توحد الأحزاب والقوي المدنية علي رفض تأسيسية الدستور فتح المجال لسؤال هام عن إمكانية توحد جهود التيار المدني لينافس عبر مشروع سياسي موحد التيار الإسلامي وهو الأمر الذي تتداوله الأحزاب المدنية فيما بينها ليتم تطبيقه في الانتخابات القادمة. ويري الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن خروج جموع الشعب المصري بمختلف أطيافه السياسية، والأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والفنانين وشباب الجامعات في جمعه "مصر مش عزبة " يعيد مرة أخري للمصريين ذاكرة ثورة 52 يناير، ويؤكد إصرارها علي عدم التفريط في مبادئها ورفضها كل محاولات الاختطاف والتشويه وانفراد فصيل سياسي واحد بتحديد مستقبل وهوية مصر. وقال سعيد، في بيان للحزب ، إن عشرات الآلاف الذين خرجوا في القاهرة والإسكندرية وجميع محافظات مصر حملوا جميعًا رسالة واحدة للنظام الحاكم وجماعات الإسلام السياسي تقول إن المصريين لن يقبلوا بدستور طائفي وعنصري يقمع المرأة ويمزق نسيج الأمة ويضرب الحريات في مقتل ويؤسس لدولة دينية تحكمها ديكتاتورية جديدة ترتدي عباءة الدين. وعبرحسابه الرسمي علي موقع "تويتر"وجه الدكتور محمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب الدستور، رسالة إلي شباب الثورة الذين شاركوا في مليونية "مصر مش عزبة "قائلاً: "بكم ومعكم ستنهض مصر" وأضاف "نمد يدنا لكل وطني يود أن يعمل معنا لتحقيق أهداف الثورة" وقال أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إن المظاهرات كانت إيجابية للغاية، وشهدت حشدا كبيرا من جميع القوي المدنية، موضحا أن التظاهرات طالبت بوضوح إسقاط الجمعية التأسيسية للدستور وإعادة تشكيلها من أجل الخروج بدستور يعبر عن جميع أطياف الشعب. أما الدكتور عمرو حمزاوي، وكيل مؤسسي حزب مصر الحرية، فقد أكد أن المشاركة الشعبية في مليونية (مصر مش عزبة) كانت رائعة ورسالتها واضحة. وأضاف حمزاوي "لن نقبل بدستور ينتقص من الحقوق والحريات، أو يعطي الرئيس صلاحيات مطلقة، أو يعبث بمدنية الدولة. وأشار باسم كامل، عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إلي أن مليونية مصر مش عزبة نجحت علي كل المستويات سواء الحشد والتنظيم أو توصيل أهدافها وشاركت بها كل القوي والتيارات السياسية ما عدا التيارات الإسلامية، وأضاف أننا نؤكد علي رسالة واضحة وهي أننا ضد أي شخص يعادي أهداف الثورة، والذي باع الثورة في بدايتها مثل الذي باعها في نهايتها ولن نتحالف مع الفلول أو الإخوان. وتحدث الدكتور عمرو الشوبكي عضو مجلس الشعب السابق عن أن انتفاضة التحرير في 91 أكتوبر مثلت رسالة قوية لكل أركان السلطة، جماعة وحزباً ورئيساً، بأن مصر ليست (عزبة للإخوان) وأن الجريمة التي جرت في21 أكتوبر الماضي، بسبب قرار الإخوان الكارثي مزاحمة القوي المدنية في مظاهرتها المعدة سلفاً كانت السبب وراء سقوط هذا العدد من الإصابات في صفوف الجانبين. وأوضح الشوبكي ان نزول عشرات الآلاف من المصريين للتظاهر السلمي في ميدان التحرير قد دلّ علي حيوية التيارات المدنية وقدرتها علي الحشد والتعبئة، لكنه يمثل نصف الطريق في رحلة بناء بديل حزبي وسياسي للإخوان. وحدد الدكتور أحمد البرعي، وزير القوي العاملة السابق، ونائب رئيس حزب الدستور إن هناك 3 مطالب للثورة إما أن تتحقق أو نموت دونها، الأول هو العيش الحرية والعدالة الاجتماعية التي طالب بها ثوار 52 يناير، والمطلب الثاني هو أن حقوق شهداء الثورة لن تضيع وسنستمر في مطالبنا حتي نحصل عليها. وأضاف خلال كلمته من خلال منصة التحرير، أن المطلب الثالث يتمثل في الجمعية التأسيسية في الدستور، مشيراً إلي أنها باطلة، وكل ما يصدر عنها باطل. وبالتزامن مع مليونية التحرير نظم التيار الشعبي مؤتمرا جماهيريا حاشدا بميدان الساعة وسط مدينة دمياط، بحضور حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي خاطب فيها صباحي جموع المحتشدين في دمياط قائلا إن مصر ليست بحاجة إلي النموذج التركي فلدينا نموذج دمياطي للنهضة، فدمياط تعد مثالا يحتذي به في العمل والإنتاج وترشيد الإنفاق ومن حسن حظي أن أثاث بيتي وجهازي كان من دمياط ومن صنع أيادي عمال دمياط المهرة. وقال صباحي علينا أن ننشر في مصر المحبة بعد أن سادت فيها الكراهية،وبإرادتنا ووحدتنا مسلمين ومسيحيين، بدو ونوبيين، عمالا وفلاحين، حضر وريف، نتوحد كي نكمل مشوار الثورة مشوار الثورة ، فنحن أبناء أجمل وأروع ظواهر النبل الإنساني ثورة 25 يناير، ورفض صباحي هتافات ضد الرئيس محمد مرسي ومشروع النهضة ، ودعا الجميع إلي الوقوف إلي جواره إذا كان عادلا في حكمه ، والوقوف ضده إذا كانت سياسته غير عادلة وهذا هو دور المعارضة في الدول الديمقراطية.