أنت تدفع شهريا أو كل 3شهور مبلغا ضخما من المال لمشاهدة قناة تليفزيونية متخصصة لا تعرض إلا الأفلام. ولا تستطيع الاستغناء عن هذه القناة فأنت تفضل مشاهدة الأفلام القديمة والحديثة علي رؤية القنوات التي تذيع الأخبار والبرامج الحوارية والإخبارية والبرامج العادية التي تقدمها بطريقة أو بأخري القنوات المحلية والفضائية. ومهما زاد اشتراك القناة فأنت لا تستطيع الاستغناء عنها لأنك تري أن الأفلام أكثر تسلية وترفيها من البرامج العادية خاصة إذا كنت تحب مشاهدة الأفلام القديمة لأبطال زمان. الآن أنت في طريقك للاستغناء عن هذه القناة السينمائية التي تجعلك تنقل السينما إلي حجرة الجلوس أو غرفة الضيوف في البيت. السؤال هو: كيف سيكون ذلك وقد أصبحت مشاهدة القناة السينمائية عادة لك وللأسرة. والحقيقة أنك لن تستغني عن هذه القناة التي يمكن لك مشاهدة برامجها وأفلامها القديمة علي السواء علي شاشة التليفون المحمول. إن التطور التكنولوجي والإليكتروني سيجعلك تشاهد الأفلام السينمائية التي كانت تقدمها القناة السينمائية وغيرها عن طريق الإنترنت التي ستعرض لك كل الأفلام. ومن الإنترنت ستنتقل الأفلام إلي شاشة التليفون المحمول، وبذلك توفر نفقات الاشتراك التي تدفعه للقناة السينمائية كل شهر أو كل 3شهور. في أمريكا ستخسر القنوات التليفزيونية السبع التي تذيع الأفلام السينمائية وحدها مبلغا ضخما وهو 140بليون دولار من الاشتراكات التي يدفعها الناس للقنوات وكذلك من حصيلة الإعلانات التي تذيعها القنوات أثناء عرض الأفلام أو تقطع عليك مشاهدة الأفلام لتري هذه الإعلانات. وستضطر هذه القنوات السبع في أمريكا إلي وقف إذاعة الأفلام السينمائية لأنها لن تجد مشتركين كما سيتوقف عرض الإعلانات خلال الأفلام السينمائية التي سيتوقف عرضها علي هذه القنوات. وفي أمريكا يدفع المشترك 184دولارا شهريا لمشاهدة هذه القناة أو القنوات السينمائية. وقد عقد في مدينة لاس فيجاس هذا الشهر مؤتمر دولي لعملاء العروض الإليكترونية. اتفق فيه علي تحويل الأفلام السينمائية إلي شاشة الإنترنت مما يعتبر أكبر ثورة في عالم التليفزيون تغير ما اعتاد الأمريكيون وغيرهم تقديمه علي شاشات التليفزيون للمشتركين فيما سمي »تليفزيون الكابل« أي تليفزيون المشتركين وحدهم. وفي أمريكا يقولون إن سبعة في المائة من البيوت سيكون فيها تليفزيون يتحول إلي شاشة الإنترنت لعرض الأفلام. أما سعر أو ثمن هذه العملية فسيكون منخفضا جدا لأن الأفلام ستعرض علي الإنترنت بسعر مخفض جدا لأن تكاليف العملية الإليكترونية ستكون قليلة للغاية. والسبب في هذا التحول الكبير أو العظيم يرجع إلي ضيق المشاهدين والمشتركين بما يدفعونه شهريا للقنوات السينمائية. وإذا كان التليفزيون الذي يطلب منك أن تدفع لتري فيلما أو برنامجا أو مباراة كرة يعتبر ثورة أو يدعوك لأن تدفع اشتراكا شهريا مقابل ذلك فإن إلغاء قنوات ادفع وشاهد يعتبر الثورة الجديدة الدائمة في عالم التليفزيون وقد تحققت بعد دخول الإنترنت حياتنا اليومية وكذلك المحمول. وبعد.. هل هذه الثورة الوحيدة القادمة في عالم التليفزيون. الخبراء يقولون: التليفزيون سيتغير تماما في الأعوام القادمة وبالذات ابتداء من عام 2014 عندما تلغي قنوات »ادفع وشاهد« ويحل محلها الإنترنت والمحمول تماما فإن عملية التحول هذه لا تحتاج إلا إلي 3سنوات علي الأكثر لإتمامها. وإذا كان هذا قد بدأ يتحقق في أمريكا فإنه سيتحقق في عالمنا العربي أيضا فقد دخلت القنوات التي تعمل بالاشتراك إلي عالمنا بعد أمريكا وستخرج منه بعد أمريكا أيضا فالتطور الإليكتروني يلاحق العالم ويسابقه كل يوم!