نحن نختلف جملة وتفصيلا عن المجتمعات الغربية.. فمثلا إذا اختلفنا لا سمح الله مع مسئول.. لا نلقيه بالبيض.. فلسنا من ملاك البيض ولا مستأجريه.. خصوصا بعد أن ارتفعت أسعاره بالتبعية مع ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والأسماك.. والعجب العجاب في لغتنا أن يقال لمن انتابته حالة حراك مفاجئة فصار يتحرك بسرعة شديدة في اتجاهات متضادة شاغلا رأسه بموضوع معين.. أن (عليه بيضة).. وأن من يفرط في الثقة بأحد بأن يعطيه حرية التصرف في أمر هام بأنه أعطاه شيكا علي (بياض).. ومن المهن التي انقرضت بمرور الوقت واختلاف الأزمنة مهمة (مبيض النحاس).. و(البياض) أيضا يدخل في غسيل الأموال القذرة والعياذ بالله.. أو فعل من فاسد ينفق كثيرا في أعمال الخير ظاهريا ليغطي بالبخور رائحة فساده أو ليحصل علي الحصانة البرلمانية من مجلس الشعب.. وتدخل أيضا في حالة الابن المتفوق للرجل الكادح الذي ينظر إليه تكاد الدموع تفر من عينيه فيقول فرحا يابني (إنت بيضت وشّي).. ومن عجائب الأقوال في حق أي مشروع يتم تنفيذه دون دراسة كافية لجدواه فيصفه معارضوه من الخبراء بأنه (سلق بيض).. والأطباء ينصحون مواطنيهم في أمريكا بتقليل بيضة أو بيضتين علي الأقل من وجباتهم اليومية من أجل حياة أحسن.. لتسأل نفسك عن كمية البيض التي يلتهمها المواطن الأمريكي.. وهل نحن محقون إذا قلنا إنهم عالم (بيض) دون أن نتهم بالسب أو القذف.. لإحساسنا بأنهم لا يحسمون أمرا في حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط.. وهل يحق لنا أن نقول إن حكومتنا الرشيدة الواعية لاتريد معاونتنا لمقاومة استنزاف ماتبقي في جيوبنا من عملات معدنية هزيلة نحارب بها جشع التجار.. رغم يقيننا بأنها في سبيل الحصول علي الضرائب المستحقة.. تلعب (بالبيضة) والحجر!