يسعي العالم أجمع لإقرار العدالة الاجتماعية وضمان مساواة المرأة بالرجل باعتبارها نصف المجتمع والأداة الأكثر فاعلية أمام المشكلات التي تهددها في الوقت الحالي سواء كانت علي مستوي الأسرة أم المجتمع كالانحراف والإدمان والمجاعات ومشكلة نقص المياه والتلوث البيئي والزيادة السكانية وفيها تتحمل المرأة أعباء مضافة لها في التنمية الأسرية والمجتمعية.. وقد عقدت مؤتمرات عالمية عدة لمناقشة أبرز قضايا المرأة ومشكلاتها خلال مسيرتها الإنسانية للربط بين تنمية المرأة ونجاحها في تحقيق التنمية البشرية الكاملة.. وكانت صحة المرأة هي أبرز ما توصلت إليه النتائج لأن المرأة التي تعاني خللا صحيا يؤدي إلي ضعف معدلات نموها وإنتاجها وصحة الأجيال القادمة علي مستوي العالم بتشخيص الملامح العامة التي تعوق رعايتها الصحية وتؤدي إلي انحسارها الفئوي لأن المرأة في مصر وكل بلاد العالم النامي لازالت تعاني من التمييز بينها وبين الرجل في أسلوب التنشئة ومجالات العمل وممارسات أسرية ومجتمعية تتسم بالعنف وأهمها الزواج المبكر وهي تعد من نوعية الأزمات التي تعوق المرأة وبحثها عن حقوقها وتعزيز مشاركتها. الرعاية الصحية خلال فترة الحمل لها أهمية حيوية في اكتشاف وإدارة الظروف التي تؤدي لتعقيدها لأن المرأة بحاجة إلي مجموعة من التدخلات الوقائية والنصائح المتعلقة بمجال التغذية كما تنبه النساء إلي علامات الخطر التي قد تهدد حملهن وتقدم لهن الدعم في مراعاة الولادة الآمنة.. إضافة إلي أنه في البلاد التي يتوطن فيها وباء الملاريا تحتاج النساء فيه إلي تزويدهن بعلاج وقائي، وأما المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية فيحصلن علي مساعدات كي يجنبن أطفالهن انتقال الفيروس لهم.. وقد زادت نسبة النساء في جميع البلاد التي يتلقين فيها الرعاية الأساسية السابقة علي الولادة بما فيها البلاد النامية بالذهاب إلي الطبيب المختص ولو مرة واحدة علي الأقل طوال فترة الحمل منذ عام 1990 من 64٪ إلي 81٪ عام 2009.. وحتي الآن لا يزال في أقاصي جنوب مصر والمناطق الحدودية المحرومة من الخدمات نساء لم يذهبن إلي الطبيب علي الإطلاق لا قبل الحمل ولا أثناءه ولا يتناولن أي أدوية مساعدة وتتعرض كثيرات منهن لخطر الحمل والولادة وأمراض ما بعد الوضع إضافة إلي ولادة أطفال ناقصي النمو أو بحاجة إلي رعاية طبية عالية. خطر الزواج المبكر يزيد الحمل في سن مبكرة من مخاطر حدوث مضاعفات صحية أثناء الحمل والولادة التي قد تؤدي إلي الموت أحيانا كثيرة.. وإن كان قد انخفض معدل الولادات بين المراهقات (عدد حالات الولادة لكل 1000 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 15 19سنة بين عامي 1990 2000 ) ثم حدث تباطؤ بالانخفاض وعاد ليزيد معدل الولادة بين المراهقات خلال الثماني سنوات اللاحقة للعام 2000 شهدتها أفريقيا جنوب الصحراء الكبري حيث بلغت 122 ولادة لكل 1000 مراهقة.. ولقد رصد تقرير الأممالمتحدة الإنمائي لعام 2011 تراجع نسبة إنجاب النساء في العالم النامي خلال السنوات الماضية القريبة.. كما انخفضت نسبة الخصوبة الكلية لديهن ولا تزال نسبة خصوبة المراهقات مرتفعة نسبيا. توعية النساء لم تنجح حملات التوعية الخاصة بوسائل منع الحمل في العالم النامي بالشكل المرجو فحوالي 120مليون امرأة ممن هم في سن الإنجاب لم يستخدمن أي وسيلة من وسائل منع الحمل.. وأفريقيا هي الأعلي نسبة مع منطقة الكاريبي وجنوب الصحراء الكبري واحدة علي الأقل من كل أربع نساء لا يستخدمن أيا من وسائل منع الحمل وتصل الحالات إلي 60٪ وهي نسبة متدنية حتي في المناطق التي ينتشر فيها استخدام وسائل الحمل بشكل واسع.. كما في جنوب شرق آسيا وبعض أماكن من شمال أفريقيا.. فالنسبة هي امرأة واحدة لكل عشر نساء رغم اتساع مجال الحصول علي وسائل منع حمل فعالة وآمنة وبأسعار معقولة في جميع أنحاء العالم تم توفير اختبارات للأفراد لعدة وسائل لمنع الحمل حتي يتمكنوا من صنع القرار وتحمل مسئولية الإنجاب.. كما ساهمت هذه الوسائل في تحسين صحة الأم والطفل بعدم حدوث الحمل المتقارب وصغيرات السن ممن تزوجن قسرا ويكون الحمل خطرا علي صحتهن ويدل هذا علي أن برامج تنظيم الأسرة وخدمات الرعاية الصحية لازالت بحاجة إلي استثمار المزيد لمجرد الحفاظ علي وتيرة تزايد عدد النساء اللاتي يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل. تحسين صحة الأم بالرغم من حدوث تقدم طفيف في صحة الأمهات أدي إلي خفض معدل الوفيات النفاسية بنسبة 34٪ بانخفاض من 440 حالة إلي 290 حالة لكل مائة ألف ولادة حية.. وقد حققت كل من شرق آسيا وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرقها تحسنا ملحوظا ومع هذا لا يزال هناك عجز كبير في إنقاذ حياة النساء وتغير حياتهن وضمان المستقبل الأسري للعائلات في بلدان تعيش تحت ضغط كبير لتلبية المتطلبات الحالية المتعلقة بتحسين الصحة الإنجابية وصحة الأم نظرا لتزايد عدد الشابات اللاتي يدخلن سن الإنجاب فيها وخاصة بأقصي الصعيد وبعض قري الوجه البحري التي لا توجد بها وحدات صحية أو مستشفيات ويتركز فيها وفيات الأمهات من النفاس وأحيانا أثناء الحمل.. كما في أفريقيا عامة وجنوب الصحراء الكبري وجنوب آسيا.. حيث يمثل بهذه المناطق 87٪ من المجموع الكلي لحالات الوفاة. ويمكن تجنب عدد الوفيات الكثيرة لدي الأمهات صغيرات السن أو ممن لا يجدن رعاية بالسيطرة علي نزيف الولادة الذي يحدث بعد الولادة أو أثناء الحمل وتعفن الدم.. مع مضاعفات الإجهاض غير المأمونة والأسباب الكثيرة غير المباشرة مثل الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية أو الأمهات التي لديهن أولاد كثر ومستواهم التعليمي متدن مع صغر الأم أو كبرها والمعرضات لحدوث التمييز بين الجنسين.. ووجود إخصائي مدرب في مجال الرعاية الصحية للأم أثناء الولادة في هذه المناطق الفقيرة أمر حاسم في تخفيض الوفيات بين الأمهات لمنع ما يهدد حياتهن سواء من النزيف الحاد أو تحويل المريضة إلي مستوي أعلي للمتابعة.. ولقد ارتفعت نسبة الولادات التي يشرف عليها إخصائيون في المناطق النامية والفقيرة إلي 55٪ وإن كانت النساء في كل هذه المناطق يحصلن علي أقل من الحد الأدني للرعاية الصحية ولا تزال المضاعفات الناجمة عن الحمل والولادة تشكل خطرا كبيرا علي صحة النساء في أماكن عديدة ويعني هذا أن الهدف الإنمائي للألفية لا يزال بعيد التحقيق والمنال.