لا يزال طائر الأحزان يحلق فوق رؤوس المصريين لا يريد أن يغادر أرض مصر لا يمر يوم إلا وتقع مأساة تضيع فيها أرواح الشباب وتتكرر صور الضحايا الذين يودعهم الأهل بالدموع مطالبين بالقصاص . ولكن كيف يأتي القصاص والفاعل مجهول أو بالأحري مجهول معلوم وهو الطرف الثالث أو اللهو الخفي كما يحلو أن يسميه البعض والذي كان وراء جميع الأحداث الساخنة والملتهبة التي شهدتها مصر علي مر الشهور الماضية . طالبنا مرارا وتكرارا عقب كل حادث بالكشف عن هوية مدبريها وحذرنا بأن هناك أيادي تعبث في الظلام وراء تلك الأحداث وأوضحنا أن هذه الأيدي الخفية لرموز النظام السابق تريد العبث بمقدرات مصر ومصير شعبها .. طالبنا وحذرنا في سطور سابقة تعليقا علي الأحداث التي وقعت في أعقاب ثورة 25يناير العظيمة أن تلك الأحداث تتم بفعل فاعل بدءا بموقعة الجمل وأحداث الفتنة الطائفية وأحداث ماسبيرو والسفارة الإسرائيلية ومرورا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وأخيرا أحداث بورسعيد .. وتتم التحقيقات ولا يتم الإعلان عن الفاعل الذي اكتفينا وارتضينا بأن نطلق عليه الطرف الثالث !! أين المتهمون في تلك الأحداث؟ وما هو الإجراء الذي اتخذ حيالهم ؟ وأكثر ما يعنينا ماذا جاء في أقوالهم ؟ وعلي سبيل المثال أشارت التحقيقات في موقعة الجمل وأحداث مجزرة محمد محمود إلي أن بعض المتهمين قالوا إنهم تلقوا أموالا لتنفيذ أعمال العنف والحرق التي امتدت إلي المجمع العلمي.. ماذا تم في هذه التحقيقات؟ ومن هم الأشخاص الذين مولوا هذه العمليات القذرة التي أشاعت الحزن في كل بيت؟ لماذا لم يتم الكشف عن حقيقة الطرف الثالث ومدي علاقته بنزلاء ليمان طرة من رموز النظام السابق الذين لا يزالون يجتمعون ويخططون لإجهاض الثورة والغريب أنه لم يتخذ قرار لتفريقهم بين السجون الأخري!! وأخيرا وقعت موقعة بورسعيد لتكشف لنا كيف هانت الأرواح علي فلول النظام الذين جاء ذكرهم علي لسان أحد المقبوض عليهم .. لابد من الكشف عن الطرف الثالث الذي يحاول أن يعبث بأمن البلد ويجره إلي حالة من الفوضي ويفقدنا مسارنا الديمقراطي . لابد من إعلان الطرف الثالث حتي تهدأ أرواح الأبرياء وتجف دموع الأمهات الثكالي وحتي يرحل طائر الأحزان عن أرض الوطن .