العالم الإسلامي يبحثون عددا من القضايا الساخنة والتحديات الماثلة أمامهم تنطلق أعمال القمة الإسلامية الثانية عشرة بالقاهرة وعلي مدي يومي 6 و 7 من فبراير في توقيت هام للغاية حيث تواجه دول العالم الإسلامي التي يبلغ عددها 65 دولة عددا من التحديات الهامة في مختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثفافية. ومن الجدير بالذكر فإن الرئيس محمد مرسي سوف يتسلم رئاسة القمة الإسلامية الثانية عشرة من السنغال الرئيس الحالي للقمة ولمدة ثلاث سنوات مقبلة وهي القمة التي تنعقد تحت شعار (العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية) التي يشارك في أعمالها 62 رئيس دولة من الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي البالغ عدد أعضائها 65 دولة إلي جانب سوريا المعلقة عضويتها. ومن المتوقع أن يعقد قادة الدول الإسلامية جلسة خاصة مساء اليوم الأول من القمة لمناقشة موضوع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة وذلك بخلاف ما سوف يتم بحثه ومناقشته من قبل القادة والزعماء علي مدي يومي قمة القاهرة من قضايا هامة وعلي رأسها حالات النزاع في العالم الإسلامي وظاهرة الإسلاموفوبيا والأوضاع الإنسانية في دول المنظمة، كما يولي قادة وزعماء الدول الإسلامية أهمية خاصة خلال مباحثاتهم بقمة القاهرة المسائل تعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي والاجتماعي والإعلامي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. نتائج ملموسة وقد أكدت مصر في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات كبار المسئولين وخلال الاجتماعات التي انعقدت علي مستوي وزراء الخارجية حيث رأس السفير عمرو رمضان الاجتماع التحضيري علي مستوي كبار المسئولين ورأس محمد كامل عمرو وزير الخارجية اجتماعات القمة التمهيدية علي مستوي وزراء الخارجية أكدت علي شكرها للسنغال علي مابذلته من جهود كبيرة في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي وماحققته من إنجازات في هذا النطاق خلال الدورة المنقضية التي رأست خلالها أعمال القمة الإسلامية. وقد أوضح السفير عبدالله عالم أمين عام مساعد الشئون السياسية أن العالم الإسلامي يعّول كثيرا علي المنظمة في تطوير التعاون الإسلامي فيما بين أعضائها معربا عن ثقته في أن قمة القاهرة سوف تسفر عن نتائج ملموسة تمكن العالم الإسلامي من تجاوز أزماته وتأمين مستقبل أكثر إشراقا لشعوبه مقدرا الجهود الكبيرة التي بذلتها مصر لاستضافة القمة. ومن جانبه أشار ممثل السنغال في اجتماعات كبار المسئولين التمهيدية إلي أن القمة المنعقدة بالقاهرة حاليا تواجه تحديات جديدة وسوف نكرس جهودنا وبرامج عملنا من أجل تجاوزها بالتركيز علي تناول موضوع التضامن بين دول المنظمة. وعلي كافة الأحوال أكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو في تصريحاته أن قمة القاهرة تمثل فرصة هامة لالتقاء الزعماء ببعضهم وتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء وبالتالي فقد أعرب عن اعتقاده بأن قمة القاهرة سيكون لها دور إيجابي في إعادة صياغة الكثير من المسائل والمفاهيم وإتاحة الفرصة للحوار والتباحث وزيادة التنسيق والتفعيل بين الدول الأعضاء. موقف موحد وفي حقيقة الأمر فإن قمة القاهرة تأتي في مرحلة في غاية الدقة والحساسية يمر بها العالم الإسلامي وهناك عدد من القضايا الساخنة الهامة المطروحة علي جدول أعمال القمة أمام قادة وزعماء دول العالم الإسلامي في حاجة للتوصل إلي موقف إسلامي موحد تجاهها وأبرزها علي الإطلاق القضية الفلسطينية وبصفة خاصة مسألة تهويد القدس الشريف والاستيطان وذلك بخلاف التطورات المأساوية التي يتعرض لها الشعب السوري وأهمية إيجاد حل سريع وفوري للأزمة السورية وإنهاء هذه المأساة كما يتم بحث قضية مالي وملف مسلمي الروهينجا في ميانمار وذلك بخلاف ظاهرة الإسلاموفوبيا والعداء والخوف من الإسلام التي تجتاح العالم بخلاف العديد من القضايا الملحة علي المستوي الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. كما أن مسألة حوار الحضارات تعد جزءا أساسيا من اهتمامات منظمة التعاون الإسلامي بشكل عام وتبذل دول المنظمة جهودا وإسهامات كبيرة في العمل علي تضييق الفجوات بين الحضارات المختلفة في العالم ومن ثم يصبح هذا الموضوع مجالا هاما ودائما يتم بحثه بين قادة وزعماء الدول الإسلامية في اجتماعاتهم علي مستوي القمة. المرأة وحقوق الإنسان حقوق الإنسان وتمكين المرأة من المجالات التي تحرص منظمة التعاون الإسلامي علي تدعيمها وقد اتفقت الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة علي إنشاء منظمة لتنمية المرأة في العالم الإسلامي في نطاق أعمال منظمة التعاون وتم اختيار مصر لتصبح مقرا لهذه المنظمة الوليدة ومن المتوقع أن تري هذه المنظمة النور قريبا والتي سوف تكون عاملا أساسيا ومساعدا لتمكين المرأة في العالم الإسلامي. وفيما يتعلق بحقوق الإنسان تبذل منظمة التعاون الإسلامي جهودا حثيثة في هذا النطاق وخاصة منذ إعلان الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان في اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في الآستانة في يونيو 1102 وتعد هذه الهيئة علامة فارقة في تاريخ المنظمة حيث يتمحور عمل هذه الهيئة في نشر الوعي بحقوق الإنسان في العالم الإسلامي. وعلي كافة الأحوال فإن قادة زعماء دول العالم الإسلامي يتطلعون إلي أن تكون القاهرة فرصة لكي تتمكن دول العالم الإسلامي من تجاوز أزماتها وتأمين مستقبل أكثر إشراقا لشعوبها وأن تكون رئاسة مصر للقمة مقدمة إلي مرحلة جديدة تترك آثارا إيجابية وملموسة في نطاق نصرة ودعم قضايا الأمة الإسلامية.