كانت تجربتي الأولي مع مشاكل سيارتي.. وكنت خارجا من نفق أحمد بدوي هابطا من كوبري أكتوبر في طريقي للمجلة عن طريق شبرا.. فلاحظت بخارا كثيفا يخرج من مقدمة سيارتي.. ولم أستطع أمام المفاجأة إلا أن أقف علي يسار الطريق.. أهبط مذهولا لا أعرف شيئا.. لأجدني أمام محل متخصص في عجلات الدراجات.. أمامه رجل عجوز وقور.. هرع إلي.. وهو يهدئني لاتقلق مياه الريادتير نفدت.. وقام بفتح كبود السيارة.. وأمرني بالانتظار والهدوء.. ولأني غشيم.. رأيت أن أفتح غطاء الريادتير لتنفيسه.. ولم يلحقني بتحذيره فإذا كتله من بخار الغليان، تتجه إلي يسار وجهي .. أهرع بعيدا.. فإذا بسائق تاكسي أجرة وسائق سيارة ملاكي، يصرخان ويأمرانني باللجوء إلي مبرد مياه أمام المحل، أمام زاوية صلاة مجاورة.. ونزل من يسرع بإلقاء المياه المثلجة علي وجهي.. وهدأ قليلا.. وحمدت الله .. مرددا الحمد مع أصوات الثلاثة المحيطين.. أشكرهم فإذا بسائق سيارة نصف نقل يجلس في المقهي المواجه بالشاي والشيشة يتقدم بهدوء.. ثم ينظر في قلب معدات السيارة.. ويقول مروحة التبريد لاتعمل.. الوصلة الخاصة بها قد ساحت من الحرارة.. أريد متر سلك لأصله بالبطارية مباشرة لتدور حتي منطقة قريبة.. أو تعمل لفترة قليلة ثم توقف السيارة لفترة وتواصل من جديد.. قلت لهم مكان عملي قريب يعبر (اللواء سلطان) صاحب محل الدراجات الطريق إلي محل كهربائي أمامه يقوم صاحبه بفتح أبوابه الصباحية.. يأتي بالسلك.. يعالجون الأمر مؤقتا.. عندما دخلت مكتبي بعد ربع ساعة بالكثير وجدت زميلة تقول لي إن اللواء سلطان اتصل علي نمرة تليفون أخذها مني ليطمئن علي وصولي. واظبت علي تحيته الصباحية كلما مررت بالمنطقة.. وعندما اختفي وأغلق المحل واظبت علي قراءة الفاتحة لروحه عند عبوري الذي قل كثيرا إلي هناك.