في قلب النيل الخالد يقع واحد من أجمل وأعرق 10 فنادق علي مستوي العالم، وأحد أهم معالم أسوان، "كتراكت"، هذا الفندق الذي دارت بين جدرانه أحداث مسلسل "جراند أوتيل"، الذي عُرِض في رمضان. يُعد مقصدًا تاريخيًا لذاته لتفرُّده بالموقع والتراث والمعمار، وبعد عملية التجديد عاد ليروِّج لمصر بصفة عامة ولمدينة أسوان بصفة خاصة، بالإضافة إلي ما تمت إضافته إلي الفندق من إمكانيات حديثة وتقنيات تعطيه خدمات الحداثة مع الاحتفاظ بعبق التاريخ فيه وهو التحدي الأهم لأعمال تطوير الفندق. بدأت فكرة بناء الفندق في أواخر القرن ال19 مع امتداد السكة الحديد لجنوب مصر، حيث زادت أعداد السياح لزيارة مدينة أسوان والتمتع بآثارها وجوها الشتوي المشمس، ومع زيادة الأعداد بدأ التفكير في بناء فنادق علي ضفاف النيل في أسوان وبالفعل بدأ بناؤه في عام 1899. تم بناء الفندق علي الطراز الفيكتوري، حيث كان الطابع الإنجليزي غالبًا علي الطراز المعماري لهذه الفترة الزمنية، التي احتل فيها الإنجليز مصر، وصُمِّم الفندق علي كتلة صخرية مما يتيح لنزلائه التمتع بمظهر النيل المتجه للشمال. حضر الخديو عباس حلمي، حفل افتتاح المطعم الرئيسي في 10 ديسمبر عام 1902، كما حضر ديوك كونوت الابن الثالث للملكة فيكتوريا، واللورد وليدي كرومر، والسير ونستون تشرشل، وعدد كبير من رجال الدولة والوزراء. "أغاخان الثالث" الزعيم الهندي، كان أشهر نزلاء الفندق، وكان مداوماً علي زيارة الفندق كل عام للعلاج من مرض الروماتيزم، وكانت أولي زياراته للفندق عام 1937 حيث قضي شهر العسل في الجناح الجنوبي في الدور الثاني، وكان قد طلب أن يُدفن في أسوان، وفي 1957 تم بناء قبره بجانب الفندق، وقد استغرق بناؤه نحو عامين ويستطيع الضيوف أن يروه من شرفة الفندق، ومن روّاد الفندق أيضًا الأميرة ديانا والملك محمد الخامس ملك المغرب، وقيصر روسيا "نيكولاي الثاني"، وعالم الآثار الإنجليزي "هاورد كارتر" مكتشف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون. يتمتع المطعم الرئيسي بالطابع الأندلسي فهو ذو قبة ترتفع عن الأرض بنحو 57 قدمًا، أما الأعمدة فمستوحاة من مدفن السلطان قلاوون بالقاهرة، والزخارف مستوحاة من جامع ابن طولون في القاهرة أيضًا، وهو مصمَّم ليستوعب 200 ضيف، كما يضم مكانًا غير مرئي مخصص للأوركسترا، ويحوي الفندق مطاعم تشمل أنواعا من الطعام المختلفة بدءًا من المطبخ الفرنسي مرورا بالعثماني والشامي وصولا للمصري، وذلك فضلًا عن المطعم الرئيسي للفندق، الذي يعود تاريخه لعام 1902. جرت أعمال تطوير وتجديد للفندق في عام 2008 واستمرت لمدة 3 سنوات، لإعادة الفندق كواجهة لمدينة أسوان، حيث تمت عملية تطوير وتجديد شاملة من أجل إعادة الفندق إلي مكانته التي كان عليها من قبل، وتعتبر أكبر وأهم عملية تطوير وتجديد حدثت للفندق العريق علي مدار تاريخه، لإنقاذه من الانهيار، وظهوره بإطلالة جديدة تليق بفندق أسطوري. يشمل الفندق قصر كتراكت الأصلي وجناح النيل، حيث يحتوي القصر علي 76 غرفة وجناحًا، أكبرها جناحا "أجاثا كريستي"، وسير ونستون تشرشل، بالإضافة إلي أن جميع الغرف والأجنحة بالقصر، التي يبلغ عددها 45 جناحًا، مصمّمة علي الطراز الفيكتوري، وتمتاز بمساحتها الكبيرة، بخلاف بهو القصر المستوحي من المعمار البيزنطي، أما جناح النيل فهو مقسم إلي 9 طوابق وتشمل 62 غرفة وجناحًا أشهرها وأكبرها جناح "أغاخان"، وتتمتع جميع الغرف بالإطلالة الساحرة علي النيل وضريح "أغاخان" والقصر.