كيف يدعي البعض أن الدراما المصرية سوف تشهد أزمة واضحة هذا العام، نظرا لتردي حالة الاقتصاد وتوقف عجلة الإنتاج وغيرها من الادعاءات التي يُراد بها إثبات أن الدنيا خربت بعد قيام ثورة يناير! أما إذا تأملت خريطة الإنتاج فسوف تكتشف أن هناك ثلاثين مسلسلا علي الأقل قد بدأ تصويرها لتلحق العرض في رمضان، وأن عددا كبيرا منها من بطولة نجوم لم يسبق لهم تقديم بطولة مسلسلات تليفزيونية، وعدد آخر من النجوم اعتاد أن يقدم مسلسلا أو اثنين في كل رمضان، وهذا العام بالذات سوف يشهد حرب تكسير عظام بين جيل الكبار وجيل المنتصف وجيل الشباب، والمهزوم لن تقوم له قائمة بعد ذلك، تقدر تقول إنه عام الحسم فعلاً، لأن الدنيا بتتغير فعلاً، بعد الثورة والمزاج العام لايحتمل المزيد من السخافات، وخاصة في وجود حالة من التنافس الشديد، والمائدة تضم عشرات الأصناف فلماذا تأكل »طعام بايت«، لما يكون أمامك الطازج! والبايت ممكن أن تجده في الأفكار القديمة المكررة التي تخلو من الابتكار، خلاص الناس خُلقها ضاق، ولن تحتمل نجماً عجوزا يطلع بتاع ستات، ولانجمة متصابية تعمل غندورة، الزمن ده فات، واللي مش حا يحترم اسمه وسنه، حا ياكله القطر!!!! ويعود هذا العام عادل إمام في مسلسل بدأ تصويره منذ مايزيد علي أربعة عشر شهرا وهو "فرقة ناجي عطا الله"، ونظرا لذكاء عادل إمام الشديد فهو مقدر أن الأسلوب الذي كان ينجح به منذ عشر سنوات لايستطيع أن يضمن له النجاح هذه الأيام خاصة أن آخر عمل تليفزيوني شارك فيه "دموع في عيون وقحة الشهير بجمعة الشوان "قدمه منذ مايقرب من ربع قرن، ولذلك فهو يستعين بفريق من الشباب منهم هيثم أحمد زكي، ومحمد إمام، وأحمد السعدني وآخرون، أما يحيي الفخراني ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز فهناك خوف عليهم من نتيجة التنافس مع جيل الشباب، خاصة أنهم يقفون لأول مرة في مواجهة أحمد السقا الذي يجرب نفسه مع عالم المسلسلات التليفزيونية في "الخطوط الحمراء" ويلعب بطولته، مُشاركاً مجموعة من النجوم الشباب منهم رانيا يوسف، ويسرا اللوزي، وأحمد رزق، ومحمد عادل إمام وأروي جوده، عن سيناريو من تأليف أحمد أبو زيد وإخراج أحمد شفيق، وأعتقد أن فرص المسلسل جيدة، خاصة أنه يدور في أجواء من الإثارة والتشويق، وهي عناصر تغيب عن عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية، وكان آخر عمل تليفزيوني قدمه السقا منذ حوالي عشر سنوات هو رد قلبي أيام كان محمد رياض لايزال يلعب البطولة المطلقة، أما السقا فقد قدم نفس الدور الذي لعبه صلاح ذو الفقار في الفيلم الشهير!!! وينافس السقا، من نجوم السينما الشباب كريم عبدالعزيز الذي يعود هو الآخر للدراما التليفزيونية بعد سنوات طويله وكان آخر ماقدمه دورا صغيرا ولكنه لفت إليه الأنظار أمام سميرة أحمد في مسلسل امرأة من زمن الحب للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشه، أما العمل الذي يعود به كريم عبد العزيز لجمهور التليفزيون فهو من تأليف بلال فضل "الهروب" وإخراج محمد علي، الذي ارتفعت أسهمه منذ عامين مع مسلسل أهل كايرو، ويشارك في البطولة أحمد وفيق وإيمان العاصي، وكارولين خليل، أما مصطفي شعبان فهو يشارك في السباق الرمضاني بمسلسل "الزوجة الرابعة" وهو أول تجربه إخراج تليفزيوني لمجدي الهواري، مع كل من كنده علوش وعلا غانم، ولقاء الخميسي وحسن حسني، وكان مصطفي شعبان قد تألق منذ عامين في مسلسل العار، رغم أن المسلسل نفسه لم يكن علي المستوي ولكنه حقق نسبة مشاهدة مرتفعة علي أية حال، ولاتنس مسلسل شريف منير "الصفعة" الذي يدور في أجواء الجاسوسية والمغامرات والمطاردات والإثارة التي تتميز بها هذه النوعية من المسلسلات، والصفعة من إخراج مجدي أبوعميرة ، أما أحدث جيل من النجوم الشباب الذي يجرب نفسه للمرة الأولي مع البطولة المطلقة فهو عمرو يوسف الذي يلعب بطولة مسلسل الانتقام، المعالجة العصرية لرواية الكونت دي مونت كريستو، ويخرج المسلسل السوري حاتم علي وتشارك في البطولة شيري عادل ومجموعة من النجوم الشباب، أما يوسف الشريف فهو يلعب بطولة مسلسل رقم خاص وتدور أحداثه في جو بوليسي مثير ويقوم بإخراجه في أول تجربة مع الدراما التليفزيونية أحمد نادر جلال، ويدخل النجم السوري تيم حسن في هذا السباق المحتدم بمسلسل الصقر شاهين ليقدم شخصية شاب إسكندراني من أصول صعيدية. وقد اضطر لعمل ماكياج خاص ليلائم ملامحه الشخصية وأعتقد أنه سوف يفاجيء الجمهور بأدائه وشكله! وفوق البيعة تقدم دراما هذا العام اثنتين من ألمع مطربات في تجربتهما الأولي مع المسلسلات وهما أنغام بطلة في غمضة عين أمام كل من داليا البحيري وأحمد وفيق والمسلسل يشارك في إنتاجه الممثل محمد الشقنقيري وطبعا سوف تؤدي أنغام بعض الأغنيات الجديدة ومنها طبعا أغنية التتر! بينما لازال مشروع شيرين لم تتضح معالمه وأطرافه ولكنها ماضية في تحقيقه، ومن النجمات المخضرمات تقدم إلهام شاهين مسلسل قضية معالي الوزيرة بمشاركة ندي بسيوني وإخراج رباب حسين وأغلب الظن أن المسلسل لن يستطيع التنافس مع هذا الكم الضخم من مسلسلات النجوم الشباب،كما تقدم يسرا مسلسل شربات لوز وغير مؤكد إن كانت تستطيع أن تلحق السباق أم لا، وعلي كل الأحوال لم يلق مسلسلها الأخير"بالشمع الأحمر " أي اهتمام من المشاهد، ولا أعتقد أنه سوف يهتم كثيرا بمسلسل هذا العام، وتسعي غادة عادل أن تجرب حظها مع مسلسل جديد، سري للغاية، وكانت قد صورت منذ عامين مسلسل فرح العمدة الذي لم يعرض حتي الآن ويقال إن هناك مشكلة في تسويقه، وكان الأجدر بها أن تنضم لأي من مسلسلات النجوم الشباب بدلا من أن تغامر بتقديم مسلسل من بطولتها المطلقة، بينما تبدو تجربة نيللي كريم أكثر استقراراً وثباتاً مع مسلسل "ذات" فهو من إنتاج جابي خوري الذي قدم العام الماضي مسلسل دوران شبرا الذي كان من أنجح مسلسلات 2011 ومما يزيد حالة الاطمئنان والثقة في التجربة أنها من إخراج كاملة أبوذكري، وفوق كل هذه المسلسلات قرر محمد سعد أن يعوض خسائره وفشله في أفلامه الأخيرة بتقديم مسلسل رمضاني "هي جت عليه يعني ؟" والمسلسل من تأليف المخرج جمال عبدالحميد واسمه المؤقت "الأبعدية" وتشاركه البطولة لقاء الخميسي، وسط هذا الكم الكبير من الأعمال الدرامية تحاول فيفي عبده أن تؤكد شعبيتها من خلال استثمار مسلسل »كيد النسا« الذي قدمته العام الماضي وتعتقد هي وحدها أنه حقق نجاحاً منقطع النظير دفعها لعمل جزء ثان منه مستعينة بنبيلة عبيد التي تحاول أن تقاوم الذبول والأفول بعد مسلسلها البوابة الثانية الذي قدمته منذ ثلاثه أعوام، أما "وفاء عامر" فهي تراهن علي مسلسلها "تحية كاريوكا" وتشعر أنه سوف يحقق لها طفرة ونقلة نوعية ويضعها بين نجوم الصف الأول نظرا لأن حياة تحية كاريوكا مليئة بالتفاصيل المثيرة والانقلابات المدهشة، ولذلك فإن وفاء عامر تتحدي نفسها وغيرها من نجمات الدراما التليفزيونية لتؤكد أن لديها موهبة لم تعلن حتي الآن عن حجمها، وقد وفرت الشركة المنتجة كل الإمكانيات ليخرج العمل بما ينافس طموح البطلة، والمخرج عمر الشيخ الذي يسعي هو الآخر للإعلان عن وجوده الفني بهذا المسلسل!
