الغواصة الألمانية »دولفين» إضافة تكنولوجية هائلة لقدرات قواتنا البحرية ودعم لأسطولنا البحري وزيادة سيطرته البحرية وحماية الأمن القومي المصري، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات بما يمكنها من حماية أمن وسلامة السواحل والمياه الإقليمية والاقتصادية والأمن القومي المصري، وتعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية. وقد تم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة علي الغواصة الجديدة في توقيت قياسي وفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق في العمل والتدريب ليكونوا جديرين بالثقة التي أولاها الشعب المصري لهم، وتنفيذ كافة المهام التي تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار. دشن الفريق أسامة منير ربيع قائد القوات البحرية السابق الغواصة الثانية طراز »1400/209» وذلك ضمن عدة غواصات مخطط انضمامها للخدمة بالقوات البحرية، طبقاً لبرنامج زمني محدد، وبما يعكس عمق علاقات التعاون التي تربط البحريتين المصرية والألمانية، وجهود القيادة السياسية، ودعمهما الجاد والقوي لدفع العلاقات بين البلدين الصديقين في العديد من المجالات والذي توج بتسلم مصر أول غواصة ألمانية. أضاف ربيع، أن القوات المسلحة حريصة علي تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث الأسطول البحري، لتعزيز الأمن والاستقرار في مناطق عمل القوات البحرية، ودعم قدرتها علي مواجهة التحديات والمخاطر الحالية في المنطقة، مشيراً إلي أن مصر كان لها السبق فيما يقرب من 60 عاماً في دخول الغواصات ضمن منظومة القوات البحرية المصرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن الغواصة الجديدة ستكون الأكثر تطوراً في السلاح البحري المصري، لتعزيز قدرته علي تحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية في البحرين الأحمر والمتوسط، وقوة ردع لتحقيق السلام وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة، ودعم أمن قناة السويس كشريان هام للتجارة البحرية الدولية في ظل التهديدات والتحديات التي تشهدها المنطقة. وقالت مصادر عسكرية، إن استلام مصر أول غواصة ألمانية حديثة من طراز دولفين 1400/209 يأتي في إطار العلاقات الطيبة التي تربط الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة بالتعاون في كل المجالات ومنها العسكرية، وأن امتلاك مصر لهذه النوع من الغواصات يأتي في إطار حرص القيادة السياسية علي إحداث نقلة نوعية لقواتنا البحرية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة وإحداث نوع من التوازن العسكري، مشيرة إلي أن الغواصة تعتبر أحدث القطع البحرية التي تدخل الخدمة بالقوات البحرية وإضاقة قوية وسيكون لها دور كبير في تأمين السواحل علي البحرين الأبيض المتوسط والأحمر إلي جانب عمليات الملاحة في قناة السويس بالإضافة إلي امتلاكها قدرات قتالية كبيرة في تحقيق السيطرة البحرية خلال الفترة المقبلة. وأكدت المصادر، أن امتلاك القوات البحرية للغواصة وحاملتي الطائرات الميسترال »جمال عبد الناصر وأنور السادات»، يأتي لأننا نمتلك سواحل علي البحرين الأحمر والمتوسط من الممرات المائية »باب المندب» بجانب المجري الملاحي العالمي قناة السويس بالإضافة إلي الاكتشافات الجديدة للغاز التي سوف تحقق طفرة نوعية كبيرة بالاقتصاد المصري في المدي القصير مما يتطلب حماية هذه الحقول، أما البحر الأحمر فهو شريان لحركة الملاحة العالمية، ويمثل شرياناً حيوياً لمصر، وأي تهديد ولو بسيطاً يؤثر علي الأمن القومي فهو الممر لقناة السويس بعد ظهور محاولات من بعض الدول وصولها لباب المندب وفرض سيطرتها وأي تحكم فيه لذا وجب أن تكون لمصر الذراع الطولي من خلال تواجد هذه الغواصة وحاملتي الطائرات. وقالت إن الغواصة تمتلك القدرة في توفير الحماية والسيطرة لما تتميز به من إمكانيات وقدرات عالية بهدف الردع لكل من تسول له نفسه القيام بأي أعمال تخريبية في المنشآت الحيوية للبلاد، وشددت المصادر علي أن منطقة الشرق الأوسط بعد أن أصبحت مليئة بالجماعات الإرهابية التي تمتلك قدرات تسليح عالية مستغلة التنقل بين الدول لتحقيق أهدافها العدائية ودعمها اللوجيستي الذي يتم من خلال البحر فهذا يتطلب للسيطرة علي سواحلنا بتواجد الغواصة لما تمتلكه من غرفة عمليات ورادارات قادرة علي مسح المنطقة بكاملها، وقيامها بعمليات عسكرية استباقية لمنع أي تهديدات والقضاء عليها. وقال اللواء محمد عبد الله الشهاوي المستشار بكلية القادة والأركان، إن قيام مصر مؤخراً بالتعاقد علي شراء 4 غواصات حديثة الطراز »1400/ 209» مع ألمانيا واستلام الأول منها يعد نقلة نوعية للقوات البحرية وذلك في إطار الانفتاح لمصر في العالم الخارجي واتباع سياسة مصادر تنويع السلاح لرفع كفاءة القوات المسلحة بصفة عامة والقوات البحرية بصفة خاصة، مشيراً إلي أن التعاقد علي الغواصات هو استكمال لما تم البدء فيه من عمليات التحديث والتطوير من الحصول علي الميسترال، وطائرات الرافال الفرنسية، وتعتبر من الغواصات الهجومية التي تتبع أحدث منظومات عالية في القوات البحرية والتي تقوم بإطلاق طوربيدات وصواريخ ضد عدائيات العدو الهجومية. أضاف الشهاوي، أن الغواصة تمتلك منظومات القيادة والسيطرة والملاحة كما أنها تعتبر نقلة نوعية للقوات البحرية التي تحتل قواتنا المركز السادس عالمياً وهي تمثل 5 مرات من البحرية الاسرائيلية، وأوضح أن الغواصة ستساهم بدور كبير في حماية المصالح الاقتصادية والمائية المصرية علي مدي 111 ألف ميل بري، وتعتبر سلاحاً هجومياً للردع ضد أي عدائيات لأي عدو تسول له نفسه المساس بأمننا القومي المائي من المجري الملاحي لقناة السويس ومضيق باب المندب وحقول البترول علي ساحل البحر الأبيض المتوسط. وشدد أن الدول الاوربية تقوم بمنح مصر كل هذه الأسلحة الحديثة للقوات البحرية »ميسترال وآخرها الغواصة لتأمين قناة السويس من خلال حرية الملاحة بعبور السفن التي تمثل القناة 22% من حاويات العالم بالإضافة إلي مرور حاملات النفط والبترول من الدول الخليجية بها. وقال اللواء علي حفظي الخبير العسكري، إن سلاح الغواصات يعد من أهم الأسلحة داخل الجيوش العالمية لحماية الأهداف البرية والبحرية، موضحاً أنه تم حصار مضيق باب المندب بالغواصات واللنشات أثناء حرب أكتوبر التي منعت دخول كل وسائل الإمداد من النفط والبترول لإسرائيل وعندما رفضت بعض السفن توقفها قامت بعض الغواصات بتدميرها عن طريق طوربيد خلال ثوان معدودة، قائلاً إن الغواصة الألمانية هي نقلة نوعية ولرفع كفاءة قواتنا البحرية ولتأمين الأهداف السواحلية المصرية وهي بمثابة خطط تأمينة وهجومية لصد أي عدائيات للعدو. ويري اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن أهمية الغواصات يرجع إلي استخدامها للإبحار المتخفي تحت سطح البحر، وهذه القدرات والإمكانيات لا تتوافر لأي نوعية أخري إلا في الغواصات كما باستطاعتها الوصول إلي المواقع المناسبة لمهاجمة العدو دون أن تكتشف، وهذه الغواصات تجعل الدول التي تمتلك هذا النوع من أقوي الدول لحماية سواحلها البحرية وحفاظاً علي أمنها القومي، مشيرا إلي أن الغواصة الألمانية سوف تشارك في المناورات البحرية التي سوف تقوم البحرية المصرية بإجرائها مع الدول الصديقة والشقيقة لتبادل الخبرات واكتساب المعلومات والتكنولوجيا الحديثة. وعن مميزاتها، قال الغباري إنها تعمل بالديزل وطولها يتراوح بين 56 و62 متراً ووزنها بين 1200 و1810 أطنان، كما أنها تستطيع الغوص إلي عمق 500 متر تحت المياه، وتسير حوالي 12 ألف كم متواصلة. وعن تسليحها أوضح أن بها 8 أنابيب طوربيد ومخزن يسع 14 طوربيداً، كما أن لديها قدرة علي إطلاق صواريخ »الهاربون» البحرية المضادة للسفن وزرع الألغام البحرية، ونظامها معقد وتستطيع الغواصة خلط الماء بالهيدروجين مما يسهل إنتاج وقودها بنفسها ويجعلها تعمل بعدد ساعات أكبر وتسير مسافة أطول تحت المياه وتحديد مستوي تسليحها ونوعية »السونارات والرادارات» طبقا لاحتياجات كل دولة تستخدمها. من جانبه قال اللواء نبيل عبد الوهاب أحد أبطال البحرية في معركة تدمير إيلات، إن هذه الغواصات تأتي في إطار اهتمام الدولة بتسليح قواتنا المسلحة لتكون سلاح ردع لحماية الأمن القومي المصري، وأوضح أن إسرائيل كانت متفوقة في الأسطول البحري من الغواصات ذات الطراز الذي حصلنا عليه من ألمانيا وهذه الغواصات المصرية الألمانية أعادت التوازن بالمنطقة.