قرر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إحالة 091 شخصا تم القبض عليهم في أحداث إمبابة إلي النيابة العسكرية العليا لتوقيع العقوبات الرادعة لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا البلد. وقال المجلس إنه قرر الدفع بلجنة لتقدير التلفيات التي حدثت نتيجة الأحداث وإعادة كافة دور العبادة إلي ما كانت عليه قبل الأحداث..مشيرا إلي أن المجلس سيتصدي بكل حزم وقوة لكافة محاولات المساس بدور العبادة وتوقيع أقصي عقوبة علي كل من يثبت عليه اشتراكه في هذه الجريمة. وحذر المجلس العسكري من المخاطر الشديدة التي تحيط بمصر خلال هذه الفترة ، والتي حذر منها خلال الأيام القليلة الماضية .. وناشد المجلس كل طوائف الشعب المصري الأصيلة وشباب الثورة والقوي الوطنية وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي أن يكونوا كالبنيان المرصوص في التصدي لمحاولات تمزيق نسيج الأمة والتي تسعي إليها قوي الظلام. مؤكداً أنه لاعودة للماضي ولاهدف إلا الاستقرار والأمن وتحقيق أهداف الثورة مهما تكلف ذلك من تضحيات. من ناحية أخري قررت مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان وشبكة »مراقبون بلاحدود« وشبكة المدافعين عن حقوق الإنسان تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أحداث إمبابة وتقديم المساعدة الطبية للمصابين وكذلك الاستماع إلي شهود العيان والمصابين وأسر الضحايا في المستشفيات والمنطقة المحيطة بكنيسة "مار مينا" بامبابة بالجيزة . من ناحيته قرر الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء تأجيل جولته الخليجية التي كان مقررا أن تبدأ الأحد لكل من البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لمتابعة الموقف الداخلي وأحداث إمبابة.. كما دعا إلي اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لمناقشة تداعيات تلك الأحداث المؤسفة. كانت أحداث إمبابة الطائفية قد اشتعلت عقب سريان إشاعة باحتجاز فتاة مسيحية أعلنت إسلامها داخل كنيسة ماري مينا، ما أسفر عن تجمع مجموعات ضخمة من أنصار التيارات السلفية وإحاطتها للكنيسة قبل أن تتكهرب الأجواء وتبدأ عمليات التراشق وتبادل لإطلاق النار بين مسلمين وأقباط، قبل أن تنتقل الأحداث لشارع الوحدة، حيث قام عدد من البلطجية بإشعال النيران في كنيسة العذراء هناك. الأحداث أسفرت عن مقتل 12 فردا حتي مثول المجلة للطبع ونحو 232 مصابا تم توزيعهم علي 6مستشفيات، مشيرا إلي وجود أكثر من حالة خطرة... ولولا تدخل رجال الجيش والشرطة والجهود المضنية التي بذلوها لتحولت المنطقة لساحة حرب أهلية، كما ضرب شباب وأهالي المنطقة مسلمين وأقباطاً مثالاً رائعاً في محاولة تهدئة الأجواء والفصل بين المجموعات المتشابكة من الجانبين. هذا وقد تم عزل منطقتي الكنيستين تماماً لفرض الأمن والهدوء عليهما. يأتي هذا فيما يرأس محافظ الجيزة الدكتور علي عبد الرحمن غرفة عمليات لمتابعة تداعيات الحادثة، معلناً إن المحافظة ستتحمل تكلفة إصلاح أي تلفيات حدثت في الكنائس أو المباني والمنشآت، كما قرر صرف خمسة آلاف جنيه للمتوفي وألفي جنيه للمصاب. يشار إلي أن منطقة إمبابة كانت محور الأحداث إبان موجة العنف الإرهابي المسلح في تسعينيات القرن الماضي، ويكفي أن الإرهابي الشهير جابر الطبال أعلن فيها جمهورية إمبابة الإسلامية، ناهيك عن أن هذا الحي الشعبي قد شهد موجات متكررة لحرق محلات الفيديو والكاسيت آنذاك. يذكر أن اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية قد أصدر أوامره بتشديد الحراسات علي جميع الكنائس في مصر بعد هذه الأحداث المؤسفة .