أراك تعيش مرحلة نضج فني مؤخرا؟ منذ ثلاث سنوات وأشعر أنني تغيرت فنيا للأفضل وبالتحديد مع بطولتي لمسلسلات »المصراوية، ظل المحارب، درب الطيب، ولكني لم أستطع تحديد أسباب تألقي الفني وربما تأثرت بشدة بوفاة والدي المايسترو صالح سليم و طلاقي لزوجتي أم بناتي وكان لهذه الأحداث تأثيرها النفسي الشديد.. ربما يكونان قد تركا داخلي شجونا وحزنا مما أدي إلي حدوث نقلة فنية أدت إلي النضوج الفني. فين السينما أين أنت من السينما؟ رغم أن بدايتي مع الفن كانت سينمائية من خلال فيلم »إمبراطورية ميم« ثم »عودة الابن الضال« وكان عمري صغيرا.. إلا أنني بعيد عنها تماما في السنوات الأخيرة لأن المنتجين السينمائيين ربما يرون أنني لا أصلح للسينما المصرية وأعمالها.. ومايتم ترشيحي له لا يناسبني أخلاقيا أو فنيا.. لأن مايقدم في السينما حاليا لايمت لمصر بصلة فالأمر يدور في فلك العشوائيات والشذوذ ومطاردات وهذا مالا أراه في مجتمعنا.. وربما كنت أستطيع تقديم تلك النوعية زمان ولكن عمري الآن 52 عاما وأخجل أن أقدمها في ذلك العمر. هل أنت حزين لابتعادك عن السينما؟ أنا حزين علي السينما.. ولست حزينا لابتعادي عنها.. فلم أفكر يوما أن ابتعد عنها.. وكنت أرحب دائما أن أكون أحد المشاركين دائما في السينما.. ولكن أحد المنتجين الكبار أكد لي أنني لم أرشح لأي عمل سينمائي لأنني سبق أن رفضت عملا له لا يناسبني.. فكان جزائي أن رفضت أن أكون منبوذا. ما تقييمك للأعمال السينمائية الأخيرة؟ هذه الشركات قدمت خلال السنوات العشر الأخيرة أعمالا بالجملة.. ليس فيها إلا القليل جدا الصالح فنيا وأخلاقيا ولنسألهم سؤالا هل هذه الشركات تربح من إنتاج هذه الأفلام.. لأنهم يقدمون وجوها جديدة بلا أجر وأحيانا يقوم بعض هذه الوجوه بدفع أموال دعاية الفيلم أو شراء الأفلام الخام.. »ويسلق« الفيلم ويعرض سينمائيا ثم يعرض ويباع في الفضائيات ولا فائدة في السينما. ولكن هناك أفلاما تتكلف ملايين الجنيهات ولا تحقق أرباحا.. هل هي عمليات غسيل أموال.. أم ماذا؟ بصراحة لا أعرف كيف يتم حل هذا اللغز كيف أستمر في الإنتاج وأنا أحقق خسائر طائلة.. ولكن بالمنطق لا أحد يحب الخسارة.. ولكني لا أستطيع الجزم بما وراء ذلك! هناك أفلام ضربت أرقاما قياسية تعدت الثلاثين مليون جنيه.. كيف؟ نوعية المشاهد للسينما اختلفت تماما.. فالآن لا يذهب للسينما المثقف والأسرة.. ولكن مجموعات الشباب الباحثين عن الروشنة هم رواد السينما الذين يتعاطون اسكتشات ونكت وإفيهات مع أغنية هايفة لممثل يرتدي ملابس إمرأة. يقولون ان صراحتك سبب مشاكلك.. هل هذا صحيح؟ كثير من الأحيان أدرك أن صراحتي تكون سبب مشاكلي ولكني مُصر علي المبدأ.. لأنني أخشي الحساب في يوم القيامة وأري أن النفاق ضعف.. ولن أتخلي عن صراحتي. ولكن هناك من يسميه »ذكاء اجتماعي«؟ الذكاء الاجتماعي هو النفاق والتدليس بمسمي آخر.. وقد أجامل مرة أو اثنتين.. ولكني لن أظل أجامل أو أنافق نهائيا. أراك غير مهتم بالنجومية والشهرة وكثرة الأعمال الفنية؟ لو انشغلت بأمور النجومية والمال سأفشل تماما.. لأنني وقتها سأبحث عن أي أعمال.. ولكن لدي قناعة أن النجومية هي أن تحافظ علي النجومية وأن تحترمك الناس وتحترم نفسك والتواضع مع الناس. هل تشعر بالغيرة من بعض زملائك الفنانين؟ لو تابعت من حولي من زملائي الفنانين وأين هم وماذا حققوا من مكاسب سأصاب بالجنون لأن الجيل الحالي من الفنانين يصبح نجما من فيلم واحد قدمه.. لدرجة أن أحدهم قال إنني حققت ايرادات لم تحققها فاتن حمامة وسعاد حسني وفريد شوقي.. وهو منطق مغلوط لأن تذكرة السينما زمان كانت بملاليم واليوم تذكرة السينما بعشرين جنيها. يقال إنك طالبت برفع أجرك أكثر من مرة مؤخرا؟ غير صحيح علي الإطلاق.. فقد رفعت أجري لأول مرة منذ حصلت علي لقب أحسن ممثل في مهرجان الإذاعة والتليفزيون وكنت أحصل علي أجر قدره 200 ألف جنيه في وقت كان من أقل مني يحصل علي ملايين الجنيهات. دخولك مجال البيزنس.. هل خوفا من غدر الفن؟ اشتريت قطعة أرض بالغردقة شاركت بها مجموعة أصدقاء لعمل مطعم.. ولكن بعد فترة قمت بايجارها وأحصل علي الايجار السنوي كذخيرة لبناتي حين يكبرن فيجدن ما يكفيهن شر الحاجة. هل مازالت هناك حالة جفاء وفتور بينك وبين مجلس إدارة الأهلي؟ لايوجد جفاء أو غضب.. ولكن الحكاية ببساطة أن مسئولي الأهلي الكبار يرفضون وجود هشام صالح سليم في الأهلي لأنني ابن وامتداد وحامل لقب المايسترو. ما سر هذا الموقف ضدك؟ هل يصدق أحد أن ابن صالح سليم ليس عضوا بالأهلي وأنهم يماطلون في قبول عضويتي منذ أن كانت 20 ألف جنيه وطلب والدي منهم عمل عضوية لي.. والآن أصبحت العضوية ب 150 ألف جنيه.. ولا أحد منهم جلس معي بل كلها وعود في الهواء وتصريحات في الهواء وتصرفاتهم تؤكد رفضهم لقبول عضويتي. إيه حكاية تمثال المايسترو ورفضك له؟ حين طلبوا وعرضوا أن يصنعوا تمثال صالح سليم ويضعونه في الميدان المواجه للنادي.. رحبنا وفرحنا.. ولكن فوجئنا أن التمثال يظهر صالح سليم »أليط وآخر تناكة« يعني متعال ومتكبر وهذه ليست الحقيقة فوالدي لديه شموخ ولكن بدون كبرياء.. ووضعوا التمثال في حديقة بالنادي وليس الميدان. آخر أخبار مسلسل السيرة الذاتية للمايسترو؟ أكثر من منتج ومخرج عرضوا أن يتم عمل مسلسل يروي قصة حياة صالح سليم. وكنت سعيدا بذلك الأمر.. ولكن والدتي لفتت نظرنا إلي أن صالح سليم كان له »طلة وهالة تميزه.. ومن الصعب أن تجد من ينجح في توصيل ذلك إلي الناس حتي لو كان ابنه هشام لذلك رفضنا أن يتم عمل هذا المسلسل. هل تشعر أنك مظلوم ولم تحصل علي حقك الفني؟ أنا ضد البكاء علي اللبن المسكوب.. ولكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أنني لم أحصل علي حقي كفنان منذ سنوات.. ولكن حب واحترام الناس لي يكفيني. تجربة الزواج الثاني.. وعلاقتك ببناتك كيف تراها؟ زوجتي الأولي كانت دائما توفر لي دعما كاملا اجتماعيا ولم تمثل لي عبئا بمطالب أو تكاليف معيشية وبعد الطلاق أسعي أن تكون علاقتنا جيدة من أجل بناتي اللائي اعتبرهن أهم مافي حياتي.. وأحمد الله أن الله أرسل لي هدية غالية هي زوجتي الثانية الحالية التي ارتبطت بحب مع بناتي »نورا 17 سنة، زين الشرف 12 سنة، قسمت11 سنة«. ماهي علاقتك ببناتك؟ وهل هي قائمة علي الحزم أم الصداقة؟ نشأت علي الحزم والانضباط.. ولكني أتعامل مع بناتي علي أساس الصداقة مع وجود الاحترام والقسوة أحيانا ولكنهن دائما يعانين من مسألة الخروج معي إلي الأماكن العامة حيث يحرصن علي الانفراد بي.. ولكن المعجبين يقطعون عليهن تواصلهن معي.. وأنا سعيد بلقب أبو البنات.. ولو كان لدي صبي كنت سأعاني كثيرا بسبب التغييرات في المجتمع.