في ظل الأوضاع الاقتصادية الحرجة بسبب التظاهرات الفئوية واللغط السياسي مع دعواتنا المتكررة إلي وقف كافة مظاهر الانفلات ثم الانتظام في دولاب العمل وتشمير السواعد لبناء مصر بالعمل والإنتاج ، تأتي قرارات الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف المتفجرة لتشعل الفتيل داخل المساجد وتستفز المصلين لتدفعهم بعواطفهم الدينية المتأججة إلي فوضي وتظاهرات داخل المساجد ، فالوزير في حديث باطنه الرحمة أنه يطهر الوزارة من الفاسدين ويعيد ترتيب الأولويات – ونحن مع كل مسئول كهذا – إلا أن الواقع يكشف النوايا خاصة بعد أن أخلي الوزير كل مواقع المسئولية بالوزارة من الوكلاء ومديري العموم لصالح كوادر السلفيين والإخوان لتبدو الوزارة في ثوب جديد لا نري للوسطية أثرا فيه وهذه أم الكوارث ، ألا يكفي مانحن فيه من مظاهر وممارسات تنبئ عن تحرك قطار التشدد في مصر مما دفع العالم لحبس أنفاسه انتظارا لنتائج هذا التحرك الإسلامي فكان ماكان من وقف كل أشكال الدعم لمصر ! الجديد أنه مع قرب انتخابات مجلس النواب القادم ضغط السلفيون والإخوان علي وزير الأوقاف لتخلية المساجد الكبري مثل : السيدة نفيسة والسيدة زينب والشافعي والحسين والنور والفتح والمرسي أبي العباس بالإسكندرية والقنائي بقنا وغيرها كثير أمر الوزير بنقل أئمتها وخطبائها لصالح خطباء من التيارات المتشددة لتكون المساجد منصة إطلاق وانطلاق لحملاتهم الانتخابية . وما جري في السيدة نفيسة يستحق مساءلة الوزير. اجتمعت لجنة النذور بحضور موظف صغير ممثلا لمكتب الوزير وانفضت بلا ملحوظة وفجأة صاح موظف مكتب الوزير وفي يده ألف جنيه لقد أخرجتها من جيب مقيم الشعائر وضرب الحاضرون كفا بكف إذ لم يروا الواقعة عيانا ولم يروا المندوب يخرجها من جيب الرجل وتم تحرير محضر وإحالة مقيم الشعائر للنيابة وقد سجل الحاضرون باللجنة شهادتهم أنهم لم يروا بأم أعينهم مندوب الوزير يخرجها من جيبه وأن المقيم تاريخه مشرف ، ثارت ثائرة الوزير بتحريض المدبرين للواقعة فأصدر قرارا بنقل كل العاملين بالمسجد وفي مقدمتهم إمام المسجد الدكتور الشحات العزازي وهو من خير العلماء الدعاة الذين أعادوا للمنبر هيبته وهو لم يكن بالمسجد ولا عضوا بلجنة النذور أصلا ولا علاقة له بالواقعة من بعيد ولا قريب . رواد المسجد ناشدوا الوزير وهو مصر وفي الجمعة الماضية تشكل "ائتلاف" أحباب السيدة نفيسة بالمسجد وأعلنوا رفضهم لقرار الوزير وقالوها صراحة إنها ألاعيب السياسة ولن يسمحوا بتسليم المساجد قبل الانتخابات لتيارات متشددة ،الأوضاع مرشحة للانفجار ..يادكتور الرجوع للحق فضيلة !