منذ 13 شهراً تقريبًا، بعد هزيمة مصر أمام تونس في القاهرة بتصفيات كأس الأمم الأفريقية، صب الجمهور والنقاد جام غضبهم علي المحترفين بالخارج وكان النصيب الأكبر من الانتقاد موجها للاعب بوسط الملعب يُدعي محمد النني. وقتها قال أحمد حسام ميدو إن النني لا يستحق ارتداء قميص المنتخب، وحتي بعد الهزيمة الأخيرة من تشاد قال حازم إمام إن النني قد يكون غير مفيد لمنتخب مصر لأنه يؤدي بنفس طريقة حسام عاشور. الغريب أن النني حزم أمتعته ورحل عن المقاولين معاراً إلي بازل في منتصف موسم 2012 2013، دون أن يدفع النادي السويسري مليماً واحداً للمقاولين، وكانت المفاجأة أن الفتي الصغير تأقلم علي نمط الحياة الصعبة والتدريبات الشاقة والمناخ القاسي واستطاع أن يدخل في التشكيلة الأساسية لبازل في ستة أشهر فقط، وهو ما أدهش حتي المسئولين عن النادي أنفسهم الذين لم يتوقعوا اندماج اللاعب بهذه السرعة، ليطلب المقاولون بعد ذلك 600 ألف يورو نظير الاستغناء النهائي عن اللاعب . ثم كانت المفاجأة الأكبر أن نادي أرسنال الإنجليزي العريق أبدي اهتمامه باللاعب وفي خلال أسبوع واحد أنهي صفقة انضمامه إليه بقيمة 7.5 مليون جنيه استرليني لبازل واللاعب والنني ووكيله والشركة الراعية له، فضلا عن 70 ألف استرليني كراتب أسبوعي للاعب. النني الذي لا يحب الظهور في وسائل الإعلام، هو لاعب وسط قادر علي أداء كل المهام المطلوبة من لاعب وسط ملعب صاحب المهام الدفاعية أولا سواء كHolding medfilder أي كمدافع أول عن المدافعين في المناطق الخلفية، أو كلاعب وسط From box to box أي اللعب من منطقة جزاء فريقه لمنطقة جزاء الفريق المنافس بما يتطلبه ذلك من استخلاص وتمرير للأمام وتسديد علي المرمي والجري ذهاباً وإياباً بين المنطقتين دون توقف، وطبقاً لمعدلات ركض النني (أعلي من كل لاعبي أرسنال) ونسبة تمريره الصحيح فإن اللاعب المصري قادر علي شغل أي مكان في وسط الملعب يتطلب أداء الأدوار الدفاعية والهجومية، وفي أي طريقة لعب سواء 4-3-3 بمشتقاتها (مثل 4-1-2-2-1) أو 4-4-2 أوحتي 4-2-3-1. بلغة الأرقام، لعب محمد النني 91 مباراة في الدوري السويسري بمعدل 5705 دقائق، سجل خلالها خمسة أهداف وصنع ستة، فيما خاض 19 مباراة في الدوري الأوروبي "اليوروباليج"، سجل خلالها هدفين، كما لعب 16 مباراة بمعدل 1304 دقائق في كأس سويسرا سجل خلالها 3 أهداف، وصنع هدفاً آخر. أما علي صعيد دوري أبطال أوروبا، لعب النني 18 مباراة مع بازل، صنع خلالها هدفاً واحد، علماً بأنه فاز مع بازل ببطولة الدوري السويسري ثلاث مرات. بداية انتباه الكشافين الأوربيين للاعب صاحب ال21 عاماً كانت في نوفمبر من عام 2014، حينما لعب أساسياً مع فريقه ضد ريال مدريد الأسباني في دوري أبطال أوربا، حيث قدم محمد النني أداءً رائعاً خلال المباراة، وأظهرت الإحصائيات النهائية للقاء الذي انتهي بهزيمة بازل، تفوق النني علي جميع لاعبي الفريقين في عدد الكيلو مترات التي قطعها في الملعب حيث قام بالركض 11951 مترا خلال المباراة. وتفوق النني علي الألماني توني كروس لاعب وسط ريال مدريد الذي قام بالركض بمعدل 11138 مترا وهو أكثر لاعبي الريال ركضاً في الملعب، وجاءت نسبة محمد النني في التمرير الصحيح 84% حيث مرر 52 تمريرة بشكل صحيح من 62 محاولة خلال اللقاء. مقارنة النني رقمياً مع لاعبي الجانرز الذين يلعبون في نفس مركزه (كوكلين وتشامبرز وفلاميني) توضح التالي: من حيث التمريرات الأمامية فإن لاعب بازل يتفوق علي الثلاثة بمعدل 58.60 تمريرة في المباراة الواحدة بفارق كبير عن الثلاثي الذي يعتبر كوكلين أعلاهم ب 28.50 تمريرة في المباراة وهو ما يمنح الجانرز أفضلية كبيرة في صنع الهجمة والارتداد السريع من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية. وتصل دقة النني في التمريرات لدرجة كبيرة حيث مرر 83 تمريرة صحيحة في المباراة الواحدة بالدوري الأوروبي.