كنا نتعجب ثلاثتنا كلما رأينا المرحوم الزميل رفعت محروس يخلع حذاءه ويرتدي شبشب ويتجه للحمام للوضوء قبل موعد كل صلاة من قدرته ومواظبته والتزامه بافتراشه جريدة ليصلي عليها قبل أن يوجد بمبني جريدة الأخبار مكان لأداء الصلاة كان مكاننا مسمي بالسطوح بالدور الرابع به أربع حجرات كنت ومعي الراحلتان علا المستكاوي وعبلة عدوي نشاهد الراحل في ذهابه وإيابه يبتسم لنا وقد يتبادل معنا الحديث في بعض الاحيان وقبل أيام قرأت خبر وفاته بالأخبار وبعدها نعي للزميلة ابتسام المستكاوي جميلة الروح طيبة القلب النقي التقليدي للنقابة الذي لايتجاوز سطورا قليلة وهو للأعضاء علي حد سواء فكم من أساطين في الصحافة توفاهم الله في قمة مجدهم وعطائهم وآخرين لم يمهلهم القدر طويلا ماتوا شبابا وهي إرادة الخالق سبحانه وتعالي في خلقه لا نستطيع حيالها إلا أن نتقبل مشيئته برضا ولقد أخذني هذا النص التقليدي الموحد المتكرر للتفكير بزملاء وأصدقاء في مؤسسات صحفية كثيرة منهم من توفي وهو علي خلاف مع فلان أو علان ومنهم من فارق الحياة وهو يرجو محبة ورضا زملاء وأصدقاء وكان يأمل بالوصول لقمة هرم المحبة أو من رضي بما قسم الله له.. من يفتعل خصومة من يتطاول قولا من يسب ويلعن ويمجد نفسه من لا يتورع عن سحق زميل أو زميلة من يتطوع للوقيعة بين الزملاء وبعضهم البعض أو بين الزملاء ورئيس التحرير أو رئيس مجلس الإدارة لو استطاع من يسعي للوصول علي أكتاف وجثث زملائه من يستبيح الخوض في الأعراض والاخلاق وهي نماذج بشرية وليست قوالب صحفية هي صور منتشرة وكثيرة في محيط العمل والجيرة والصداقة والأخوة وحتي العلاقة الزوجية يأخذها البعض من باب التسلية والآخر علي أنها نميمة مستباحة وقد يراها آخرون توضيحا وتوصيفاً لشخصيات أو كلاما لزوم تحلية القعدة أو السهرة أو السبق بمعرفة أخبار فلان أو فلانة.. قد ينتج عن هذا ابتعاد وسوء فهم وريبة وخوف وقد يصل الأمر للقطيعة دون تفكير في صلح أو مراجعة قد تتلاقي الوجوه فيعرضون وقد تناسوا أن خيركم من يبدأ بالسلام ويجتمع المتنافرون في مكان واحد لأي سبب من الأسباب وتكاد الأكتاف أن تتلامس ويصر كل منهما علي موقفه.. أتمني أن أجد السلام والتسامح يحيط بي وبكل زملائي وجيراني وأقاربي وأصدقائي وإخوتي وأحبابي وأن أسمع قصص المتسامحين في الله بكثرة سواء عرفتهم أم لا وأن أجد الفرحة تعلو لكل خبر سار يأتي لعزيز أو صديق وأنتظر أن أسمع الأمنيات الحلوة التي يتمناها كل منا للآخر تتطاير من حولي وأن أطلع وأشاهد الدعوات الصادقة بالتوفيق والصحة والشفاء للجميع بدلا من الغل والنميمة والتشفي والتشهير والطعن.. أهفو لقلوب يملؤها التسامح ووجوه يكسوها الصفاء قبل أن تدركنا سطور النقابة.