❊ هل تأثرت الروابط والأواصر الاجتماعية بفعل ماحدث بالمجتمع المصري منذ تطبيق سياسة الانفتاح وتسابق النساء قبل الرجال علي الهجرة المؤقتة أو الطويلة واللانهائية لمن يستطيع إلي دول الخليج ليعملوا فيها ولو علي حساب تخصصاتهم الدراسية أو المهنية وأن يخلفوا وراءهم عائلة قد تكون زوجة وأولاد صغارا أو أباً وأماً أعياهما الكبر والمرض يرحبان بغربة أولادهما علي أمل شراء الأرض وبناء البيت وعمل مشارع بقراهم وتطول الغيبة وترتفع الأسعار ويترك الواحد عائلته لسنوات لا يعلم مداها إلا الله من أجل توفير نفقات السفر والعودة وقضاء إجازة قد تضطرهم لصرف جزء من المدخرات كثرت أم قلت.. في الغالب يفقد المسافر أباه أو أمه أو أحد إخوته أو زوجته كلها أمور يسيرها الله بعلمه لأن الأمر لا يتوقف عن حد قضاء الحاجة أي من يريد شقة أو قطعة أرض وأكرمه الله بثمنهما واستطاع شراءهما ليعود لكن هيهات لا أحد يعود الكل يقول هل من مزيد وتنقطع الروابط بفعل التعود علي الغربة واعتياده علي نموذج حياة يختلف تماما عن حياتنا فالزوجة تعود منتقبة والرجل قد أطلق لحيته.. ويبدآن في الشرح فيما يخص الحلال والحرام ولامانع من دس عادات وتقاليد البلد الذي عاشوا به وسط الحلال والحرام ونفاجأ بأن من يسمع يقتنع ويردد .. ففي هذه المجتمعات لاتوجد الصداقة كما نعرفها ولا القرابة بالمعني الذي تربينا عليه فهي مجتمعات مغلقة ومنغلقة ليس فيها من يزور صديقه أو أقاربه يذهبون للعمل ويعودون كل منهم إلي بيته والمناسبات إما رجالية أو نسائية ونتيجة للتعايش يكون التأثر الذي يريد العائد التعامل به علي أساس أنه الحقيقة وأن حياتنا نحن نصفها حرام والنصف الآخر لايجوز وهالني ماسمعته عن عائد رفض الذهاب إلي فرح ابنة أخيه لأن الفرح مختلط وهذا حرام ولايجوز شرعا ومهما تحاول اقناعه لايقتنع ولا يهم إذا كان هذا الأخ له حقوق عليه أولها أن يكون بجانبه في كل المناسبات الخاصة.. أو من يرفض الذهاب لحضور عزاء أخته بعد انقضاء مراسم الدفن لأن دخول الأماكن التي يقرأ بها مُقرئ القرآن علي روح المتوفي حرام وباطل أما كيف يهون الأخ والأخت فهذا مالم أتمكن من فهمه أو تفسيره حتي الآن.. علينا فقط أن ننتبه أن السفر والغربة ثمنهما غالٍ ويكونان من أجل تحسين مستوي المعيشة أو لقضاء مستلزم ضروري يتعذر علي من يريده قضاؤه ببلده وليست لتغيير عاداتنا وسلوكياتنا وأعرافنا واستبدالها بكل غريب عنا وإقحام الدين في كل الأمور الحياتية والمجتمعية حتي لانفقد هويتنا وأهم مايميزنا بين الشعوب.