كان يوم عطلة ، وطريق صلاح سالم وكوبري أكتوبر.. خاليان تماما .. مما يغري باقتناص فرصة عدم الزحام النادرة.. أدور متعجلا في استواء الكوبري، فإذا قديفة لا أعرف نوعها حتي الآن، ترتطم بقسوة بزجاج سيارتي في مواجهتي تماما.. ترتج عجلة القيادة، ودرجة تركيزي لبرهة. ومن ستر المولي.. لا أحد من حولي.. أواصل السير بالقصور الذاتي.. لا أجد إجابة إلا أنها زجاجة عصائر ألقاها أحدهم ببساطة بعد فراغها، لتصادم الإطار الخارجي لكاوتش سيارة نصف نقل مسرعة، كانت في الاتجاه المعاكس، وأخذ اندفاعها تجاهي.. أتساءل في خلفية عقلي، عن جدوي التوقف وماذا يحدث وماهي المساعدة المطلوبة، وقد تحول الزجاج إلي ضباب كامل، فأخرجت رأسي أنظر الطريق، ليحل اندفاع الهواء جزءا من المشكلة بأن تساقط بعض الزجاج أمامي، وعلي صدري، أخفيت عيني حماية لها.. حتي مطلع الكوبري في اتجاه كوبري الليمون فتهب موجة هواء قوية تحل كل المشاكل، فقد تهاوي الزجاج جميعه وأصبحت الرؤية واضحة والهواء باردا.. أقاوم التداعيات، أهبط الكوبري.. أقف أمام محل زجاج سيارات أهبط بهدوء وحرص أقف لأتخلص من سهام الزجاج الرفيع الملتصق بكل ملابسي.. أتركها بلا مبالاة لعملية التصليح.. لا أقاوم تداعيات المفاجأة.. حتي وجدتني جالسا في مكتبي.. سارحا أقرب للذهول.. لو تقدمت بسيارتي مقدار عجلة واحدة للأمام لكانت القذيفة في شباكي المفتوح.. مرماها جانب وجهي وهو أضعف الإيمان .. أو رأسي.. وكيف يكون الأمر.. هل كنت سأكون في حالة تسمح لي بالسيطرة علي نفسي والسيارة.. أم أتوه أو يغمي عليّ أو حتي أموت.. ما هو مرمامي.. في يميني براح جامعة عين شمس وأشجارها.. ويساري الطريق المعاكس بسرعة سياراته.. وأشياء أخري كثيرة.. أفاقني قريب بعد عدة أيام وأنا أروي الحكاية.. وهو يحسم بخبرة طويلة في القيادة.. حادثة ومرت انساها.. واحمد ربنا علي كل حال .. الحمد لله.