لم تعرف ندي عطية، 22 عامًا، طريق المستحيل، تخطت كل الحواجز وكسرت كل التابوهات الفكرية العربية، واستطاعت بموهبتها ومثابرتها تحقيق المراكز الأولي عالميًا في مجال القفز بالمظلات. لم يأت خوف والديها عليها من فراغ، فقليلون من يملكون قلوباً تسمح لهم بترك ابنتهم تقفز كل هذه المسافة دون قلق أو رهبة، لم تقف أسرتها حائلًا أمام تحقيق نفسها في المجال الذي تحبه وتحلم به منذ أن كانت بالمدرسة، وكان شرط والدها لها دراسة الهندسة أولًا كشرط أساسي لاحتراف ال"سكاي دايفينج" الذي أصبح جزءًا من حياتها. منذ طفولتها وتحلم ندي بممارسة ال"سكاي دايفينج" علي سبيل التسلية ليس أكثر، فقامت هي وزميلتها بالمدرسة بتكوين فريق ليكون أول ممثل لبلد عربي في هذا المجال، واحترفت ندي ال"سكاي دايفينج" من خلال خط جديد يميزها دون غيرها وهو ال"فري ستايل"، حيث تقوم من خلاله بممارسة حركات جُمباز أو باليه في الهواء، وشاركت ندي في 15 مسابقة عالمية لل"سكاي دايفينج". العديد من الصعوبات واجهت ندي خلال مشوارها القصير مع ال"سكاي دايفينج" كان أبرزها ارتداءها للحجاب، حيث كانت الوحيدة التي مارست اللعبة، خاصة الفري ستايل؛ مُرتدية الحجاب فكان هذا تحديًا كبيرًا لها نظرًا لأن ال"سكاي دايفينج" يتطلب ملابس محددة، فوضعت هدفًا أمام عينيها ولم تخجل من حجابها بل زادها الأمر عزيمة وإصرارًا علي تحقيق مراكز هامة في ال"سكاي دايفينج". الحلم الذي لا يزال يراود ندي هو أن يأخذ ال"سكاي دايفينج" مكانته الحقيقية بين البلدان العربية خاصة مصر، ذلك أن العديد من الراغبين في الاحتراف يلجأون للسفر خارج البلاد لتعلم ال"سكاي دايفينج" أولًا، مما يصعب الأمر علي كثيرين ممن يتمنون ممارسة القفز بالمظلات. لفتت ندي، إلي أنها كانت من أوائل الفتيات العربيات اللاتي مثلن الدول العربية في ذلك المجال، مُشيرةً إلي أن المجتمع العربي والثقافة الشرقية تحتاج الكثير من الجهد والوقت كي تتقبل ممارسة الفتيات لتلك اللعبة الهامة، والتي تُعزز الثقة بالنفس، وتعطي أملًا في الحياة.