أكد الدكتور شريف وديع مستشار وزير الصحة والسكان للرعايات المركزة والطوارئ، أن مشاكل توزيع أسرَّة الرعاية المركزة علي مستوي الجمهورية سببها الأساسي يعود إلي إغلاق نحو 40% منها، مشيرًا إلي أنه تم تخصيص 10 ملايين جنيه لتطوير هذه الأسرَّة وإعادة افتتاحها، لافتًا إلي أن هذه المشكلة عالمية وليست بمصر فقط. وقال شريف، إنه تمت إضافة 4676 سريراً للرعاية المركزة، وأكثر من 500 سرير للحروق، كما تم إنشاء 28 مركزًا للسموم ب10 ملايين جنيه بالمحافظات، وتم تخصيص رعايات حميات وأطفال وصدرية بالمحافظات.. وإلي نص الحوار.. ما أسباب مُشكلات أسرَّة الرعاية المركزة؟ - المشكلة قديمة وتكمن بالأساس في إغلاق جزء كبير من الأسرّة يصل ل40% بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية، والأسباب ترجع إلي نقص القوي البشرية والمشكلات التقنية، لكن عندما جاء الدكتور أحمد عماد، وزيرًا للصحة والسكان، طالب بحل هذه المشكلات، وتم انتداب أطباء من الجامعات لإكمال المنظومة وإصلاحها، وتم عقد لقاءات مع جميع الرعايات المركزة والمسئولين، والحقيقة أنه عندما نزلنا للواقع وجدنا أسرة رعاية مُغلقة وبدون صيانة وقوي بشرية مهدرة، وكانت لدينا مشكلة كبيرة في رعايات السموم والصدر والحميات والحروق والأطفال والغرغرينة الغازية، وكان علينا معالجة ذلك كله. كم يبلغ عدد أسرة الرعاية المركزة؟ - كان لدينا في 2015 نحو 10352 سرير رعاية علي مستوي الجمهورية، و3642 سريراً بمستشفيات وزارة الصحة، و3692 سريراً بالقطاع الخاص، و3000 سرير بالمستشفيات الجامعية، وتشرف عليها وزارة الصحة والسكان من خلال الرقابة، وهذا التوزيع يقترب من النسبة العالمية من حيث إنه يوجد سرير رعاية لكل 7 آلاف نسمة، وهو معدل مقبول عالميًا، ولكن المشكلة تكمن في التوزيع الجغرافي فمثلًا نحن لدينا سرير واحد لكل 30 ألف نسمة بمحافظة البحيرة في مقابل سرير لكل 3 آلاف نسمة بجنوبسيناء، وذلك بسبب طبيعة التعداد السكاني فقط. ما أفضل توزيع لأسرّة الرعاية بالمحافظات؟ - أفضل النسب بمحافظة جنوبسيناء نظرًا لقلة عدد السكان، ويليها مرسي مطروح ثم بورسعيد ثم دمياطوالإسماعيلية وأسوان والإسكندرية والقاهرة، أما الأسوأ بسبب كثرة عدد السكان وليس مستوي الخدمة فهي محافظاتالبحيرة والسويس والأقصر وقنا والفيوم علي الترتيب. هل توجد مناطق بالمحافظات تعاني نقصًا بأسرّة الرعاية المركزة؟ - أثناء المراجعة والحصر لأسرّة الرعاية المركزة وجدنا مناطق ببعض المحافظات تعاني من التهميش، ومنها مثًلا منطقة حلايب وشلاتين، والنوبة، والقنطرة شرق بالإسماعيلية، والأخيرة تحديدًا كان سببها الرئيسي أنه بعد الساعة 6 مساءً المعديات تتوقف ويبقي أكثر من 60 ألف مواطن محاصرين في القنطرة، ولمواجهة المشكلة افتتحنا 5 أسرّة رعاية مركزة بالقنطرة شرق تعمل الآن. كيف تم علاج نقص الأطباء والتمريض بالمنظومة؟ - بدأ وزير الصحة في تغيير منظومة التمريض من حيث التعليم والزي مؤخرًا، وتم عمل دورات تدريبية للأطباء داخليًا من خلال الوزارة بدل الذهاب للجامعة، وتم تنظيم 16 دورة تدريبية لأكثر من 200 طبيب فضلًا عن التمريض علي الحروق بالمحافظات تحت إشراف أطباء حروق من الوزارة والجامعات المصرية. ما خطة الوزارة لتحسين كفاءة منظومة الرعاية المركزة؟ - خطتنا تعتمد علي إعادة فتح أسرّة الرعاية المغلقة علي مستوي الجمهورية، وتدريب الأطباء والتمريض من خلال التعليم والتدريب الطبي المستمر لرفع الكفاءه للقائمين عليها، وعقد اجتماعات دورية ومستمرة لكل العاملين بالحقل الطبي من الرعايات والحضانات للوقوف علي ما هو جديد وللتعرف علي كل المشكلات التي تواجههم، والنزول إلي أرض الواقع للرعاية لتقييمها من وضع الأجهزة والأطباء والتمريض لتطبيق معايير مكافحة العدوي والجودة وتحسين الأسرة في مستشفيين بكل محافظة واحد عام والآخر خاص، ويتبعهما مستشفيان كل 6 أشهر، وتقسيم المحافظات إلي 7 أقاليم لمعرفة نقاط القوة والضعف والعمل علي علاجها، واستحداث الرعايات الحديثة مثل الحميات، والحروق، والأطفال، والسموم. ما حقيقة وجود أزمة بأسرّة رعاية الحروق؟ - كانت توجد لدينا مشكلة برعاية الحروق، بعد أن اكتشفنا أن الذي يعمل بها فعلًا 20 سريراً فقط وتم إغلاق 59 منها، وتم تشكيل لجنة ضمت أطباء من الوزارة بالتعاون مع أطباء من جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر، وتم افتتاح 15 سرير رعاية حروق منها 3 أسرَّة للحروق بمستشفي إمبابة العام، كما تم تفعيل 6 أسرة بمستشفي المنيرة العام، وفي مستشفي بلبيس بالشرقية تم افتتاح 8 أسرة رعاية للحروق، وفي شبرا العام افتتحنا 9 أسرة للحروق، و17 سريراً بمستشفي الإسماعيلية العام، وإعادة تجهيز واستقبال للمرضي ل10 أسرَّة، وجاري الآن تفعيل سريري عناية مركزة بمستشفي بورسعيد العام، وفي محافظة البحيرة تم افتتاح 3 مراكز للحروق فضلًا عن إنشاء وحدة رعاية مركزة بإيتاي البارود. الخط رقم «137» طوارئ الرعاية مصدر شكوي دائمة من المواطنين، هل سيتم تطويره؟ - وزارة الصحة قامت مؤخرًا بتوقيع بروتوكول مع وزارة الاتصالات من خلال «تابلت» يكون موجوداً بالوزارة ويتم ربطه بالرعايات بحيث تظهر كافة الأسرَّة بالمستشفيات من خلال وضع علامات إرشادية، ومنها أن اللون الأحمر معناه السرير مشغول، والأزرق فارغ، وسيتم تفعيل هذه الخدمة قريبًا وسيتم ربطها بخدمة النداء الصوتي 137 بما يسهم في تطويرها وتحديثها بالشكل الأمثل. هل يوجد تنسيق بين الصحة والإسعاف لتوفير أسرّة للمرضي؟ - تم عمل مسار للشكوي سيعلن عنه قريبًا من خلال قيام المبلغ بالاتصال برقم 6447 الخط الساخن بالمستشفي، وبعد 15 دقيقة، إذا لم تحل المشكلة، يقوم بالاتصال بغرفة الرعاية المركزة بالمديرية الصحية بالمحافظة، وبعد 30 دقيقة إذا لم يجد حلًا يقوم بالاتصال بمدير المديرية، ثم مساعد الوزير للرعاية الحرجة، ثم مكتب الوزير وسيتم حل المشكلة أيًا كانت بل وعمل تحقيق موسع لتحديد المقصر ومحاسبته، ونفس هذه الخطوات تنطبق في التعامل فور وقوع الحادث مع الاتصال بالإسعاف مرورًا برئيس الهيئة حتي مكتب الوزير المراقب للمنظومة. كيف يمكن تحسين كفاءة العمل بأقسام الرعاية المركزة؟ - تم تخصيص طبيب بكل محافظة ليكون مُديرًا للرعاية العاجلة، ومراجعة معايير الجودة ومكافحة العدوي بجميع الرعايات، ومراجعة كل الاحتياجات الخاصة بالرعايات المركزة، وتم علي الفور توفير كل المستلزمات، ودعم الأقسام بالمحافظات بالأطباء والتمريض من خلال الدفع ب5 أطباء، و20 من طاقم التمريض بمحافظات شمال سيناء، و3 أطباء بالإسماعيلية، و18 طبيباً بمستشفي العلمين. ما صحة أن المستشفيات تحجز الأسرة بالواسطة؟ - كل المستشفيات لابد أن يكون لديها 10% من نسبة الأسرَّة للمرضي بداخلها، لأنه لا يصح عندما يقوم مريض بعمل عملية صعبة ولا يجد سريرًا له بالرعاية، وهذه النسبة هي العالمية، والواسطة لن يكون لها مكان نهائيًا عقب تطبيق المنظومة الجديدة التي نسعي لتطبيقها، وسيتم وضع آليات لسرعة إيجاد سرير رعاية لأي مريض. الحضانات مشكلة تواجه الأطفال حديثي الولادة ما خطة الوزارة لمعالجتها؟ - الحضانات متوافرة ولكن يوجد سوء باستخدامها وتوجد خطة تم وضعها سيتم من خلالها القضاء علي قوائم الانتظار، وهذه الخدمة تستخدم للأطفال حديثي الولادة غير المبتسرين حيث يوجد 10% من المواليد يحتاجون لها، ومن هذه النسبة 10% يحتاجونها للتنفس الصناعي، ومن 7 ل8% في مصر والعالم أطفال حديثي الولادة لديهم أمراض خلقية، والمشكلة تكمن لدينا في بقاء الطفل بالحضانة لفترة طويلة مما يؤدي إلي نقصها. كم عدد أسرة الرعاية التي كانت مغلقة وتمت إضافتها للمستشفيات؟ - 4676 سريراً وزيادة أكثر من 500 سرير للحروق علي مستوي المحافظات منها 30 سريراً بالقاهرة، و17 بالبحيرة، و55 بالدقهلية، و22 بالإسكندرية، و11 بالغربية، و18بالمنيا، و16 بسوهاج، وتم استحداث الرعايات المتوسطة، وتم افتتاح 12سريراً بالقاهرة و60 سرير صدر وحميات وأكثر من 40 سريراً للأطفال. كم تبلغ تكلفة سرير الرعاية المركزة؟ - سرير الرعاية تبلغ تكلفته من 350 إلي 450 ألف جنيه من الصيانة والقوي البشرية المتدربة، ومستهلكات الأدوية، والاستهلاك اليومي، وتبلغ التكلفة لعدد الأسرّة التي تم فتحها 500 سرير بتكلفة 600 مليون جنيه يوميًا، وتبلغ 20 مليار جنيه سنويًا للتشغيل فقط بعيدًا عن ميزانية الرعاية المفتوحة. هل توجد ميزانية محددة لمنظومة الطوارئ؟ - لا توجد ميزانية وكل ما نحتاجه لإصلاح المنظومة يتم توفيره دون تردد من قبل وزير الصحة لأنه من أولويات الوزارة الاهتمام بمنظومة الطوارئ من الرعاية بأنواعها المختلفة. مراكز السموم قليلة فهل تم وضعها في بؤرة الاهتمام وخاصة بمحافظات الصعيد؟ - أسرَّة السموم كان وضعها كارثياً لوجود 3 مراكز بوزارة الصحة والسكان وثلاثة أخري بالمستشفيات الجامعية وفي حالة عدم علاج المصاب بالتسمم يفقد حياته بعد ساعتين فتم تخصيص أكثر من 10 ملايين جنيه بالميزانية لإنشاء 22 مركز سموم بكل محافظة لتصبح 28 مركزا علي مستوي الجمهورية. هل نعاني نقصًا في أطباء الرعاية المركزة؟ - هذا التخصص صعب للغاية ونادر ونحن حديثو العهد به وسفر الأطباء للخارج ونقص التمريض تسبب في تفاقم الأزمة وبدأ منذ عشر سنوات الماضية، ويوجد لدينا أعداد أطباء متكافئة لكن المشكلة في التوزيع. هل قانون التأمين الصحي الجديد سيساهم في حل مشكلات أسرّة الرعاية المركزة؟ - بالتأكيد وسيشعر المرضي بالأمان من خلال قيامنا بتجهيز كل المستشفيات التي تطبق بها المنظومة من خلال حمل المريض لكارت صحي يسمح له بالعلاج في كل المستشفيات الحكومية والخاصة مع تحمل الدولة تكاليف علاجه.