير من برامج المسابقات وجدت بعض الأفكار الغربية التي تصلح لتمصيرها وتقديمها، الجديد في هذا البرنامج أنني انتهيت من عمل البرومو الخاص به ب7 لغات لأنني أخاطب جميع الفئات في مختلف دول العالم وأستوعب منهم وأوجه ندائي لكل العالم. أراب آيدول، واكس فاكتور وصوت الحياة، كلها برامج لاكتشاف المواهب فما رأيك فيها؟ - لا شك أن هذه البرامج بدأت بداية مبهرة ولفتت أنظار الناس إليها ولكنها لم تقم بالتصعيد أو التطوير وفيما يخص أراب آيدول هو نفس برنامج صوت الحياة والاختلاف هو تغيير الاسم فقط، أما برنامج "أكس فاكتور" فإنه لا يحمل أي إضافة، ويندرج تحت مسمي "برامج السبّوبة" والتي تقوم باستغلال المواهب بدلاً من دعمها وتوصيلها إلي طريق النجاح والنجومية المتسابق في حالة فوزه وأحلي صوت اعتمد علي مطربين أكثر من أكاديميين في لجنة التحكيم . كيف تري اعتماد بعض هذه البرامج علي المحكمين غير الأكاديميين؟ - من ضمن أسباب وانحدار الأغنية هو اعتماد هذه البرامج علي محكمين لا يمتون للغناء بأي صلة، بهدف الاعتماد علي النجوم والمطربين لجلب مزيد من الإعلانات دون النظر إلي المتسابق الذي يذهب في خبر كان بسبب الرؤية الخاطئة من وجهة نظر الفنانين، الأمر الذي تسبب في إقامة العديد من الدعاوي القضائية علي نوعية هذه البرامج من المتسابقين. اتجه عدد كبير من المطربين إلي تقديم مجموعة من الأغاني الدينية فكيف تري هذا الاتجاه ؟ - مجرد سبوبة في وقت اختفي عدد كبير من علي الساحة بسبب مشكلة الإنتاج وحالة الركود في سوق الكاسيت فقرروا العودة من خلال مجموعة من الأغاني ذات التكلفة الإنتاجية القليلة وللأسف لم ينجح إلا اثنان فقط هما إيهاب توفيق ووائل جسار. تعرضت مؤخرا لهجوم حاد من البعض بسبب صورة نشرت في بعض المواقع تجمع بينك وبين الفنانة منة فضالي أدت إلي الاعتقاد بوجود علاقة بينكما؟ - يضحك.. اعتبر البعض هذه الصورة مفبركة لكنها صورة حقيقية كانت في إحدي الحفلات بالفنادق الكبري بالقاهرة وبحضور عدد كبير من الفنانين وذهبت للفنانة أصالة ورحبت بها وفوجئت بمنة فضالي تسرع إليّ وترحب بي بطريقتها الخاصة واعتبرت الموضوع بالنسبة لي أقل من العادي لكن بعض الوسائل قامت بتصويره بالشكل الذي يرضيها فلا توجد أي علاقه بيني وبينها.