سعاد لطفى تشابهت طفولتهما فقد عانت كلتاهما من التفكك الأسري بسبب زواج الآباء بأكثر من زوجة وإنجابه لأولاد من كل زيجة تباهيا بمالهم وسطوتهم فالأول تاجر كبير وله صيت وهيبة داخل أسرته وبعمله صاحب مشورة وكلمة مسموعة والثاني يملك مصنعا يخافه أولاده وأقاربه وعماله من شدة بطشه مات الأول صغيرا ولم يخلف التعاسة والألم إلا لابنته التي كانت مرتبطة به لدرجة مخيفة فعاشت أربع سنوات مع المرض حتي استطاعت أن تتماثل للشفاء وتدرك أن الحياة تسير لم تتوقف كما توقفت هي عن أي مهام لها في حين قررت الثانية أن تهجر بيت أبيها وتذهب لتعيش مع أمها رغم الفارق الكبير في الإمكانيات عندما بدأت صداقتهما كانتا في ريعان الشباب وبدايات زواجهما عاشتا بالغربة سنوات وتوطدت الصداقة بعد العودة فأصبحتا أقرب إلي الكيان الواحد فكل منهما تعرف أدق أسرار الأخري وما يخالج صدرها حزنا أو هما أم فرحا واستبشارا ينجح أولادهما معا فيفرحان، يمرض أحد أصدقائهما فيتأسيان سويا إذا حدث أمر الله لأحد كانتا في العزاء معا غالبا لايحدث بينهما خلاف أو شقاق فما يجمع بينهما هو الألم والأخوة والصداقة والحب كانت القطيعة الأولي لهما بعد مشاكل عائلية للثانية مع زوجها ودخول أطراف كثيرة في المشاكل وزيادتها وتفاقمها واستمرت قطيعتهما عاما بعدها أرسلت الصديقة لصديقتها كارتا صغيرا سارعت الصديقة بالاتصال بصديقتها لم يتعاتبا كما يفعل عادة المتخاصمون والمشتكون إنما بثت كل منهما للأخري وسط دموعهما وحمدا الله كثيرا علي عودتهما التي لم تؤثر سلبا علي مشاعرهما فكل منهما تسكن قلب ووجدان وحياة وعقل وقلب الأخري ويوم تعرضت الثانية لحادث أدي لكسر ذراعها وفي أحد الاتصالات من الأولي للسؤال عن صديقتها صرخت الثانية فيها عندما حاولت تخفيف آلامها »انتي مابتحسيش كانت تسأل زوجها عنها سرا طيلة فترة علاجها حتي فوجئت في أحد الاتصالات بزوج صديقتها يعطيها السماعة لترد عليها وللمرة الثانية وتعرب كل منهما للأخري عن شوقها وحنينها لجلساتهما ولقاءاتهما وبسرعة تذهب لتري حبيبتها التي بدأت تتماثل للشفاء ويعودان كما كانتا أكثر حبا وتفاهما وإقبالا حتي حان موعد زواج الابنة الصغري للثانية التي فضلت عدم حضور الفرح وسارعت بالاتصال بصديقتها وكلها فرحة لتبارك لها أذهلتها المفاجأة بعدم الرد حتي علي رسالتها لتكتمل بهذا الموقف القطيعة الثالثة التي لاتدري الأولي إن كانت غمة وتنقشع أم قطيعة مؤقتة كما حدث سلفا أم نهائية لمدي العمر وهو ما أصابها بالفزع لأن النتيجة أكبر كثيرا من الحدث وقالت لنفسها أظنها مؤقتة لأن مايجمعها هو ألم السنين وعذابها وصعب أن يفرقهما الفرح.