الصباحات المصرية المتشابهة المفضية إلي اليأس البين حيث السماء الغائمة بفعل سحابة النفايات الملوثة المسماة بقش الأرز وبعد أن قنع المصري بالاستغناء عن فصل الربيع والخريف ولم يتبق سوي القيظ حصاد البيئة المعطوبة صارت الأرض أيضا جحيما، فالطريق مكتظ بتلك الأشباح السوداء، المروعة المسماة نقابا وهو الحل السحري للهروب من الأحكام الجنائية وأيضا لارتكاب الجرائم واقتراف الفواحش وانتهاك الآخر والتمييز العقائدي الذي بالمناسبة لايمت للدين بصلة وكيف يسمح للمنقبات بقيادة السيارات، كيف يُسمح بإسدال الإظلام علي أعرق الحضارات، مصر حصدت صفرا في البحث العلمي، أيضا في بلد غابت عنها السيولة المرورية وتعاظمت نسبة الحوادث.. هل كُتب علي أهل مصر دوما الخضوع للمجهول الخطر .. لماذا لايصدر وزير الداخلية حبيب العادلي القانون المنشود لمنع النقاب من مصر بأسرها لماذا لايتدخل لمنع الميكروفونات التي تبث الفتنة وإبادة الآخر من الجوامع والزوايا بما أن وزير الأوقاف يحتفظ بالتنوير لاستعماله الشخصي فهو الذي لايجيب ولا يستجيب ثم نندب ما أصاب المواطنة وأزمة المحبة ووباء الكراهية بل إن أزمة المواطنة أصابت أيضا المسلم والمسلم الآخر الذي لا يتبع (الكتالوج) المتشدد الكاره لكل مظاهر الحياة والتطور بفعل العجز والقنوط من مواكبة الآخر وبفعل تفشي فكر الدهماء الذي اجتاح النخبة فرضخت إما بفعل الخوف، النفاق، أو سهولة الاستسلام للجهل، لقد شاهدت علي القناة الثالثة داعية من الأزهر يقول إن الحجر الأسود سوف تظهر له عينان ولسان وحواجب يوم القيامة ولن أعقب.. وأتساءل ياوزير الداخلية وياوزير التضامن الاجتماعي ماهي الرسالة الحقيقية للجمعيات الشرعية، وأتساءل هل سأظل مثل يوحنا المعمدان أصرخ في الصحاري دون جدوي أو مثل سيزيف الذي كُتب عليه العجز الأبدي وأخيرا سأرجع إلي »ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون« صدق الله العظيم وإلي متي سيظل الكرسي أثمن وأهم من الوطن؟ ويتم تشويه الدين بمباكة الدولة؟