هذه القضية حديث محطات التليفزيون في أوروبا كلها رغم أنها خاصة بأربع مذيعات يعملن في التليفزيون الحكومي البريطاني وكل منهن تجاوزت الخامسة والأربعين من عمرها! المذيعات الأربعة يشتركن في تقديم برنامج اسمه »روسية أو ملف الريف« البرنامج يقدم ظهرا في التليفزيون البريطاني »بي.بي.سي« الذي قرر أن يعرض البرنامج مساء وفي وقت ذروة المشاهدة. قيل للمذيعات الأربعة: يأسف التليفزيون البريطاني لأنه سيستغني عن خدماتكن وسنستعين بمذيعات أخريات. الأربعة استطعن أن يجدن عملا في الإذاعة البريطانية »بي.بي. سي« فهن لم يتعطلن ولكن التليفزيون لا يريدهن. سألت إحداهن ال »بي.بي.سي« قالت: هل قصرت في عمل. أجاب مسئول في التليفزيون. أبدا. لا نستطيع أن نتهمك بذلك قالت: وهل مازلت اتقن هذا العمل أجاب التليفزيون مؤكد قالت: ولم الاستغناء عني وقد قدمت البرنامج عشر سنوات كاملة. أجاب التليفزيون نوع مشاهدي البرنامج قد تغير بعد أن كان ظهرا.. البرنامج الآن يعرض في وقت الذروة. وأضاف: انت وزميلاتك تقدم بكن العمر، ونحن نريد أن نقدم فتيات شابات أصغر وأجمل. وكل منكن لم تعد كذلك. نرغب في أن تكون مذيعات البرنامج جميلات وصغيرات في السن. وقال مدير البرامج الريفية في التليفزيون البريطاني. شكل المذيعة عامل حاسم في اختيارها. وهو ليس العامل الوحيد.. ولا ينبغي أن نتجاهل ذلك ونحن نختار مقدمات البرنامج. قالت المذيعة: وماذا عن الرجال الذين يشتركون في تقديم البرنامج ولم يتم استبعاد أحد منهم. أحدهم اصلع والثاني بدين وبدانته تظهر علي الشاشة والثالث التجعدات الكثيرة في وجهه تدل علي إنه ليس شابا بل رجل عجوز. قال مدير البرامج الريفية: كل هذه الأوصاف حقيقية ولكن ما نطلبه في المرأة مقدمة البرنامج شيئ آخر نريدها جميلة وشابة.. وهي ليست صفات مطلوبة في مقدم البرنامج الرجل.. بالنسبة للمرأة صغر السن والجمال مسألة حيوية وهامة للغاية وهي تفوق باقي الصفات والمواصفات المطلوبة في الرجل.. أقامت المذيعة دعوي أمام القضاء البريطاني تحتج علي استبعادها.. قالت: هذه تفرقة وتمييز لا يجب أن يكون موجودا في ال »بي.بي.سي«. أمام المحكمة البريطانية قال مسئول التليفزيون الحكومي: هناك ستة عناصر تتحكم في اختيار المذيعة عندما يرتفع وقت تقديم البرنامج من الظهر إلي وقت الذروة. وأضاف: وجه المذيعة لا يناسب البرنامج فحسب. القضية مازالت معروضة علي القضاء البريطاني. والغريب في الأمر أن قنوات التليفزيون الأوروبي المختلفة لاتعلق أهمية علي الحكم فيها ولا تنتظره. ولكن قنوات فضائية عربية كثيرة تنتظر هذا الحكم لأن عددا من هذه القنوات يغير المذيعات عندما يتقدم بهن العمر. وتصر هذه القنوات علي اختيار مذيعات شابات وجميلات لتقديم البرامج حتي ولو كانت البرامج لا تحتاج إلا إلي علم وخبرة وإطلاع سياسي واجتماعي. وحجة القنوات العربية أن المشاهد يتطلع أولا إلي وجه المذيعة وجمالها ونضارتها قبل أن يستمع إلي ماتقول، وقبل أن يعرف ما إذا كانت خبيرة ومتمكنة في مادة البرنامج. والآن مارأيك أيها المشاهد هل تهتم بجمال المذيعة ونضارتها قبل أن تعرف ما إذا كانت تتقن عملها أم أن المهم هو الجمال وصغر السن فحسب؟!