كعادتها تفاجئنا القنوات الفضائية بكل ماهو جديد وغير متوقع عرضه في شهر رمضان علي مستوي الدراما الاجتماعية والسياسية والدينية والكوميدية وكم سعدت كثيرا خلال الحملة الإعلامية بقناة الحياة الخاصة بالمسلسل الكارتوني »قصص الحيوان في القرآن« وسط زحام المسلسلات الكثيرة والبرامج الأخري.. وأسجل هنا أنه عندما يقوم كاتب وسيناريست بحجم الكاتب الكبير أحمد بهجت بمعالجة قضية دينية هامة فلابد أن يكون العمل ناجحا بكل المقاييس خاصة أن النجم الكبير يحيي الفخراني يجسد دور الراوي وكذلك هي المرة الأولي في مصر والعالم العربي التي يتم فيها تحويل أحد الأعمال الأدبية الخالدة إلي عالم الكارتون.. ولا أخفي تفاؤل الجميع من مشاركة نخبة من الفنانين في العمل أمثال شريف منير وسوسن بدر ومحمد رياض وداليا البحيري وأحمد عزمي وماجد الكدواني ومروة عبدالمنعم ولكن خاب ظني فيما سمعته عن تنفيذ العمل بتقنية الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد مع خلفيات ثلاثية الأبعاد.. وذلك عندما قارنت بينه وبين التقنية المستخدمة في المسلسل الكرتوني »وش سلندر« الذي استخدم صانعوه تقنية Animation« وهي التقنية المستخدمة منذ عدة أعوام وحتي الآن في أوروبا وأمريكا ودول الخليج فلم أجد أي صورة مبتكرة تجذب الأطفال والكبار علي متابعة حلقات المسلسل الكارتوني حيث استخدم مخرجه د.مصطفي الفرماوي أسلوبا تقليديا بعيدا عما شاهدناه من قبل في حلقات المفتش كرومبو وقصص الأنبياء الذي استخدم مخرجه تحريك »الصلصال« في شخوص العمل وحققت الغرض التعبيري المطلوب للمشاهد وهذا كان منذ عدة سنوات ولايزال يعرض حتي الآن بنجاح علي بعض القنوات الفضائية.. ومن هنا أعتقد أن التعلل بمسألة ارتفاع قيمة التكاليف مع قلة الإمكانيات لن يكون مبررا منطقيا لأن مسلسلا بهذا الحجم ويجمع كل هؤلاء النجوم سوف تقدم الشركة المنتجة له »المتحدين للإنتاج الإعلامي« التكلفة العالية لإنتاجه.. واللافت للنظر أخيرا أن تقنية التحريك أو Animation لم تعد بالتكلفة العالية الآن خاصة أن التليفزيون المصري سبق أن قدم من إنتاجه أعمالا كثيرة بهذه التقنية مثل بسنت ودياسطي والقبطان عزوز وعصام والمصباح ويوميات المفتش كرومبو وحاليا وش سلندر ومات مان .. وأخيرا هناك رجاء حار لكل أصحاب هذه الأعمال في أي قناة فضائية أقول من خلاله »كفاكم استخفافا بعقول المشاهدين كبارا وصغارا«.