عندما يحتدم الصراع بين نظام ما وشعب.. رويدا رويدا تتفكك قبضة أي نظام ديكتاتوري ويدب الوهن والضعف ليبدأ في معالجته للأمر بالإفراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين .. ثم إعلامه باهت الأداء المليء بالمغالطات والأكاذيب والاتهامات الجاهزة بالعمالة وتنفيذ أجندات أجنبية.. ومع احتدام الصراع يبقي السؤال. كيف يستمد أي نظام كيانه من خلال قنوات شرعية معطاة من الشعب بالإقناع أو بالمناورة ثم لا يستجيب إذا ما طلب منه الشعب مغادرة موقعه لعدم الكفاءة؟.. لماذا يتم الاستخفاف بأصوات المعارضين وإن كان تعدادهم يزداد ليشمل تعداد الشعب بأكمله؟.. ولماذا يعتبر أي نظام أن القمع بالرصاص الحي وقنابل الدخان المسيلة للدموع والاعتقال هي الوسائل المعترف بها لمواجهة المُنادين بسقوط الفساد والمناداة بالحرية؟.. ولماذا تبدي هذه الأنظمة مقاومة شرسة لهذه النداءات رغم أنها حصدت شرعيتها لدي شعوبها لتنفيذ هذه المطالبات؟ لأن لجوء الشعوب مؤخرا إلي المطالبة بإسقاط النظام يعني ببساطة أن الأمر تجاوز كثيراً سقف مطالبته بالإصلاحات من نظام دب الفساد والإفساد في أوصاله.. حتي فقد السمع والبصر والفؤاد والعقل مما يثير الضيق عند سماع ما لا يحب سماعه بعدما أغرقه المنافقون بما يشتهي سماعه من روعة الأداء وبلوغ الرسالة حدّ الكمال.