لن تغلق صفحات بطولات الجيش المصري التي يسطرها رجاله كل يوم ضد أعداء الوطن من الإرهابيين والخونة.. في نهاية الأسبوع الماضي وتحديداً فجر يوم الجمعة، قام 150 إرهابياً مسلحاً بمهاجمة ارتكاز أمني لقوات الجيش الثالث في منطقة »البرث» شمال سيناء، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 26 من قوات الجيش، بينما ردت القوات المسلحة بتصفية 40 تكفيرياً. بدأ الهجوم علي الارتكاز الأمني بسيارة حكومية »مسروقة» مفخخة يقودها انتحاري اقتحمت الكمين تلاها هجوم بالأسلحة المتوسطة والخفيفة وقذائف الآر بي جي، علي التمركز الأمني الذي يقع جنوب مدينة رفح، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وتصدت قوة الكمين للهجوم علي الرغم من تهدم المباني عليهم حتي لا يسيطر الإرهابيون علي الكمين إلي أن وصلت التعزيزات الأمنية، وتم تبادل إطلاق النيران وملاحقة المسلحين الذين لاذوا بالفرار، بينما تمكنت قوات الأمن بمساعدة مروحيات الأباتشي من تدمير 8 سيارات للإرهابيين بمن فيهم، وحاصرت عددا من المسلحين في منطقة النقيزات القريبة من مطار الجورة. وكانت العناصر التكفيرية زرعت عبوات ناسفة علي الطرق المؤدية إلي الارتكاز الأمني قبل تنفيذ الهجوم لاستهداف الإمدادات والتعزيزات الأمنية عقب الهجوم إلا أن التعزيزات الأمنية التي وصلت من مدينتي الشيخ زويد ورفح تمكنت من مهاجمتهم من محاور بعيدة عن طريق زرع العبوات الناسفة ونجحت في محاصرتهم. الهجوم الإرهابي نُفذ علي ثلاث مراحل أولها مرحلة الهجوم بمصفحة مفخخة وثلاث سيارات أخري »نصف نقل وكروز وبيك آب»، فيما بقيت سيارات ودراجات نارية قرب المكان للهجوم علي الارتكاز الأمني بعد عملية الانفجار كمرحلة ثانية. أما المرحلة الثالثة التي أوقفتها قوات إنفاذ القانون بنجاح فكانت العناصر الإرهابية تخطط لأن تنفذها المجموعة الثالثة التي كانت تخطط للدخول إلي منطقة البرث ومهاجمة جميع الكمائن بين البرث ووادي العمر وتصدت قوات الجيش لهم وأجبرتهم علي الفرار. موقع الارتكاز يبعد عن الطريق 300 متر علي تبة مرتفعة قرب مسجد »الملاحي» والهجوم عليه كان الخدعة التي استخدمها الإرهابيون، بحيث يُسمح لباقي العناصر الإرهابية بالتحرك بشكل طبيعي علي الطريق الواصل بين الجورة وصولا إلي منطقة »البرث». ضمان التمويل إلي ذلك، يقول اللواء طيار هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الإرهاب يحاول إثبات وجوده لضمان استمرار التمويل المالي وهذه العملية كانت في إطار مهاجمة نقاط وتمركزات وتصدت لها القوات المتمركزة وتم تصفية 40 إرهابيا في مقابل سقوط شهداء من رجال القوات المسلحة، وذلك لوجود اشتباكات من مسافات قريبة، بالإضافة لوجود سيارات مفخخة تم تفجيرها بالقرب من الكمين، ما أحدث موجات انفجارية عالية خلفت وراءها شهداء من الجيش. وتابع: عدد الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم يظهر أن المخطط خارجي وأن الإرهابيين من عدة دول، ممولون بسيارات الدفع الرباعي وملابس وأسلحة ثقيلة وخفيفة من الدول الراعية للإرهاب، وكان التدخل السريع من جانب القوات الجوية وملاحقة العناصر الهاربة قبل الاختباء وسط المدنيين، عاملاً حاسما في العملية، لأن عقيدة القوات المسلحة المصرية عدم المساس بالمدنيين. أصابع قطر في السياق، يقول اللواء نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن قطر هي التي ترعي الإرهاب لمصالح أمريكية وإسرائيلية وإخوانية، والهجوم الأخير يعد تصعيداً كرد فعل علي مقاطعة الدول الأربع (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) للدوحة، واستعدادها لاتخاذ قرارات حيالها عبر الملاحقة القانونية دولياً. تابع: لولا يقظة أبطال القوات المسلحة في الرد السريع لكان عدد الضحايا أكثر بكثير مع تدخل القوات الجوية في وقت قياسي وأضاف أن كل الدول تعرضت للعمليات الإرهابية والإرهابي يمتلك أربعة عناصر مهمة وهي المكان الذي سيضرب فيه والتوقيت والسلاح والأسلوب الذي سينفذ به العملية وبالتالي دائما ما تكون القوات المهاجمة من الإرهاب هي دائما في موقف رد الفعل وثبت علي مر التاريخ أنه لم يستطع أحد إيقاف الهجوم الانتحاري لأن الانتحاري إذا تم تطويقه ومحاصرته ما عليه إلا الضغط علي زر التفجير وتفجير نفسه وسط القوات. استقرار سيناء من جانبه، قال اللواء علي حفظي الخبير الاستراتيجي إن الأطراف الأخري مثل قطر وتركيا وإسرائيل لا تريد الاستقرار لمصر وأن تظل سيناء في حالة عدم استقرار دائم لأن الهدف اقتطاع جزء من سيناء لحل القضية الفلسطينية ولكن دائما يحدث العكس من قواتنا المسلحة التي تزداد قدرتها علي مواجهة العمليات الإرهابية. والعملية الأخيرة من العمليات الانتحارية لأن كل من شارك فيها من الإرهابيين إما قتل أو أصيب ودائما يكون هناك دعم قريب من كل كمين ويتم إمداد الكمين المهاجم بقوات إضافية تتدخل في وقت قياسي لمساندته. ويضيف: نوع الأسلحة المستخدمة في الهجوم يؤكد أنه لا يمكن الحصول عليها إلا إذا كانت من جهات قادرة علي التمويل ولديها أجهزة استخباراتية لديها القدرة علي التخطيط لمثل هذه العمليات.