حوالى 2500 متظاهر تواجدوا أمام مسجد النور مواجهة عنيفة حدثت بين المتظاهرين الذين شاركوا في المسيرة من ميدان التحرير لم تكن مع الأمن المركزي ولا مع الشرطة ولا مع الجيش، بل كانت مع أشخاص عاديين في منطقة العباسية. المسيرة التي كانت في بدايتها سلمية تحولت إلي مشهد مخالف تماماً، بعد سقوط عدد كبير من المصابين تجاوز ال005 ووقوع خسائر مادية في البيوت والمحال والسيارات في منطقة العباسية. هذه الأحداث بغض النظر عن تفاصيلها وأحداثها ومن بدأها أثبتت أن هناك فجوة ما موجودة الآن بين المعتصمين في ميدان التحرير، ومطالب المواطن العادي البسيط غير المسيس الذي لايريد شيئا سوي الأمن والاستقرار. المسيرة تمت الدعوة لها من العديد من القوي السياسية منذ فترة، وانطلقت من ميدان التحرير في تمام الساعة الرابعة ونصف من ظهر السبت، والواقع أن المسيرة في بدايتها كانت ضخمة حيث كانت تتراوح الأعداد التي انضمت للمسيرة من الشوارع التي مرت عليها حوالي 51 ألف شخص، وكان الأمر يبدو أن الأمور تسير في اتجاه مسيرة ضخمة ومظاهرة كبيرة أمام وزارة الدفاع في مدينة نصر. لكن الحقيقة أن المقدمات لاتوحي دائماً بالنتائج، فعندما وصلت المسيرة إلي مسجد النور بالعباسية كان العدد هناك لايزيد عن 0052 متظاهر، ويبدو أن ال 81 ألفا الآخرين انضموا للمسيرة كحب للاستطلاع أو كنوع من التعاطف غير القوي مع المتظاهرين. بالإضافة إلي ذلك كان هناك عدد كبير من المواطنين في رمسيس وغمرة علي الأرصفة لكنهم لم ينضموا إلي المسيرة. الأمور في بدايتها كانت هادئة، المتظاهرون يهتفون هتافاتهم والجيش يغلق الطريق أمامهم. وكان الملاحظ أن المنطقة التي وقف فيها المتظاهرون، منطقة ضيقة جداً فعمارات السكان كانت علي يمين المتظاهرين ومسجد النور علي يسارهم والشارع عرضه لايزيد عن 51 أو 02 متراً ولايوجد سوي شارع جانبي واحد، فجأة بدأت بعض الاحتكاكات بين المتظاهرين والناس في الشارع الجانبي المقارب لكوردون الجيش، في البداية كانت احتكاكات ومناوشات بعدها بدأ إلقاء الطوب، طوب من الحجم الكبير جداً، وساهم ضيق الشارع في ارتفاع عدد المصابين. وشيئاً فشيئاً توترت الأجواء والأوضاع، ووجد الجيش نفسه وسط إلقاء طوب كثيف بالقرب من جنوده، فأطلق عدة أعيرة نارية في الهواء لإبعاد الناس. وظلت الاشتباكات في تصاعد مستمر وظهرت بعد ذلك زجاجات المولوتوف وتم تكسير بعض السيارات في الشوارع المجاورة. ويقول محمد حازم أحد المشاركين الذين رحلوا من المكان مبكراً "لاحظت أن المكان غير مناسب للتظاهر، الأهالي لم يبدوا تعاطفاً مع المتظاهرين وكان رمي الطوب من جهات عديدة وعندما نظرت خلفي وجدت بعض الطوب بدأ إلقاؤه من الجهة الخلفية، فاستشعرت أن الأمور تسير في اتجاه تصعيدي وفضلت الانسحاب وبالفعل بعد ما انسحبت أغلق الشارع من الجهة الخلفية وأصبح المتظاهرون محاصرين من كل جانب. وقد تباينت آراء الناشطين والمدونين علي شبكة الإنترنت علي ماحدث في العباسية، ووصف بعضهم ماوقع بأنه موقعة جمل جديدة، وأن من هاجموهم في العباسية مجموعة من البلطجية المأجورين من أشخاص يريدون إجهاض الثورة ووأدها. وبعض الأصوات الأخري قالت إن المسيرة لم يخطط لها بالشكل المطلوب، وقالت جيهان إبراهيم الناشطة علي موقع تويتر إن المتظاهرين لم يشتبكوا مع عساكر شرطة وجيش ولكنهم اشتبكوا مع أشخاص مشحونين بشكل كبير ضد المتظاهرين ويجب دراسة هذا الأمر ومواجهته" وقالت المدونة الشهيرة زينوبيا إن المتظاهرين إذا اعتقدوا أن الشعب يكره الجيش كما يكره الشرطة، فإن حساباتهم خاطئة ولابد لهم من إعادة التفكير. محمد شوقي أحد سكان العباسية قدم روايته للأحداث التي شهدتها منطقته اليوم وقال : إن التحضيرات لمواجهة المتظاهرين بدأت من مساء الجمعة بعد المسيرة الليلية المفاجئة التي نظمها معتصمو التحرير، وقال إنه شاهد بعض البلطجية لكن معظم المشاركين في التحضيرات كانوا من سكان العباسية الذين استاءوا من وجود المظاهرات في منطقتهم وغلقها، وكانوا خائفين من تطور الأحداث. وقال إن إمام جامع النور حاول تهدئة الناس، ونادي بإيقاف الضرب المتبادل لكن دون جدوي، وبعد عدة ساعات فتح المسجد باب السور الأمامي للمتظاهرين كمفر آمن لهم بعد إغلاق كل الطرق أمامهم. ورغم دعاوي لتكرار المسيرة باتجاه وزارة الدفاع إلا أن بعض الأصوات طالبت بتأجيلها خاصة في ظل المسافة الهائلة بين مطالب الثوار في التحرير والتي تشطح في أحيان كثيرة لمطالب غير واقعية، ومطالب المواطن العادي الذي يؤيد الثورة ولكنه في نفس الوقت يطلب الاستقرار وعودة حياته الطبيعية، ولايريد للبلاد أن تسير في اتجاه مجهول وغير مضمون. إيهاب علي